دخلت خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لوقف إطلاق النار في غزة مرحلة حساسة مع تحديده يوم الأحد المقبل قبل الساعة السادسة مساءً بتوقيت واشنطن، كموعد نهائي للتوصل إلى اتفاق. ترامب شدد على أن هذه الفرصة قد تكون الأخيرة لإنقاذ الأرواح، محذرًا من أن البديل سيكون استمرار الحرب بلا سقف زمني. ويرى الباحث السياسي الدكتور كامل حميد أن حماس تدرك أن القبول بالخطة يعني الخروج تدريجيًا من المشهد السياسي والجغرافي في غزة، وهو ما يجعل موقفها دقيقًا ومعقدًا في آن واحد. اقرأ ايضا الصحة العالمية تحذر: كهرباء غزة منقطعة.. و66 ألف شهيد حماس: قبول مشروط وضمانات ضرورية من ناحية اخرى فقد أبدت حركة حماس، بحسب المحلل السياسي الفلسطيني محسن أبورمضان، استعدادًا للتعامل بإيجابية مع خطة ترامب، لكنها اشترطت ضمانات قوية تضمن وقف الحرب بشكل كامل. كما طالبت بجدول زمني واضح لانسحاب قوات الاحتلال من القطاع، مؤكدة أن أي اتفاق لا يتضمن هذه البنود لن يحظى بقبول شعبي أو سياسي. وأضاف أبورمضان، في حديثه لقناة القاهرة الإخبارية، أن حماس لا تريد أن تُفهم موافقتها على الخطة كاستسلام، بل كخطوة لإنقاذ المدنيين من ويلات القصف والحصار. نتنياهو يُعقّد المشهد بالتعديلات الخطة الأمريكية تطرقت إلى مسألة السلاح، واقترحت أن يُوضع تحت إشراف قوة عربية أو دولية، إلا أن رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو أدخل تعديلات تفرض نزع سلاح المقاومة وإبعاد قادتها. كما يصر نتنياهو على الاحتفاظ بما يسميه منطقة أمنية عازلة شرق وشمال القطاع، مع الإبقاء على حق جيشه في تنفيذ عمليات عسكرية متى شاء. وفيما يخص البنود الزمنية، لم تُحدد سوى مهلة 72 ساعة لإتمام صفقة تبادل تشمل الإفراج عن 48 رهينة إسرائيليًا مقابل نحو 250 أسيرًا محكومًا بالمؤبد و1700 أسير آخر. ثغرات الخطة وقلق عربي إسلامي ممثلو المجموعة العربية والإسلامية حذروا من ثغرات جوهرية في الخطة. وزير الخارجية المصري بدر عبدالعاطي أكد أن غياب الضمانات الحقيقية وغياب جدول زمني ملزم للانسحاب يُثير القلق. كما كشف رئيس وزراء باكستان أن نتنياهو أدخل تغييرات تمس وضع غزة والضفة الغربية، وهو ما تم تجاهله خلال لقائه مع ترامب. الدكتور كامل حميد شدد على أن استمرار المذبحة في غزة يجعل أي خلافات فلسطينية داخلية ترفًا لا يمكن تحمله، داعيًا حماس إلى الثقة في برنامج منظمة التحرير والدعم العربي للحفاظ على مكانتها في المشهد السياسي. الأولوية الفلسطينية: وقف المذبحة لا الإذلال بالنسبة للفلسطينيين، الأولوية المطلقة هي وقف الحرب، ووقف سياسات التجويع والنزوح، ومنع مخاطر التهجير القسري. ويؤكد المحللون أن حماس تقبل مبدئيًا بالخطوط العريضة، لكنها ترفض الآليات التي يسعى نتنياهو لفرضها والتي تمس كرامة الشعب الفلسطيني ومقاومته. فالخطة قد تكون آخر نافذة لإيقاف شلال الدم، لكن نجاحها مرهون بمدى التزام واشنطن والدول العربية بضمانات واضحة تضع حدًا لحرب استنزاف مستمرة.