آثرت علي نفسي أن تبقي مصر هي العنوان الرئيسي لكل مقالاتي حتي آخر لحظة في حياتي, ورغم ذلك أعلم علم اليقين أنني لن أوفيها ولو قدرا ضئيلا من حقها علي, واسمحوا لي دون تملق أو مماحكة أن أبدأ مقالي بالتحية والعرفان للمشير طنطاوي, وزملائه أعضاء المجلس العسكري وإلي جيش مصر العظيم حامي الوطن ودرع الثورة ولكل شباب مصر الاوفياء شباب الثورة البيضاء الطاهرة. وأقول لكل مصري مخلص لقد صبرنا طويلا وتجرعنا مرارة نظام بائد فاسد وها نحن بدأنا نتنسم عبير مصر المستقبل بعد أن وفي المجلس العسكري بكل وعوده ولم يعد يفصلنا عن حلم الديمقراطية الحقيقية سوي أيام معدودة وننزل جميعا صفا واحدا رجالا ونساء شبابا وشيوخا لنختار أول رئيس لمصر الجديدة رئيس يعرف أوجاعنا ويحمل طموحاتنا ويحقق كل آمالنا. المطلوب الآن.. هو قليل من الهدوء أن يتوقف أصحاب الحناجر الغليظة التي لاتريد لمصر ولا لأهلها خيرا.. عن تريد كلمة حقوق الإنسان وجعلها شماعة.. لممارسة كل أشكال وصفوف البلطجة.. نعم حقوق الإنسان هي العنوان الابرز لأي نظام ديمقراطي في العالم, ولكن من حقي أن أسأل أي حقوق إنسان تلك التي تسمح لأي فرد مهما كان توصيفه أن يمنع رئيس وزراء دولة من دخول مكتبه أو أن يمنع أعضاء أول مجلس شعب ديمقراطي حقيقي بشهادة العالم بأسره من دخول المجلس ويجبرهم علي الدخول من الأبواب الخلفية. وأي حقوق إنسان تلك التي تعطي الحق لقلة باحتلال أكبر ميدان في الجمهورية وفصله بالقوة عن باقي الجمهورية وتسميته ب إمارة التحرير وأي حقوق إنسان التي تعطل عمل الشرطة وتسمح للصوص والبلطجية وقطاع الطرق بأن يعيثوا فسادا في الأرض وتسمح لكل من له مطلب فئوي بالقتل والحرق والتدمير وتعطيل حركة السير, وأي حقوق إنسان التي أعطت حفنة من المجرمين الحق في أغتيال دكتورة شابة دون ذنب جنته, وأي حقوق إنسان التي سمحت لقلة مأجورة باغتيال أكثر من مائة من زهرة شبابنا في مذبحة بورسعيد أو التي تسمح لموظفين باحتجاز مديرهم أو رئيسهم لحين تحقيق مطالبهم دون نظر لحجم الضرر واقتصاد مصر المنهار وسياحتها المتوقفة ومرافقها الحيوية المعطلة. من حقي ومن حقنا جميعا ان نقول الآن للمجلس العسكري شكرا لتحمله كل ذلك بلا ضجر ودون أن يلجأ كغيره من جيوش دول صديقة لمنطق القوة المفرطة كما اقول شكرا لكل من بذل دماءه من أجل رفعة ورقي مصر فهؤلاء لن ينساهم التاريخ ولا تكفي كنوز الدنيا بأسرها لتعويض أسرهم, ورغم ذلك فإنني أتمني ان يتم ضم شهداء مذبحة بورسعيد واعتبارهم ضمن شهداء الثورة وتعويض أسرهم بشكل لائق وإنساني كما أتمني أن تشهد المرحلة المقبلة تطبيقا جادا وحقيقيا للقانون حتي تستعيد الدولة هيبتها من جديد ويدرك اللصوص وقطاع الطرق ان مصر لا ترغبهم ولا تصلح مأوي لهم. علينا ان نعمل بكل طاقتنا لنقضي علي كل مظاهر الفقر والتخلف.. حتي يجد الشاب مسكنا لائقا والموظف راتبا محترما.. والمريض مكانا مناسبا للعلاج.. لابد أن يكون شعارنا هو العمل من أجل مصر واحترام القانون وقتها فقط سنقف بالفعل في مصاف الدول العظمي ولن نكون في حاجة لأحد. علينا أن نتصالح جميعا مع انفسنا.. نتصالح مع رجال الشرطة الأوفياء.. ونجل رجال قضائنا الشامخ.. فلا أمن ولا أمان بغيرهما.. وأقول لرجال الاعلام اتقوا الله في مصر.. ولرجال البرلمان انظروا فقط إلي مصر. وأقول لسكان إمارة التحرير ارحلوا عن الميدان, وإن تعذر ذلك فإنني أطالب بأن نتفاوض معهم ونستأجر منهم الميدان لمدة99 عاما أو نعوضهم بقطعة أرض بديلة ولتكن في الصحراء الغربية.. بالفعل شر البلية ما يضحك وأخشي أن يأتي يوم ويطالب فيه محتلو إمارة التحرير بالحماية الدولية.. اتمني ان تكون الرسالة قد وصلت وكل لبيب بالإشارة يفهم.