الي هؤلاء الذين اعطوا القضية اهتمامهم الاول نتوجه, حتي نعرف ما الذي يريده الجزء المصري الاصيل منا من تلك الارض الطيبة التي احبها وعشقها اكثر مما يعشق ابناءه,ويحدثونا عن القضية التي لن تموت ابدا. في البداية يقول صلاح زكي مراد رئيس اللجنة الثقافية بالنادي النوبي العام: مطلبنا الرئيسي العودة إلي ضفاف بحيرة ناصر,فتلك هي أراضي النوبيين وهم مستحقوها,وقد قدم النوبيون تضحيات رائعة من اجل مصر واعظمها قبولهم تهجيرهم من اراضيهم من أجل بناء السد العالي, وأن حق النوبيين حق أصيل وقد قامت ثورة يناير لترجع حقوق المظلومين والمقهورين من أجل العدالة والمساواة, والحرية, والنوبة جزء أصيل من شعب مصر,ونحن غير منفصلين عن مصر بل نحن مكون رئيسي بها فحينما وحد مينا القطرين, وحد شعبا بأكمله من النوبة حتي اقصي شمال مصر,فقد وحد ثقافة شعب بأكمله. اما عن مطالبنا فهي لاتخرج عن أهداف ثورتنا المجيدة التي نادت بالعيش والحرية والعدالة الاجتماعية, فنحن لانريد سوي أن نعود لنحيا علي ضفاف النيل, وحق العودة ب44قرية بأسمائها كما هي حول ضفاف بحيرة ناصر, والتوزيع العادل للثروة هي العدالة الاجتماعية النوبة مشروع قومي يجب ان يهتم باقي المصريين بها كما يلزم,فهي حضارة وتاريخ لا ينفصلان عن مصر, وفي نفس الوقت اعادتها لتكون مشروعا سياحيا وزراعيا يساهم في الدخل القومي لمصر, ولا يوجد أي شك في وطنيتنا كنوبيين ومصريين اولا واخيرا وقد قدمنا شهداء من اجل الوطن منذ حرب73, حتي ثورة يناير المجيدة التي سقط منا فيها8 شهداء. واننا لم ننفصل قط عن ثورة يناير كنا جزءا منها أيضا ويكفينا فخرا أن عنوان نادي النوبة هو1 ميدان التحرير, والنوبة هي حصن جنوب مصر وبها إكمال مسيرة مصر والسودان, ومن قراءتي لبرامج المرشحين الحالية لم أجد سوي بعضهم من ذوي الاتجاه الثوري الذين تناولوا مشاريع واضحة للنوبة ورؤية لها, وأهم فكرة طرحت هي انشاء مشروع قومي للنوبة لتنميتها وتطويرها. تنمية النوبة وتقول منال الطيبي من مؤسسي مجموعة المبادرين النوبية ومديرة المركز المصري لحقوق السكن: علي رأس تلك المطالب التي نتمناها من الرئيس القادم حق العودة للنوبيين لأقرب نقطة من قراهم الاصلية علي ضفاف بحيرة النوبة, فهي أراضيهم وما وعدتهم بها الحكومة منذ تهجيرهم, ولن تكون هناك فائدة بالطبع من استرجاع الاراضي دون أي تنمية للنوبة, فعدم وجود التنمية والتطوير في النوبة,ادي الي انعدام فرص العمل مما دفع النوبيين الي السفر الي خارج البلاد للبحث عن عمل وهو مايعمل علي تفكيك الحضارة النوبية وانفصال النوبيين عن هويتهم الاصلية. كما يجب احلال وتجديد قري النوبة الموجودة في كوم أمبو فإن كان الشباب النوبي سوف يسكن القري الجديدة التي أقيمت من أجلهم في المحافظة, فإن آباءهم سيظلون في تلك القري بكوم امبو التي يجب تطويرها وتجديدها حتي يمكن العيش بها بسهولة حيث انها بشكلها الحالي لاتقدم الخدمات الواجب توافرها للنوبيين فيها. اما عن التمثيل السياسي للنوبيين فنحن لانريده عبر التعيين كما صدر من تصريحات المجلس الاعلي للقوات المسلحة بل اننا نطالب بإعطاء الفرصة للنوبيين لإنتخاب نوبي من بينهم, كما كان في دائرة نصر النوبة التي كانت موجودة وتم إلغاؤها في الانتخابات الماضية. ويعاني النوبييون مظاهر التمييز ضدهم وضد كل من له بشرة سمراء, وذلك بسبب الصورة النمطية التي يقدمها الإعلام والتليفزيون عنهم وتصويرهم دائما في اعمال كالبوابين والجناينية فقط, كما لو ان هذه الوظائف لايمثلها إلا النوبيين ولايعمل النوبيون في غيرها, واستغرب لم دوما لايتحدث احد عن التمييز العرقي ضدهم. كما أن هناك اهمالا شديدا في الاهتمام بالثقافة والحضارة النوبية, بالرغم من ان التراث النوبي هو جزء من التراث العالمي وليس المصري فقط, ولكن يتم تجاهله بشكل غريب, رغم اعتراف الاممالمتحدة ومنظمة اليونسكو بالتراث النوبي وتأثير تلك الحضارة في التاريخ الحضاري للعالم, بالإضافة الي طمس اللغة النوبية التي تدرس في بعض جامعات العالم في كندا واوروبا وامريكا, بينما في الجامعات المصرية تدرس لغات افريقية بعيدة عنا ولاشأن لنا بها مثل السواحيلي, فنحن نطالب بجمع التراث النوبي والحفاظ علي الهوية, ولكن بدلا من هذا يتم الآن تغيير اسماء القري النوبية واحلالها بأسماء عربية وهو نوع من طمس الهوية الذي لانعلم ماهي جدواه. ومن اقل مايمكن أن يتمناه النوبيون هو المشاركة في صنع القرار في المشروعات الاستثمارية التي تقام علي اراضيهم فهي حقهم الاصيل وأقل مايمكن ان يفعله الرئيس القادم أن يشركهم في ذلك القرار فربما يكون في تلك المشاريع أذي لأهل تلك الأراضي ومستحقيها وأخشي ان كل المرشحين لم يتناولوا النوبة في برامجهم بل بعضهم كما يخشي ان تكون تلك مجرد وعود حالية لكسب أصوات النوبيين دون تقديم أي خطط واضحة للاهتمام بهم وبقضيتهم. حق العودة يقول أحمد اسحق ممثل لجان المتابعة النوبية بالقاهرة: لانريد سوي الاقرار الكامل بعودة النوبيين لأماكنهم الاصلية علي الشلال كما كانوا, فهذا أقل حق لنا, كما نأمل إحياء هيئة منطقة تنمية النوبة ولتقديرنا لظروف الدولة الحالية فلا نريد شيئا إلا موافقات لإنشاء جمعيات زراعية بإسم القري النوبية. ويضيف وتجب إعادة الكيان النوبي كما كان, فكما اعادوا اهالي مدن قناة السويس إلي أراضيهم بعد التهجير بسبب النكسة, فنطالب بإرجاعنا نحن إلي أراضينا التي تم تهجيرنا منها من أجل بناء السد العالي علي أنقاض قرانا فآن الاوان للدولة ان تفي بهذا الحق لمستحقيه. فالنوبيون لا يستجدون شيئا ليس لهم ولكنه من ابسط الحقوق التي يمكن ان تقدم لفصيل مهم في الدولة, ان ترجع إليهم اراضيهم التي هجروها من أجل بناء تلك الدولة من الأساس, كما أن النوبيين ضد التغلغل ومحاولات التحدث بإسم القضية النوبية من الخارج, ولكن تعلم الدولة تماما أن الشباب لا يمكن كبح غضبه طوال الوقت فيجب ان تتنبه الدولة لتلك المعضلة, فالنوبيون يشعرون بالإقصاء الدائم وهي تصفية عرقية ضدنا وهي مشكلة اكبر من الحكومة المصرية. كما أن عدم اكتراث الدولة بمشاكل النوبة وفي نفس الوقت إقرار الجهات الاممية والعالمية بحت العودة للنوبيين هو ما يمكن أن يؤدي إلي كوارث واقرب مثال ما حدث في السودان وانفصاله إلي عدة أجزاء بسبب تجاهل الحكومة السودانية لمشاكل الجنوب, فيجب وضع النوبة في البؤرة للحفاظ علي جزء أصيل من مصر. ولا يوجد من هو اخلص منا في حب مصر, ففي حرب73 استخدمت القوات المصرية اللغة النوبية كشفرة ولم يكن من ابناء النوبة إلا أن رفضوا كل محاولات استدراجهم من اليهود لفك تلك الشفرة تحت أي اغراء من مال أو أي شيء, فالنوبيون بإرثهم الحضاري لن يطلبوا شيئا حتي تجف دماء شهدائنا وتقف مصر علي أرضية صلبة وتستعيد ما فقدته, ثم بعد ذلك نطلب ما نستحقه. اما عن تناول مرشحي الرئاسة الحاليين للقضية النوبية فيقول ان بعضهم اهتم بذلك وليس كل من يقول إنه مع حق العودة يحاول أن ينفذ شيئا واضحا علي الأرض, فقد اجتمع بنا مجلس الوزراء السابق والحالي, وقد أيدوا حق العودة ولكن لا تنفيذ لأي شيء يقال, وسوف نحدد في وقت لاحق لمن ستذهب أصوات مليوني نوبي ونعلن عنه. خطة واضحة ويضيف منير بشير رئيس الجمعية المصرية النوبية اهم ما يمكن ان يطلبه فالنوبيون هو الاهتمام بإعادة توطين النوبيين علي ضفاف البحيرة, وبناء قري امتداد لقري نصر النوبة مع تنمية شاملة ومستديمة لهذه المنطقة التي يعيش بها أغلب النوبيين. كما تجب إعادة الثقافة والحضارة النوبية كثقافة ضمن الثقافات المتنوعة للمجتمع المصري الذي يحتوي علي ثقافات كثيرة ومختلفة والاهتمام بها كحضارة ساهمت في نهضة مصر, وقضيتنا الام هي العودة وان كان هناك من اهتمام من المرشحين للرئاسة الحاليين بقضية النوبة فلم يضع أي واحد ممن تكلموا عنها أي خطة واضحة تتم بها العودة ولم يوضح شكل التنمية التي سيتم بها تنفيذ خطة عودة النوبيين لأراضيهم, فأهم من رجوع البيت والأرض توضيح كيفية العمل علي تنمية تلك الأراضي, فبحيرة ناصر مساحتها700 كيلو متر, ومساحة كبيرة كهذه تحتاج مصر كلها لتشارك في تنميتها, ففي تلك الاراضي يوجد كنز من المعادن والزراعة والثروة والسمكية بالاضافة إلي السياحة, ويجب ان يستغل المصريون جميعهم هذا الكنز وليس المستثمرون ورجال الاعمال.