مع استمرار مشكلة البطالة وتفاقمها وسوء الأحوال الاقتصادية انتشرت ظاهرة الباعة الجائلين في مصر وأصبحت واقعا نعيشه ونتعامل معه يوميا بكل إيجابياته وسلبياته في الأماكن العامة وفي الشوارع وعلي الأرصفة. وأخيرا في محطات بل وفي قطارات المترو.. والسؤال دون أن نتهم أحدا علي حساب الآخر: هل الباعة الجائلون جناة أم هم ضحايا للظروف الاقتصادية التي تمر بها مصر؟ الأهرام المسائي في جولة مجددة عن رصد السوق: قال أيمن محمد, حاصل علي بكالوريوس خدمة اجتماعية ويبيع الكتب المستعملة: لو الحكومة وفرت لنا وظائف تضمن لنا حياة محترمة ما لجأنا للبيع في الشارع, مشيرا إلي أنهم لا يسببون إزعاجا للمواطنين بدليل أنهم يقبلون علي الشراء ولو من الباعة الجائلين فنحن نبيع بأسعار أرخص من المجلات وهناك مواطنون غلابة لم يستطيعوا الشراء من المحلات ويتساءل لماذا لا يتم الهجوم علي الحكومة التي تركتنا بلا فرص عمل. ويقول إسلام أحمد, حاصل علي دبلوم تجارة ويبيع ملابس: إن هذا أكل عيشي ومصدر رزقي وإنني مطالب بدفع مصاريف للإيجار والكهرباء والمياه والأكل والعلاج, مشيرا إلي أن تلك البضاعة هي ما يجني منها قوت يومه للإنفاق علي أسرته وأنه لن يترك مكانه إلا بعد توفير مكان بديل للاتجار فيه. وقال سعيد محمود, دبلوم سياحة وفنادق ويبيع موبايلات: لا يوجد أمامي مكان بديل لكي أعرض فيه بضاعتي, موضحا أنه يفترش الأرض منذ زمن بمنطقة وسط البلد ولا يعمل علي مضايقة المواطنين, مضيفا أنه عندما تأتي الحكومة وتأخذ بضاعته لا تقوم بإرجاعها إليه مرة أخري ولا حتي تقوم بتعويضي أو توفر لي مصدر رزق. ومن جانب آخر يقول إبراهيم مصطفي, صاحب محال ملابس بوسط البلد إن الباعة الجائلين أصبحوا يمثلون عبئا عليهم حيث إنهم يتسببون في اختطاف الزبائن من أمام محلاتهم ويسبب وجود الباعة الجائلين أيضا تقليص فرصهم في البيع وعدم تردد الزبائن عليهم بسبب ما يقوم به مندوبو الباعة من جذب الزبائن وإغرائهم بأسعار أقل من أسعار المحلات. وأضاف محمد محمود, صاحب محل أحذية بوسط البلد, أن أسوأ شيء قدمته الثورة هو الباعة الجائلون فنحن لم يتبق لنا إلا خطوة واحدة ونغلق محلاتنا لأننا أصبحنا لا نستطيع دفع الإيجار والكهرباء والضرائب ولا حتي مرتبات العاملين وذلك بسبب وجود الباعة الجائلين الذين لا يدفعون أي شيء من إيجار وخلافه وأيضا الدولة لا تستفيد منهم شيئا. وعن نظرة المجتمع للباعة الجائلين قال أحمد إبراهيم, مدرس إن ظاهرة الباعة الجائلين ظاهرة سلبية وتسيء للمظهر العام حيث إن وجودهم أصبح كبيرا وبشكل ملحوظ في كل مكان سواء أمام المدارس وفي الأماكن العامة وأمام محطات المترو وهذا سلوك غير حضاري, مضيفا أن الثورة لم تقم حتي نري هذه السلبيات فالجائلون كادوا يستولون علي الرصيف مما يجعلنا نفضل السير في طريق السيارات لنتفادي الزحام وهو ما يعرض حياتنا للخطر وأصبحنا نكره الفوضي التي أعطت الحرية لهؤلاء أن ينتشروا بشكل كبير. وأشار بسام محمد, موظف, إلي ضرورة الوجود الأمني في كل مكان وأن تقوم كل من الشرطة والحي والبلدية بعمل حملات مستمرة علي الباعة الجائلين لأنني لاحظت عودة الباعة بعد انتهاء الحملة بساعة ليحتلوا الأرصفة من جديد وبعضهم قام بعمل أكشاك علي الأرصفة, مضيفا أنهم يبيعون الأسلحة البيضاء( سكين استانلس ب7 جنيهات ونصف الجنيه) داخل المترو وللأسف معظم الناس يشترون منهم لأنهم يبيعون بسعر أرخص من المحلات.