شهدت رابعة جلسات محاكمة المتهمين في قضية'' مجزرة بورسعيد'' مفاجأة بنشوب خلافات بين دفاع المتهمين حول نقل جلسات المحاكمة إلي بورسعيد وتمسك30 من دفاع المتهمين بتعليق حضورهم الجلسات لحين الفصل في قرار الطعن الخاص بنقل الجلسات لبورسعيد فيما تمسك فريق دفاع باقي المتهمين بهيئة المحكمة وباستكمال اجراءات المحاكمة بأكاديمية الشرطة لكون القضية لها ظروف خاصة وطبيعة استثنائية تتطلب اتمامها في الأكاديمية. وقال رئيس المحكمة إنه تلقي اتصالا من وزير الداخلية أبلغه خلاله بأن الوزارة يؤلمها ما حدث للمتهمين في محبسهم بسجن'' طرة'' أمس الأول وقرر أن وزارة الداخلية سوف تودع جميع المتهمين داخل عنبر خاص بهم ووعد رئيس المحكمة بإجراء تحقيق فيما حدث وطالب محامي المتهمين بتقديم بلاغات للنائب العام, بتلك الأحداث التي تعرض لها موكلوهم العشرة وهم كريم مصطفي أبو طالب, يوسف شعبان محمد, محمد سعيد مبارك, أحمد عوض عبدالله, محمد حسن حسني, رامي مصطفي الملكي, أحمد سعيد منسي, محمد السيد مصطفي, محمد حسني عبدالمنعم, أحمد عادل محمد علي يد المساجين بطرة وتعجب رئيس المحكمة من كلام أحد المحامين أن المساجين الذين تعدوا علي المتهمين هم من مشجعي النادي الأهلي ليرد القاضي عليهم قائلا: هم المساجين عندما يتعدون علي أحد بيصنفوه زملكاوي وأهلاوي؟ شهدت الجلسة أجواء ساخنة قبل اعتلاء هيئة المحكمة المنصة حيث وقع العديد من المشادات الكلامية داخل قفص الاتهام وهتفا المتهمون'' عذبونا وعايزين يقتلونا'' والتف أهالي المتهمين حول قفص الاتهام يتحدثون مع ذويهم. كما وقعت مشادة كلامية في القفص الخاص بالمتهمين من قيادات الشرطة مع المتهمين المدنيين الذين يشكلون موقفا مغايرا في القضية لشهادتهم ضد رجال الشرطة في القفص الرئيسي بسبب ما تعرضوا له من تعذيب, وقاموا بالطرق بشدة علي قفص الاتهام, وطرق أحد المتهمين رأسه في القفص الحديدي. بدأت وقائع الجلسة في تمام العاشرة والربع صباحا برئاسة المستشار صبحي عبدالمجيد وتم اثبات حضور المتهمين, وتقدم نقيب محامي بورسعيد ببلاغ للمحكمة والنيابة العامة أكد فيه حدوث تعذيب للمتهمين أمس الأول داخل سجن ليمان طرة وصعقهم بالكهرباء, وأهاب بالمحكمة والنيابة العامة أن تناظر المتهمين العشرة لاتخاذ الاجراءات القانونية للتحقيق في ذلك البلاغ, مشيرا إلي أن المتهمين ليسوا مجرد أمانة وانما هم في أعناق النيابة والمحكمة, وأشار إلي تعرض إحدي السيارات الخاصة بأهالي المتهمين للإعتداء من قبل جمهور الالتراس, ولولا تدخل رجال الشرطة لتم الفتك بهم, كما طلب من المحكمة الفصل في الدفع بعدم اختصاصها وبطلان مكانها..وهنا دخلت والدة أحد المتهمين في نوبة من البكاء وتعالي صوت صراخها في ارجاء القاعة قائلة للقاضي'' ابني أنضرب وأنا عارفه انك هتحكم بالعدل''..لو عمل حاجة اقتص من ابني الوحيد, وصرخت أخري بجوارها مرتدية النقاب, وأشارت بإصبعها إلي المحكمة قائلة'' ابني أحمد عادل أمانة في رقبتك''..وهو اصغر متهم في القفص عنده15 سنة..وانضرب في ظهره..وثار والد أحد المتهمين قائلا'' سيادة الرئيس احنا مش في مصر.. التعذيب وصل للكهرباء والحرق''..وردت المحكمة لم ولن نسمح بإهانة شخص وهدد بطرد من يحاول إحداث ضوضاء خارج الجلسة وقال'' ان أي واقعة سيتم التحقيق فيها''. وردت المحكمة علي المحامين بالنسبة للدفع الخاص بنقل المحاكمة, ان انعقاد المحكمة جاء طبقا للقانون بناء علي قرار صادر من وزارة العدل وأنها ليست مقحمة علي القضية, وأضاف رئيس المحكمة أنه لن يغادر المحكمة إلا بمناظرة المتهمين حتي إذا لزم الأمر لمناظرتهم جميعا. واستمعت المحكمة لأحد أعضاء فريق دفاع المتهمين وقال إنه عقب جلسة أمس تم ترحيل المتهمين كل3 ثلاثه في زنزانة بين أكثر من30 مسجونا, وقام المسئولون بسجن طرة سواء بأنفسهم أو بتعليمات من إدارة السجن بالتعدي بالضرب والصعق وجرح عشرة من المتهمين, وطلب الدفاع مناظرة المتهمين لبيان الإصابات التي لحقت بهم واتخاذ اللازم قانونا فضلا عن تعرضه للإعتداء من قبل أفراد التراس الأهلي عقب خروجه من المحكمة...وهنا صرخ أهالي المجني عليهم قائلين'' والله ما حصل''. مما دفع القاضي لتوجيه أمر للحرس بإخراجهم خارج القاعة. وأمر القاضي برفع الجلسة لتوقيع المناظرة علي المتهمين ال10.. وهنا صفق المتهمون داخل القفص وقالوا'' الله أكبر..يحيا العدل'' ورد رئيس المحكمة'' لن يضيع حق أي طرف سواء حق المتهمين أو الشهداء''. وعقب استئناف الجلسة أكد أحد أعضاء هيئة الدفاع عن المتهمين أن هناك خطرا جسيما علي المتهمين وهو ما ثبت عقب قيام المحكمة بمناظرة المتهمين وتبين من الإصابات التي وقعت عليهم والتمس من المحكمة رفع الأمر الخاص بنقل المحاكمة إلي وزير العدل الذي أصدر القرار في البداية بنقل المحاكمة إلي أكاديمية الشرطة مؤكدا إجماع كل هيئة الدفاع علي الانسحاب من القضية وعدم حضور الجلسات مما أثار الانقسام بين أعضاء هيئة الدفاع حيث أكد بعضهم عدم رغبتهم في الانسحاب وترك الجلسة. فأكد رئيس المحكمة أن أمر التعذيب والتعدي علي المساجين داخل طرة ستتم إحالته إلي مكتب النائب العام لفتح التحقيق به أما طلب نقل المحكمة فهو خاص بوزير العدل وليس المحكمة ونبه عليهم برفع الأمر للوزير والمحكمة لا مشكلة لديها في انعقاد المحاكمة في أي مكان. وأمرت المحكمة بأن يتم تسجيل من يرغب في الانسحاب ومن يرغب في استكمال المحاكمة بمحضر الجلسة. وأكد أعضاء هيئة الدفاع الذين أعلنوا انسحابهم أن المتهمين قدمت لهم أمس أطعمة مسمومة وتم التعدي عليهم بالسب والقذف والضرب وحلقوا شعرهم والمحكمة شاهدت ذلك بالمناظرة. وأشاروا إلي وجود حالة تعد وانتهاك كبير لحقوقهم وأن هناك خطرا حقيقيا علي المتهمين وعلي الدفاع وعلي ذويهم مما أثار اعتراض أهالي الشهداء علي حديثهم مؤكدين أنهم في القضية منذ3 شهور ولم يحدث لهم أي شئ. وأضاف الدفاع أنه من الممكن أن يتم حبس المسجونين بسجن بورسعيد ويتم تعديل الإجراءات لنظر الجلسات يومين في الإسبوع بدلا من5 في حالة عدم القدرة علي نقل المحاكمة كما طالبوا بتأجيل القضية لحين الفصل في طلبهم بنقل المحاكمة والطعن علي قرار وزير العدل. كما أكد أحد محامي المدعين بالحق المدني ووالد الشهيد'' محمد'' أنه يشفق علي المحكمة وما يحدث بها مشيرا إلي أن المدعين بالحق المدني سيتابعون القضية سواء في القاهرة أو بورسعيد أو في أي مكان في مصر. واستجابت المحكمة لطلب الدفاع برفع الجلسة لدقائق ليتم التوفيق بين المحامين حول استكمال القضية أو انسحاب كل الدفاع, وأكد المتهمون من داخل قفص الاتهام أن ضابط ترحيلات ببورسعيد قام بالتوصية عليهم أثناء دخولهم للسجن, وقال للمسجونين'' علشان تعملوا رجالة'''' انتوا بتوع الكورة'' وقام المساجين برفع الامواس في وجوههم وطلبوا منهم الاعتراف بجرائمهم, وأضاف المتهمون أنهم تم استقبالهم من قبل المخبرين الذين قاموا بسرقة ملابسهم ومتعلقاتهم وتعدوا عليهم بالعصي, حيث كانت معهم صواعق كهربائية وخراطيم, كما وجدوا علب تونة معدنية داخل الزنازين مع المساجين في قضايا قتل ومخدرات, واتهموا المساجين قائلين'' مساجين الأهلوية حلقولنا شعرنا'' وقالوا لهم'' انتوا يا بورسعيدية... جيتوا للأهلوية هنا'', كما قاموا بسلب متعلقاتهم كما تعرض أحدهم لإطفاء أعقاب السجائر في وجهه. وأكد أصغر متهم أحمد عادل أبو العلا 15 سنة طالب أزهري أنه تعرض للتعذيب وقال'' اخدوا مني الفلوس وخلعوا هدومي وحلقولي شعري'' كما أجبروا زميلي علي النوم داخل حمام الزنزانة, وأضاف المتهم'' رامي'' إنه تعرض لمحاولة تسمم حيث عرض عليه طعام به مواد سامة للتخلص منه. وقال بعضهم إن المخبرين قاموا باحتجازهم داخل دورات المياه لاعتراضهم علي سرقة ملابسهم وسرقة السجائر وقال أحدهم إنهم تعرضوا للإهانة رغم كبر سنهم وتعدوا عليه بالصفع علي وجهه ولم يقل ذلك أمام القاضي حتي لا يتعرض للحرج. وطالب المتهمون في نهاية كلامهم بنقلهم إلي سجن بورسعيد لخطورة الموقف.