اقامت الشبكة العربية لمعلومات حقوق الانسان مؤتمرا صحفيا للاعلان عن تفاصيل العدد الاول من مجلة وصلة التي تعني بإعادة النشر الورقي للمحتوي الموجود بالمدونات المصرية والعربية. يقول الناشط الحقوقي جمال عيد صاحب فكرة المجلة في مايو2008 وعقب احداث السادس من ابريل في هذا العام, كنت في افتتاح مؤسسة الراحل سمير قصير للصحافة في بيروت وخلال اللقاء تطرق الحديث الي المدونات وماتحويه.. ولاحظت ان الجيل الاكبر سنا يقرأ عن المدونين ولايقرأ لهم وتكون آراؤه فيهم سلبا او ايجابا عبر مايقرأه عنهم مما دعا مفكرا كبيرا كالسيد ياسين لوصفهم ب السذج الغير ناضجين سياسيا كما ان د. رفعت السعيد اعتبر مجرد وجود المدونات دليلا دامغا علي الجهل والاضمحلال السياسي, وعلمت وقتها بأن كوريا الجنوبية تصدر فيها مطبوعة قريبة الشبه من فكرة وصلة, تعني بإعادة نشر اهم مايرد بالمدونات علي الورق ويوزع العدد الواحد منها ثلاثة ملايين نسخة ففكرت في انشاء مطبوعة تكون همزة الوصل بين هذا الجيل وجيل الشباب من المدونين لتكون الآراء المبنية عنهم قائمة علي المعرفة ايا كان اتجاه هذه الافكار. ما يشرحه جمال عيد عن مفهوم المطبوعة كان محور السجالات والمناقشات التي دارت منذ بدأت دور النشر في تقديم محتوي المدونات في كتب مطبوعة, روجت تلك الدور وقتها انها تستهدف تعريف غير المتعاملين مع الانترنت علي ثقافة التدوين, فكان ان تم اختيار عدد من الادخالات التدوينات غير المترابطة وطبعها وتوزيعها علي نطاق محدود انحسر في المدونين انفسهم مما شكك في جدية هذا الهدف, وشاع بين المدونين المعترضين ان ما قامت به هذه الدور انما يهدف للتربح من وراء غموض مصطلح التدوين وكتب كثير منهم في هذا الموضوع, وفي بدايات ظهورها قامت احدي الصحف الخاصة بتخصيص باب للمدونات كانت تنشر فيه اجزاء من التدوينات المختلفة فثارت ثائرة المدونين وقتها رفضا لما قامت به الصحيفة لتجاهلها استئذانهم وتدخلها بالتحرير في محتوي تدويناتهم, وادت ضغوط المدونين وحملتهم التي وصلت للدعوة لمقاطعة شراء الصحيفة الي ايقاف الباب تماما بعد اسبوع واحد من صدور الصحيفة. لايبدي جمال عيد تخوفا من ان تلقي وصلة ذات الاعتراضات فيقول: منذ بدأنا الاعداد للمجلة حاولنا تلافي كل اوجه الاعتراض التي يثيرها المدونون ضد النشر الورقي لما يكتبونه فالنشر يتم بموافقة مسبقة من المدون نفسه وليس بمجرد اخطاره كما ان المطبوعة لاتتدخل علي الاطلاق في محتوي المنشور فيتم نشر التدوينات كما هي حتي بأخطائها الاملائية والنحوية ولايتم اختصارها او تعديلها بأي شكل كان, كما ان اختيار التدوينات المنشورة لن يخضع لأي شروط سوي ان تكون التدوينة تتناول موضوعا يهم المدونين او استحوذ علي اهتمام علي مدار الفترة الزمنية التي ستغطيها المطبوعة وهو ما دعانا لاختيار موضوع حمي البرادعي كملف للعدد الاول لانه الموضوع المستحوذ علي انتباه المدونين في هذه الفترة ايمان عبد الرحمن كانت من ابرز الاصوات بين المدونين المعترضين علي اعادة نشر محتوي المدونات ورقيا خلال ازمة الصحيفة الخاصة لكنها صارت بعد ذلك من مؤيدي الاقتباس عن المدونات ونشرها, تقول ايمان عبد الرحمن للاهرام المسائي: المدونات محتوي مفتوح, نحن نطلق افكارنا لكل من يريد قراءتها علي الشبكة الدولية, مما دعا البعض لتصور ان هذه المادة بلا اصحاب فصار يتم التدخل فيها وتحريفها او النقل دون الاهتمام بإبلاغ اصحابها كما فعلت صحيفة تعد هي ابرز الصحف اليومية المستقلة في مصر واعترضت وقتها علي النقل, الا اني بعد عملي في موقع جلوبال فويسز ينقل اهم المناقشات التي تدور بين رواد الانترنت ويترجمها للغات اخري وجدت ان من حق من يريد النقل عن المدوناتأن يفعل بشرط امانة النقل وذكر اسم المدون والمدونة بوضوح الي جانب عدم التدخل بشكل يخل بالمحتوي وهو ما يتحقق الان في وصلة لهذا لا اجد سببا للاعتراض عليها خاصة واني نشرت رخصة شيوع المحتوي بمدونتي مما يمنحهم وغيرهم النقل عنها دون الرجوع الي فقط ارجو الاهتمام بإبلاغ المدونين واحترام ما يقدمونه من محتوي المدون رامز شرقاوي عباس العبد كتب العديد من التدوينات رافضا النشر الورقي للمدونات ابدي سعادته بمحتوي وصلة وشكلها حيث انها اعتمدت منذ العدد الاول علي اسماء لمدونين يحظون بالاحترام الي جانب اخراج التدوينات بشكل احترافي اقرب لروح الانترنت والحرص علي حق المدونين في الموافقة علي اعادة نشر مايقدمونه ودون التدخل فيه بجانب وجود فكر يقف وراء المطبوعة باختيار تدوينات تعني بموضوعات مترابطة ولها هدف علي عكس ماتم نشره سابقا من كتابات غير مترابطة عبر اخراج سييء وبهدف الربح لا اكثر. ويعلق احمد ناجي المشرف علي تحرير وصلة قائلا: اوجه الاعتراضات كلها يتم تلافيها قدر الامكان فنحن نقوم باستئذان المدونين خاصة ان كل تدخلنا يتم من خلال مقدمة تحريرية للتدوينة تعرف بالمدونة وصاحبها الي جانب وضع الوصلات الالكترونية التي يضيفها المدون كان من ضمن الاعتراضات ايضا ان المدونين يعتمدون علي رخصة الشيوع الابداعي مما يعني ان كتاباتهم تستهدف حرية التداول دون حصول علي مقابل مادي, المطبوعة هنا توزع وتطرح علي الانترنت مجانا مما ينفي صبغة التربح التي يرفضها المدونون. وحول وجود محتوي بالمدونات يصعب نقله ورقيا كالألفاظ التي يراها البعض خادشة للحياء اكد جمال عيد ان مثل هذه التدوينات غير منتشرة بشدة وانها عند نقلها ستستمر المطبوعة علي سياستها بعدم التدخل فيها ونشرها كما هي وستتحمل المطبوعة العواقب, اما احمد ناجي فقد اكد للاهرام المسائي ما قاله عيد بأن المدونات التي تستخدم هذا النوع من الالفاظ قليلة وانه عند نقلها في حالة صعوبة طبع اللفظ سيتم استئذان المدون بحذف حرف من الكلمة ووضع نقطة مكانه, او تحرير التدوينة بعرض محتواها دون نصها وهذا ايضا بعد استئذان صاحبها, مشيرا الي ان ما يشاع عن اختلاف لغة المدونات عن لغة الصحافة هو اسطورة, فرؤساء تحرير كإبراهيم عيسي الحديث مازال لناجي وعبد الله كمال يكتبان بلغة فيها من العامية والعنف ما يماثل لغة المدونات. وحول ازدواج اللغة في المطبوعة بنشر تدوينات بالانجليزية, لايري احمد ناجي في هذا مشكلة او تجاوزا للشكل التقليدي للمطبوعات فطبيعة الوسيط المنقول عنه تحتوي العديد من الكتابات بالانجليزية لمدونين عرب وكثير منها مدونات في غاية الاهمية لهذا لايصح ان تتجاهلهم مطبوعة صادرة عن عالم التدوين العربي, ويري احمد ناجي وهو صحفي بصحيفة اخبار الادب الي جانب كونه واحدا من اشهر المدونين المصريين, ان ما ابداه البعض من تخوف من عدم قدرة المطبوعة علي احتواء عالم المدونات وتمثيله بتوازن خاصة مع كون هيئة تحريرها تقتصر علي ثلاثة صحفيين يقومون باستعراض المادة والانتقاء منها, هو تخوف مفهوم فلا احد يقدر علي تعبئة البحر في كوب علي حد قوله لكن التواصل مع المجلة قائم وبإمكان المدونين ترشيح المدونات التي يرغبون في نشرها مما يجعل هيئة تحرير المجلة تضم المدونين انفسهم حيث سيتدخلون بالاختيار. يذكر ان المجلة لايتجاوز عدد المطبوع منها1300 نسخة فقط سيتم توزيع800 منها بالبريد واليد علي كبار الكتاب والصحفيين من الجيل الاكبر سنا فيما سيتم وضع ماتبقي في اقسام وكليات الاعلام وتوصيلها لاساتذتها المهتمين بالصحافة الالكترونية, وتضم هيئة تحريرها كلا من احمد ناجي وسلمي الورداني وابتسام تعلب ويقوم بالاخراج الفني لها محمد جابر.