الكشف عن الجزء اليسير من قضايا الفساد وحجم الممتلكات من الاموال والفيلات والاراضي والمشروعات التي تعود للمحظوظين والمقربين من النظام السابق يظهر حقيقة واحدة تشير الي أي مدي كان هذا النظام يكره الشعب وقد عمل بالفعل علي الخلاص منه تارة بالمبيدات المسرطنة وأخري بالاهمال المتعمد في تقديم الحد الأدني من الخدمات الضرورية وفي مقدمتها الرعاية الصحية. ولكن الوسيلة الأخطر التي لجأ أليها النظام السابق للانتقام من الشعب تمثلت في اهمال المناطق الشعبية حتي تحولت لعشوائيات سرطانية تنمو بلا تخطيط في الوقت الذي يجري فيه تجريف أخصب الأراضي الزراعية تحت سمع وبصر المسئولين ووسط صرخات وسائل الاعلام دون جدوي, وهكذا أصبحت الغالبية العظمي من السكان تعيش في أسوأ الظروف البيئية حيث تختلط مياه الشرب بالصرف الصحي ويمتزج الطعام بكل أنواع التلوث المعروفة, والنتيجة نراها فيما نسميه مجازا المستشفيات الفقيرة بإمكاناتها باستثناء الاستثمارية البعيدة عن متناول المواطن البسيط. وحتي تكتمل الحقيقة نقول أن هناك شريحة واحدة استفادت من الشعارات الكاذبة التي قيلت عن الخروج من الوادي الضيق, وهذه الشريحة انفقت من اجلها المليارات لاقامة المنتجعات والشواطئ الخاصة وملاعب الجولف! الحل الحقيقي والحتمي لمصر الجيدة التي ننشدها يبقي في الخروج الكبير الي الصحراء الشاسعة من حولنا حتي تتحول الي مدن ومصانع ومزارع ومشروعات صناعية وسياحية وتجارية, وكل هذا يتطلب خطة قومية شاملة لا مكان فيها للوعود الكاذبة كما حدث من الحكومات السابقة!