قليل من نظرية المؤامرة لا يضر.. لماذا تفجيرات موسكو الآن؟ الاتهامات الفورية اتجهت إلي الجماعات المتمردة في الشيشان والقوقاز, ولكن لافروف وزير الخارجية الروسي تحدث عن القاعدة.. وما ادراك ما القاعدة. انها تعني ارتباط تلك التفجيرات بتطورات الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط, وكنا في الماضي نفهم ان تتجه مخططات القاعدة نحو الولاياتالمتحدة وأوروبا علي خلفية مساندتها لإسرائيل ووجود قواتها واساطيلها في المنطقة. والجديد هنا أن روسيا قد اصبحت داخل القائمة, وهذا قد يفسر المسارعة إلي تشديد الاجراءات الأمنية في نيويوركوواشنطن فور وقوع التفجيرات.. والمعني واضح ولا يحتاج إلي تفسيرات رسمية.. ونضيف إلي ذلك كله تزامن العمل الإرهابي مع اجتماعات وزراء خارجية الدول الثماني لبحث تشديد العقوبات ضد إيران علي خلفية برنامجها النووي. ونسترسل في نظرية المؤامرة بالاشارة إلي وجود احتمالين اثنين, الأول ان يكون استهداف موسكو رسالة بانها في دائرة الخطر ولا تستطيع ان تقف علي الحياد في المواجهة الحالية بين امريكا وأوروبا من ناحية وإيران من الناحية الأخري, وان التهديدات التي تعاني منها واشنطن هي ذاتها التي تهدد موسكو باعتبار أن الارهاب عالمي ولا استثناء لاحد. وفي ضوء حجم الخسائر البشرية فإن تأثيرات موسكو سوف تعيد للذاكرة ما احدثته احداث الحادي عشر من سبتمبر من تغييرات والبدء في الحرب العالمية ضد الإرهاب وهذه المرة ستكون بمشاركة فاعلة من روسيا. والاحتمال الثاني يأتي من الجانب الآخر بأن تدرك موسكو الثمن الذي ستدفعه إذا شاركت في العقوبات واتخذت مواقف مشابهة لما يدور الحديث عنه في واشنطن والعواصم الأوروبية. ولهذا علينا ان نأخذ بكثير من الجدية تصريحات بوتين الغاضبة وتعليماته للأجهزة الأمنية الروسية بضرورة الوصول إلي الجناة.. مهما كان الثمن.. والتاريخ يؤكد انه لا وجود للجريمة الكاملة, وإن كان الكشف عن التفاصيل والمتهمين الحقيقيين يخضع لاعتبارات وحسابات سياسية معقدة قد تبقيها طي الكتمان في الوقت الراهن. [email protected]