تحولت أولي جلسات استئناف محاكمة المتهمين بالاعتداء علي المتظاهرين بميدان التحرير يومي2 و3 فبراير2011 والمعروفة إعلاميا بموقعة الجمل الي ساحة للتظاهر من بعض أنصار المتهمين, فيما قام بعض المحامين من فريق الدفاع عن المتهمين بمهاجمة رئيس المحكمة وترديد هتافات معادية له لإجباره علي التنحي عن نظر القضية, وهو ما دفع رئيس المحكمة الي الاحتماء بغرفة المداولة والتأجيل لجلسة اليوم حتي يتم تأمين القاعة وتكليف النيابة العامة بإخطار وزيري العدل والداخلية وقائد الشرطة العسكرية لتوفير القوات اللازمة لتأمين جلسات المحاكمة. صدر القرار برئاسة المستشار مصطفي حسن عبدالله وعضوية المستشارين أحمد مسعد المليجي وأنور رضوان, بحضور المستشارين عمرو فوزي المحامي العام الأول لنيابة وسط القاهرة ووائل شبل المحامي العام بنيابة الاستئناف بأمانة سر أحمد فهمي وأيمن عبداللطيف. وفور صدور القرار عكفت قوات حرس المحكمة بالتجمع الخامس, علي وضع سيناريو تأمين جلسة اليوم يتضمن التحكم في اعداد الحاضرين للجلسة بعد أن صرح رئيس الدائرة الي حكمدار العاصمة اللواء أحمد عبدالباقي بالسماح لدخول5 محامين عن كل متهم والمدعين بالحق المدني الثابتة أسماؤهم في محاضر الجلسات والصحفيين, ومنع أقارب وأهالي المتهمين من الدخول تجنبا لتكرار ما حدث في جلسة أمس. قبل بدء الجلسة, وقعت مشادات بين الأمن وبين المحامين وأهالي المتهمين بسبب مطالبتهم بتنظيم القاعة التي كانت قد امتلأت بمصوري الفضائيات والصحف, وحضر المتهمون المخلي سبيلهم وظلوا موجودين داخل القاعة ووقف المتهمان ابراهيم كامل أبوالعيون وحسن التونسي يتحدث كل منهما مع محاميه بينما جلست عائشة عبدالهادي وزيرة القوي العاملة السابقة في المقعد الثاني وحولها عدد من أقاربها لاخفائها عن كاميرات المصورين, بينما لم يحضر مرتضي منصور الجلسة لانشغاله بتقديم أوراق ترشيحه لانتخابات الرئاسة. وحضر عدد كبير من أنصاره, كما تغيب المتهم علي رضوان عن الجلسة لظروف مرضية كما قرر دفاعه, وأمر رئيس المحكمة الأمن بإخراج مصوري القنوات الفضائية ومصوري الصحف قبل بدء الجلسة. وقد شهدت القاعة ازدحاما شديدا منذ التاسعة صباحا فلم يكن هناك موضع لقدم, حيث احتشد عدد كبير من أنصار مرتضي منصور وعدد آخر من المحامين متضامنين مع زميلهم المحبوس سعيد عبدالخالق مطالبين بالافراج عنه قبل بدء الجلسة, كما حضر عدد كبير من هيئة الدفاع عن المتهمين والمدعين بالحق المدني وتم ادخال المتهمين المفرج عنهم قفص الاتهام واحضار المتهمين المحبوسين للقفص. وتحدث الحضور من المحامين عن قيام المحامي مرتضي منصور ونجل شقيقته وحيد صلاح برد رئيس المحكمة والعضو الشمال بالدائرة أمس الأول, حسبما جاء علي لسان المحامي نبيل محمود والذي قرر أنه تحدد جلسة14 ابريل لنظر الرد. وفور بدء وقائع الجلسة في الحادية عشرة واعتلاء هيئة المحكمة منصة العدالة, وكالمعتاد طلب رئيس المحكمة اخلاء القاعة من الواقفين قائلا اللي مالوش مكان يطلع برة وتدخل المحامي حسن أبوعيسي والذي كان جالسا مستفزا المحكمة مش هنخرج ولماذا تهين المحامين, وطالبه بتوفير قاعة بديلة لنظر القضية إلا أن رئيس المحكمة صمم علي فتح باب القاعة واخراج كل الواقفين من القاعة فتدخل مرة أخري المحامي أبوعيسي ياريس لا تهين المحامين ولا تتعامل معنا باستعلاء فالقضاء ليس الجالس فقط وانما الواقف أيضا.إلا أن رئيس المحكمة أفهمه أن القاعة تتسع لمائة فرد ولم تمر ثوان حتي هاج يوسف خطاب المتهم من داخل القفص لنتحبس كلنا لنخرج كلنا, وردد أنصاره داخل القاعة طلبه, وفجأة ساد الانفلات داخل القاعة التي تحولت في لمح البصر الي مظاهرة عارمة وتعالت الصرخات وردد أهالي المتهمين ومعهم المحامون هتافات تندد بالقاضي وتطالب بإخراج المتهمين من محبسهم حتي قامت هيئة المحكمة برفع الجلسة وترك المنصة والدخول لغرفة المداولة, إلا أن العضو الشمال بالدائرة ظل واقفا بمكانه حتي خرج عليه رئيس المحكمة وأمسك بيده وأدخله غرفة المداولة. وحدث هرج ومرج وردد الحاضرون يسقط مصطفي عبدالله.. باطل باطل.. مش هنمشي سعيد يمشي.. بالروح بالدم نفديك يا سعيد.. عايزين عدالة.. ووجهوا بعض الهتافات ضد القاضي مصطفي عبدالله ومنها الكراسي فيها ايه انت ماسك فيها ليه هو ماسك فيها ليه.. هو قابض ولا ايه وصفق الحاضرون ورددوا: عايزين قاضي عادل. وتقدم المدعون بالحق المدني بطلب الي هيئة المحكمة طالبوا فيه بعقد الجلسة في أكاديمية الشرطة واستخراج تصاريح للمحامين والإعلاميين فقط, وأشار أحد المدعين بالحق المدني الي أن هناك مؤامرة مدبرة لإهدار حق الشهداء من قبل المتهمين وأعوانهم فضلا عن وجود تقصير من جانب رئيس محكمة الاستئناف لعدم اختياره قاعة كبيرة تتناسب مع أعداد المتهمين ومحاميهم والتي لا تقل أهمية عن محاكمة مبارك. واستمرارا لحالة الهرج والمرج تحدث رجب هلال حميدة من داخل القفص قائلا اذا كان مرتضي منصور خائفا من استمرار المحكمة فنحن غير خائفين لان هذا العمل ضد العدالة ونريد استمرار القضية, وأخذ يبكي ويقول نحن علي ثقة من سلامة موقفنا ونحن نريد أن يعرف الجميع من المتورط في قتل شباب مصر الابرار وطالب بعودة المحكمة حتي تنتهي القضية في أسرع وقت, وألقي باللائمة علي مرتضي منصور المتهم العاشر في القضية بالوقوف وراء الأحداث التي وقعت داخل القاعة, وقال سعيد عبدالخالق المحامي والمتهم في القضية محدش يهتف باسمي أنا معرفش حد, واللي بيهتفوا دول طرف مرتضي منصور وهو ما دفع انصار مرتضي بالرد عليهما قائلين يا حميدة قول الحق انت دافع ولا لأ مما تسبب في وقوع اشتباكات بالأيدي وتراشق بالألفاظ النابية بين أنصار مرتضي وحميدة وسعيد. وجلست المتهمة عائشة عبدالهادي وزيرة القوي العاملة السابقة وصفوت الشريف رئيس مجلس الشوري السابق, وكان بحوزته شنطة سوداء وقالوا احنا محبوسين هنا وواحد قاعد بره في الشارع حر طليق هو وابنه وابن اخته جايبين شوية بلطجية للتهديد وقالا من يخشي العدالة يكون مجرما واحنا هانخرج إن شاء الله. ولم تفلح محاولات حرس المحكمة في تهدئة الاجواء وإعادة الانضباط الي الجلسة, فاستعانوا بالمحامي رجائي عطية دفاع أحد المتهمين لتهدئة الموقف داخل القاعة قائلا لهم رسالتكم وصلت واستمراركم في ذلك يسئ للمحامين وسوف نتخذ الاجراءات بعد صدور القرار. وقام البعض بتحطيم منصة القاعة وساد التوتر أجواء المحكمة ولوحظ وجود عدد كبير من رجال الشرطة في أثناء معاينة لبعض التلفيات التي حدثت بمنصة هيئة المحكمة وحررت سكرتارية الجلسة مذكرة بهذه التلفيات.