بعد حصول عدد من الأفلام الوثائقية والتسجيلية علي جوائز مهرجان جمعية الفيلم مؤخرا, وقبلها عرض الفيلم التسجيلي التحرير2011 بدور العرض التجاري طالب عدد من صناع السينما باستمرار هذه التجربة. باعتبار ان الفيلم التسجيلي هو مرآة المجتمع وتوثيق للأحداث المهمة علي مر العصور بينما كان للبعض الاخر اراء اخري يعرضها هذا التقرير.. يقول المخرج توفيق صالح ان عرض الافلام التسجيلية عرضا تجاريا اصبح ضرورة مهمة لان السينما التسجيلية هي مرآة الأمة وسجل أحداثها الكبري لذلك فإن تجربة عرض فيلم التحرير2011 تجربة مهمة أعتقد أنها يجب أن تتكرر وتجربتها في الماضي تقول إن الاستمرار مضمون والاقبال الجماهيري علي الافلام سيتحقق تدريجيا لاننا منذ سنوات طويلة عرضنا فيلم ينابيع الشمس وهو فيلم تسجيلي عن ينابيع النيل وحقق استمرار عرضه أعلي نسبة مشاهدة وقتها بينما أكد المخرج مجدي أحمد علي رئيس المركز القومي للسينما انه مغامرة من المنتج وجرأة ان يعرض الفيلم التسجيلي التحرير2011 تجاريا وفي رأيي انها محاولة لاستغلال حكاية الثورة وانشغال الناس بها وبالأحداث المحيطة ووجود حالة تشبع من قبل وسائل الاعلام بأفلام الثورة ويقول لكن هذا لا يمنع انها تجربة طيبة وأرجو ان تبقي حقيقية وتتكرر, واذا تم إنتاج افلام تسجيلية جديدة وتتناول قضايا كبيرة وبها جرأة ستجذب الجمهور لها. ويؤكد مجدي ان المركز القومي للسينما علي استعداد ان يمد دور العرض بأفلام مجانية لكن المهم استقبال هذه الافلام وتوزيعها وإقبال الجماهير عليها. اما المخرج منير راضي فيقول ان الخطأ في توقيت عرض الفيلم وقصر فترة عرضه, وان تجربة عرض الافلام التسجيلية لن تنجح بسرعة في ظل أهمية الأفلام الروائية الدرامية الطويلة بالنسبة لدور العرض. اما الناقد رفيق الصبان فيقول:أشك في أن تتحول تجربة عرض الفيلم التسجيلي إلي ظاهرة وان تحقق أي نجاح لان الجمهور لم يعتد علي مشاهدة افلام تسجيلية في دور السينما ويواصل الصبان كما ان الفيلم التسجيلي مازال حظه ضعيفا عما كان في السابق. ويضيف الصبان: يجب توزيع الاهتمام بين عرض الافلام التسجيلية والقصيرة والروائية الطويلة لتشجيع الناس علي أن يستقبلوها من جديد لا ان يأتي الاهتمام بأحدها علي حساب الاخر. ويقول ان عرض فيلم تسجيلي طويل في دور السينما مغامرة تحتاج لوقت طويل فيما يقول الناقد أحمد الحضري ان تجربة عرض فيلم تسجيلي بدور العرض ليست جديدة ففي الخمسينيات عرض فيلم ينابيع الشمس وكان يتناول نهر النيل وينابيعه حتي البحر الابيض المتوسط وهناك فيلم11 سبتمبر الأمريكي الذي تناول انهيار برجي التجارة العالميين عام2001 وعرض في أوروبا وقال الحضري إن نجاح أي فيلم تسجيلي يتوقف علي الموضوع الذي يتناوله من حيث الاختلاف والجاذبية وطريقة العرض المتميزة فالمشاهد يبحث عن كل ما هو جديد ولن يدفع ثمن تذكرة لفيلم لن يضيف له أيا من هذه المميزات. من ناحية اخري تقترح الناقدة ماجدة موريس ان يتم انشاء دور عرض اخري لعرض مثل هذه النوعية من الافلام التي لا تحمل الطابع التجاري والحاصلة علي الاوسكار والافلام المركبة أو المتخصصة غير البسيطة علي المشاهد العادي أي انه يوجد منتج ثقافي له خصوصية وتطالب موريس بان يقدموا منتجا ثقافيا مختلفا ومناسبا لتحسين الذوق العام ومراعاة أذواق الجمهور التي اختلفت مع تتابع الاجيال وبعد ثورة25 يناير. وقالت لو عدنا للوراء سنجد دور السينما كانت تعرض قبل الفيلم الاصلي الجريدة الناطقة التي توقفت منذ20 عاما وكانت عبارة عن فيلم تسجيلي يرصد كل ما حدث في مصر خلال فترة محددة ولاقت ترحيبا وحضورا من الجمهور لفترات طويلة وتري من هنا أنه من الممكن عرض فيلم تسجيلي قصير قبل عرض الفيلم الروائي الطويل تجاريا لكن الفيلم التسجيلي سيأخذ وقتا طويلا كي يتحول إلي ظاهرة, فمكوث فيلم التحرير لمدة اسبوعين بدور العرض يعد بداية قوية للأفلام القصيرة, فالثورة غيرت كل الثوابت التي كانت موجودة في السنوات الماضية ويجب إحداث نقلة حقيقية لتقديم هذه الافلام وعرضها كمنتج أساسي في دور العرض.