للأمن مهام جسام في الفترة المقبلة تحدد مصير الدولة التي تنتظر دستورا ورئيسا, ولابد أن يكون الجميع معه لتأمين المواطنين من ناحية وحماية الانتخابات من ناحية أخري, بمعني ألا يطلب أحد منه تأمين مباراة ودية أو حتي رسمية في كرة القدم التي وقفت بالمرصاد لثورة25 يناير بسبب قياداتها الذين يدينون بالولاء للنظام المخلوع, ويكفي الداخلية أن تؤمن المباريات القارية والإقليمية والبطولات المهمة في اللعبات الأخري! ومن سوء حظ البلد أن تلك القيادات الرياضية التي كانت تهتف باسم مبارك وتهاجم الثوار حتي قبل تنحيه بدقائق هي التي ما زالت تدير بعد الثورة فأفسدت بدلا من أن تصلح, وأشعلت النيران بدلا من أن تطفئها, وأساءت بدلا من أن تجمل الصورة, وكيف لها أن تفعل ذلك وفاقد الشيء لا يعطيه! وكل الذي يفعلونه حاليا أنهم يجتمعون في اليوم مرة واثنتين وثلاثا, ويتكلمون في كل قناة فضائية تقع في طريقهم مع أنهم في هذه الأيام ليسوا أصحاب قرار, ولن تكون هناك كلمة إلا للأمن, وعلي المتضرر أن يفعل مثلما فعل الزمالك ولعب سرا بدون أمن علي طريقة اللجان الشعبية بعد يوم28 يناير من العام الماضي! وظني أنه لا اتحاد الكرة الضعيف, ولا مجالس إدارات العديد من الأندية التي تحمل رائحة سنوات الفساد يمكنها أن تتخذ قرارا أو أن تؤثر في الوسط الكروي, والكلمة الآن لشاب من الألتراس فقد صديقه في مدرج ستاد بورسعيد, ولأب محزون وأم مكلومة, وشقيق مهموم! وأري أن اتحاد الكرة غير قادر علي تنظيم ولو حتي مباراة ودية لمنتخب من المنتخبات, ولا أي ناد قادر علي التعامل مع الجماهير ولا فتح خطوط اتصال حقيقية وموضوعية مع الألتراس, وكل المطلوب إيقاف حالة الفوضي, إذ لا يمكن الاتفاق علي مباراة مع الداخلية وديا لمجرد التخمين بأن عدم رد الأمن علي تأمينها هو موافقة ضمنية علي إقامتها.. ولا يمكن أن تكون تصريحات المسئولين بهذا الشكل الجاهل الذي يري أن إلغاء مباراة ودية مؤشر خطير للقضاء علي الرياضة المصرية.. فكفي أيها الفلول!