ولكن ما اثار حفيظتي هو ارتباط هذه المجموعات التي عرفت فيما بعد بانها يطلق عليهم' الالتراس' التي لم يحسم أحد معناها ولكن أظن انها تعني فوق الحدود من المشاهد الجميلة التي بدأت تظهر في ملاعب كرة القدم هو ذلك المشهد الذي بدأ يظهر في مدرجات كرة القدم خاصة بين جماهير النادي الاهلي عندما يتجمع عدة مئات أو عدة الاف يتحركون معاي يشجعون معاي يشكلون بالفعل رهبة لدي الفريق الذي يلعب أمام فريقهم, في كل المباريات حتي غير ذات الاهمية منها كنت اراقب هذه المجموعات وكان يعجبني جداي ذلك التنظيم الواضح بينهم, وذلك التماسك والتناغم, وكذلك حماسهم الذي كان يفوق في معظم الاحيان حماس اللاعبين علي ارض الملعب. تظل الظاهرة عند هذا الحد ايجابية ومحببة, وتظل احد الدلائل المهمة علي ارتفاع رغبة الجماهير في المشاركة والتواجد بل والتأثير, وهو الأمر الذي نتمني ان يصل الي حد مشاركة الناس في امور حياتهم وتقرير مصيرهم من خلال المشاركة الايجابية في شئون الحياة.. ولكن ما اثار حفيظتي هو ارتباط هذه المجموعات التي عرفت فيما بعد بانها يطلق عليهم' الالتراس' التي لم يحسم أحد معناها ولكن أظن انها تعني فوق الحدود, أقول ما اثار حفيظتي هو ذلك السلوك المنسوب لهم بالسب والشتائم التي يوجهونها الي اللاعبين المنافسين في الفرق الاخري, بل وتوجه اليهم الاتهامات أيضاي بأنهم يصلون في اعتداءاتهم إلي مستوي يتجاوز اللفظ الي الاعتداء علي لاعبي الفرق الاخري وجماهيرهم وحرق حافلاتهم كما يدعي البعض بحرقهم لاتوبيس مشجعي نادي الزمالك في الاسكندرية. الحادث الاخير الذي نسب الي هذه المجموعة هو حادث الاعتداء علي رجال الشرطة في مباراة ودية عندما احرز ابوتريكة هدفه الاول فأطلقوا' الشماريخ' لا أعرف معني الكلمة ولا من أين اتت, ولكنها تعني صواريخ نارية وإطلاق العاب نارية صوب أرض الملعب احتفالا بالهدف, وعندما حاول رجال الشرطة تهدئة الجماهير ومنعها من إشعال المزيد من الالعاب النارية حفاظاي علي الارواح والممتلكات قام' الالتراس' بالتعدي علي رجال الشرطة وأتلفوا المدرجات واستخدموها في ضرب رجال الامن الذين حاولوا السيطرة علي الموقف واشتبكوا معهم فكانت الاصابات ما بين ضرب وفقء عين وخلع كتف, والقبض علي14 مشجعاي بينهم7 اعمارهم اقل من18 سنة, وهي الحالة التي تنظرها النيابة العامة الآن. إذن مظهر جميل من الخارج لجمهور عاشق لفريق يشجع بحماس أكبر من حماس اللاعبين, ومنظم في المدرجات اكثر من تنظيم لاعبي فريقه في ارض الملعب, ولكن' الحلو ما يكملش', جماهير مصابة بمرض التجاوز في اللفظ والفعل, فيفسدوا اي جمال او تفاؤل في ظاهرة بدت للحظة وكأنها جميلة, ولكن كعادتنا في امور كثيرة جميلنا لا يكتمل.