الالتراس إيد واحدة في ميدان التحرير.. عنوان فرض نفسه من بين عناوين مختلف سيطرت علي جمعة تصحيح المسار التي دعا إليها ثوار مصر وابطال25 يناير. وخلاله ظهرت لأول مرة جماعات الالتراس بانتماءاتها الكروية المختلفة ما بين أهلاوية وزملكاوية وإسماعيلاوية وإسكندرانية متحالفين معا في الميدان. وهو تحالف يراه الكثيرون نابعا من أحداث ستاد القاهرة الشهيرة التي عرفتها مباراة الأهلي وكيما أسوان في كأس مصر, وخلالها اصطدم الالتراس الأهلاوي برجال الأمن المركزي, ودارت معارك عنيفة بينهما في مدرجات ستاد القاهرة وشارع صلاح سالم واسفرت عن إصابات بالجملة, وكذلك إلقاء القبض علي عدد من المشجعين واحالتهم للمحاكمة وبصرف النظر عن المسئول عن فتنة ستاد القاهرة فإن ظهور الالتراس معا يعد الأول من نوعه بانتماءات واضحة, وظهرت معها تساؤلات هل ظهورهم هو الأول من نوعه في الثورة أم أنهم شاركوا بعيدا عن انتماءاتهم الكروية في ثورة25 يناير ومخطئ من يتصور ان جماهير الالتراس لم يكن لها دور في الثورة. الالتراس والثورة قصة مثيرة للغاية طرحها عدد من ثوار ميدان التحرير, عندما ظهر الخلاف بين الاتجاه الليبرالي والاتجاه الديني حول دور كل منهما في نجاح الثورة خاصة التصدي لحرب فلول الحزب الوطني في معركة الجمل الشهيرة وا وكانت المفاجأة الأكبر التي فجرها المخرج السينمائي الشهير خالد يوسف عندما أكد ان بطل جمعة الغضب الأولي في28 يناير وبطل موقعة الجمل هم شباب الالتراس الاهلاوي والزملكاوي وآخرون من روابط اخري بل اعتبر سلوكياتهم نبراسا ومنهجا سار عليه الثوار بشكل عام, من خلال إجادة حرب الشوارع التي تم كسر القبضة الأمنية فيها لحسني مبارك الرئيس المخلوع, وقارن المخرج السينمائي في شهادته حول بطل جمعة الغضب والاشتباكات مع رجال الأمن عندما حاولوا الاعتداء علي المتظاهرين بمعارك اخري دارت بين مديرية أمن القاهرة وقت تولي إسماعيل الشاعر لها وجماعات الالتراس الأهلاوي والزملكاوي في مباريات كرة القدم في الموسمين الماضيين, بل شهدت مواقع اليوتيوب والتواصل الاجتماعي فيس بوك وتويتر قبل جمعة الغضب الأولي في28 يناير كليبات مطولة لاحداث معركة الأمن مع التراس الأهلي في ستاد مختار التتش خلال لقاء ودي جمع الأهلي بكفر الشيخ قبل الثورة, وهي المعركة التي بدأت شرارتها الأولي عندما اطلقت الجماهير شماريخ فصعد لها رجال الأمن المركزي محاولين طردهم من الملعب وجرت معارك قاسية بين الطرفين اسفرت عن اسقاط عدد كبير من المصابين بين رجال الشرطة وهي المعركة التي اتخذت نهجا في كيفية التعامل مع رجال الأمن المركزي في حال التعرض لهم خلال مسيرات جمعة الغضب. وظهر الوجه السياسي لمجموعات الالتراس خلال الجلسات الأخيرة لمحاكمة مبارك ونجليه, ووجدوا خارج اكاديمية الشرطة واطلقوا عشرات الشماريخ في الهواء ومن المفاجآت التي تستحق إلقاء الضوء عليها في قضية الالتراس هو السر الحقيقي وراء توتر علاقتهم برجال الشرطة خاصة في عهد حبيب العادلي وتحولهم من مشجعي كرة قدم إلي خارجين عن القانون ومهددين للنظام الأمني للدولة, فالمتابع الجيد لبدء المعارك بين الشرطة و الالتراس يجد أنها اندلعت لأول مرة في نوفمبر2007 عندما وجد محمد حسني مبارك في المدرجات لمتابعة مباراة تجمع الأهلي بالنجم الساحلي التونسي في نهائي دوري ابطال إفريقيا, ووقتها ظهرت قنبلة من العيار الثقيل بقيام جماهير الالتراس الأهلاوي بالهتاف ضد علاء مبارك النجل الأكبر للرئيس المخلوع بسبب تدخله في افساد صفقة انتقال حسني عبد ربه لاعب وسط الإسماعيلي إلي الأهلي, الذي وقع للأهلي قادما من ستراسبورج الفرنسي ثم حدث التراجع عن الصفقة من جانب اللاعب وساعده في تنفيذ مخططه علاء مبارك بإجباره مجلس إدارة الأهلي علي عدم استغلال حكم صادر من المحكمة الرياضية الدولية يتيح لستراسبورج الفرنسي فيما بعد بيع اللاعب للأهلي وتفعيل الصفقة, ومن هنا بدأت الشرارة الأولي في توتر علاقة النظام بجماعات الالتراس سواء الأهلاوية أو باقي الاندية ومن هنا اندلع التوتر القائم حاليا بين وزارة الداخلية وجماعات الالتراس الكروية وهو توتر يرجع إلي التعاملات الأمنية العنيفة والقمع الذي سيطر علي علاقة الوزارة في عهد حبيب العادلي بمشجعي كرة القدم وعلي رأسهم جماعات الالتراس. وعندما نتحدث عن أزمات الالتراس الأهلاوي مع مبارك نجد أن الأخير عاني من هتافات عدائية في مدرجات ستاد القاهرة حيث مباريات الأهلي بين عامي2008 و2010 بسبب تدخله في رحيل عصام الحضري إلي سيون السويسري هاربا من الأهلي واستغلال سمير زاهر رئيس اتحاد الكرة جملة قالها مبارك عند استضافته للمنتخب انهوا مشكلة احتراف الحضري ياسمير وعند إلقاء الضوء علي هوية الالتراس وكيف نشأوا وما هي اعمارهم السنية وكيف يتعاملون فيما بينهم نجد جماعات من مشجعي كرة القدم ظهروا تحت مسمي الالتراس في مطلع عام2005 لهم قاموس ومنهج ودستور يسيرون عليه, والالتراس