ثبت من تاريخنا الطويل أننا شعب من معدن خاص جدا يقف علي قلب رجل واحد عندما تشتد الأزمات التي لا تزيده إلا قوة وصلابة وتصقله وتجمعه علي كلمة واحدة تتلاشي معها كل الخلافات مهما كانت عميقة. ولكن الأمر مع كرة القدم يختلف كثيرا, فلابد من الانتماء لهذا الفريق أو ذاك, ولابد من الوصول إلي مفترق الطرق عند التشجيع لأنه لابد أن يكون هناك فائز ومهزوم, ولكن المهم ألا يكون هناك قاتل ومقتول كما حدث في بورسعيد بعد مباراة الأهلي والمصري بسبب انفلات جماهيري وتعصب أعمي ذكته الفوضي الإدارية والعشوائية الإعلامية! وشيء جميل أن تهنئ جماهير الأهلي نجم نادي الزمالك محمود عبد الرازق شيكابالا بمناسبة عيد ميلاده بعد أن هاجمته بما لم تهاجم لاعب كرة قدم من قبل, فهو التقارب الطبيعي الذي يعكس أصالة الإنسان المصري.. وكان شيكابالا وهو صاحب ال26 عاما رائعا عندما تعاطف بشكل حقيقي وواقعي مع ضحايا المذبحة وأسرهم متبرعا بنسبة من عقده الكبير, ولكن ماذا لو عادت الأمور إلي طبيعتها وجرت عجلة المباريات وتواصل الصراع التاريخي بين الأهلي والزمالك.. هل سيكون هناك رأي آخر في ابن الأصول الذي لم يحتفل بعيد ميلاده احتراما لأحزان الأهلي وجماهيره ؟!. وشيء عظيم أن يتقارب الأهلي والزمالك علي المستوي الإداري بعد الكارثة, وأن تطرح للمناقشة أزمات روابط المشجعين ومشكلاتها, وأن يكون هناك توافق في وجهات النظر فيما يخص قضايا كرة القدم والمسابقات المختلفة, ولكن المرفوض أن تتم بالشكل التمثيلي الذي يؤديه ممدوح عباس وحسن حمدي كما كان يؤديه غيرهما, والأهم أن يطرح السؤال.. ما الذي يمكن أن يقدمه الرجلان للخروج من حالة الاحتقان الرهيبة التي تحتاج إلي جهود جبارة.. هل هما محل ثقة الآن بعد أن كانا سببا رئيسيا فيما وصلنا إليه.. أم أنه استغلال الظروف من أجل التصدي لما لا يعجبهما في القانون المنتظر للرياضة خاصة ما يتعلق ببند الثماني سنوات؟! [email protected]