في زمن تدهورت فيه مهنة التعليق الرياضي, وقل من تستطيع احتمال التواصل معهم مباراة كاملة دون أن تصاب بتلوث سمعي,أصبح الكابتن محمود بكر فاكهة نادرة من الزمن الجميل. ويسارع كثيرون للبحث عنه للاستمتاع بتعليقه من ناحية وللضحك مع قفشاته التي لا يمكن قبولها إلا من شخص له رصيد كبير عند الجماهير المصرية بكل ميولها وألوانها, وما أكبر رصيد الكابتن بكر في كل البيوت لأنها تحسبه علي جيل العمالقة محمد لطيف وعلي زيوار وحسين مدكور وإبراهيم الجويني وأحمد عفت وعلاء الحامولي وحمادة إمام. ويحسب للكابتن بكر أنه كسب ود واحترام الجميع لأنه صاحب تاريخ كبير ورؤية فنية يقبلها منه الوسط الكروي كله مهما كانت القناة التي يعمل فيها. ومثل الكابتن بكر يستحق التكريم لا التطاول من أنصاف اللاعبين الذين لا قيمة ولا تاريخ لهم.. والعيب كل العيب أن يصبح كل من يؤدي عمله الإعلامي بأمانة وشرف عرضة لألسنة اللاعبين الذين يتقاضون الملايين وتصاحبهم ضجة إعلامية لا يستحقونها. وليس طبيعيا أن كل لاعب يفشل مع ناديه يثور وينفعل لمجرد أنه سجل هدفا في مرمي منافس المسافة بينه وبين كرة القدم كبيرة جدا وفي مسابقة ميتة لا أحد يسمع عنها شيئا وليست أكثر من بضاعة محروقة تزايد عليها عدة قنوات فضائية لأهداف ما! والأمور لا تحتمل أن كل لاعب يسجل هدفا, أو مدرب يحقق فوزا عن طريق صفقة جلبها واستفاد منها يخرج بعد المباريات ليصب جام غضبه علي هذا أو ذاك, ويقل أدبه إلي درجة لا يمكن احتمالها.. إن أمثال هؤلاء لا يطلب منهم الاعتذار لمن هم في قامة الكابتن بكر, وإنما يجب أن تتخذ معهم إدارات الأندية قرارات حاسمة تردعهم وتعلمهم كيف يتعاملون مع الكباتن الكبار.. فعذرا يا كابتن بكر.. الذنب ليس ذنبك, ولكن ذنب الصغار الذين تطاولوا في عصر الفساد! [email protected]