لم أكن أعلم أن مقالي بعنوان'' هرم مصر الرابع'' سيحدث كل هذا الزخم حيث فوجئت باتصالات عديدة من القراء والأصدقاء يستفسرون ويسألون عن هذه الشخصية الفريدة التي ذكرتها في المقال; ولأننا شعب ذو فطنة وذكاء بطبعه فقد كان كل من سألني يجيب قبل أن يطرح سؤاله قائلا بالتأكيد أنت تقصد المهندس الكبير إبراهيم محلب رئيس شركة المقاولون العرب.. فأجبتهم جميعا بنعم. نعم إنه إبراهيم محلب المعجون بالأصالة والوطنية إنه النموذج الذي نأمل أن تلد لنا مصر والثورة المصرية المئات بل الآلاف من أمثاله فوقتها سنصبح من أعظم شعوب الدنيا. أما مقالي الرئيسي هذه المرة فهو يتضمن دعوة للمصارحة والمصالحة, أما المصارحة فهي إننا للأسف الشديد وعلي مدار30 عاما سعي النظام السابق عمدا مع سبق الاصرار والترصد لتهميش قوة الشباب وإبعادهم بكل ما أوتي من قوة عن ساحة العمل السياسي ورغم أن جيل ثورتنا المجيدة أثبت أنه كان أكبر من كل محاولات التهميش والقمع لكنه لم ينل فرصته بعد في التعبير عن نفسه وأحسب أنه الأوان لقد نستثمر هذه الطاقة الجبارة التي أذهلت العالم بتنظيمها ورقيها في ثورة وندفع بها إلي ساحة العمل السياسي والتشريعي بوصفهم هم المستقبل الحقيقي القادر علي حمل لواء التغيير نحو حياة أفضل. أما المصالحة فمازلت أتمني من صميم قلبي أن تجري مصالحة شاملة بين الشعب بكل طوائفه ورجال الشرطة الأوفياء الذين تحملوا في سبيل حمايتنا وأماننا الكثير من الويلات فهم العين الساهرة في لهيب الحر وقسوة البرد وكم سقط منهم من شهداء في سبيل مكافحة البلطجية والتصدي لتجار المخدرات وحتي وإن كانت هناك تجاوزات قد حدثت من البعض فإن تعميم الأحكام سيزيدالفجوة اتساعا, والمطلوب هو قليل من العقل لعقد هدنة دائمة تعيد الشرطة لإحضان الشعب من جديد, وأنا شخصيا لي صلات بمجال الشرطة في منطقة سكني بالمعادي وتناقشت مع الكثير منهم أفرادا وجنودا وضباطا وأدركت حجم معاناتهم في ظل تدني رواتبهم حيث ذكر لي أمين شرطة أن كل دخله لا يتجاوز900 جنيه في الشهر ويسكن في طنطا ويعمل في القاهرة ويدفع نصف راتبه إيجارا لمسكنه ويعول زوجة و3 أطفال ووعدته بأن أوجه مناشدة للسيد الوزير المحترم محمد إبراهيم لسرعة العمل علي توفيق أوضاع ابنائه بالشرطة وإشتكي لي زميل آخر لأمين الشرطة مما يعانيه من إهانات يومية من البعض وعدم قدرته علي الدفاع عن نفسه في ظل وجود تعليمات بإلتزام أقصي درجات ضبط النفس. ويبدو أن البعض منا فهم الثورة بشكل خاطيء وظن أنها منحته صكا لفعل وقول ما يريد وقتما يريد فأطل علينا الكثير من رواد الفضائيات بهجوم وسب وقذف في حق المجلس العسكري ورموزنا الدينية مثلما فعل النائب زياد العليمي والشيء المؤلم والمؤسف أنك كلما حاول الحديث بلغة العقل وطالبت بالحكمة اتهمت بأنك من'' الفلول'' لذا فإنني أطالب بتعريف وتفنين كلمة'' فلول'' فلوا أنهم كل من عاشوا في عصر مبارك إذا فكلنا'' فلول''. علي أي حال لا داعي ولا مكان الآن لهذا التشرذم والتناحر والمطلوب من كل حكماء مصر وعلماء الأزهر والكنيسة أن يهيئوا الأجواء لمصالحة شاملة ليعود الجميع تحت مظلة مصر بلا تخوين فنحن لدينا قوة بشرية وعلمية جبارة علينا استثمارها بدلا من الدخول في متاهات والإكتفاء بتبادل الإتهامات. مرة أخري اكرر علينا أن نتصالح أن نهدأ لنبدأ البناء وأن نقطع الطريق علي المتآمرين الذين دبروا كل الكوارث السابقة انتهاء بكارثة استاد بورسعيد التي تعد الأسوأ في تاريخ كرة القدم العالمية.. علينا أن نتكاتف لنقتص لكل قطرة دم أريقت غدرا وأن نمنح كل شهدائنا التكريم الذي يليق بما قدموه للوطن.. علينا أن نتوحد وينكر كل منا ذاته قليلا فليس معقولا أن ينصب كل منا نفسه رئيسا وقاضيا وجلادا وإذا اعترضت فالتهمة جاهزة بأنك من الفلول. وإذا كان شر البلية ما يضحك فاسمحوا إلي أن أختتم مقالي بالحديث عن'' إمارة التحرير'' وقد تفاجأ يوما بأن بعض مسئولي الدولة يستنجدون بأوباما والأمم المتحدة لتخليصهم من الغازات الخانقة التي يطلقها هؤلاء بسبب وجباتهم الفاسدة والتي يمكن أن يمتد خطرها لأوروبا, وهو ما قد يدفع أوباما للإتصال بالدول العظمي كالصين وروسيا للإتفاق علي قطع المعونات عن'' إمارة التحرير''.. بالفعل لك الله يامصر.. وستبقي مصر مرفوعة الرأس منتصرة بشباب ثورة يناير العظام ورجالها الأوفياء.