علي ما يبدو أن مذبحة بورسعيد لم تصل إلي السادة المسئولين عن الكرة المصرية, أو أنهم لا يقدرون بشاعة ما حدث في ملعب رياضي, أو لعلهم لا يتابعون ردود الأفعال العالمية من شرق الأرض إلي غربها حتي إنه إلي يومنا هذا مازالت المأساة ماثلة في أذهان الجماهير في دول أخري لدرجة أن جماهير نادي الرجاء البيضاوي المغربي أعربت عن تضامنها مع الشعب المصري بصفة عامة وجروب ألتراس أهلاوي بصفة خاصة وقام ألتراس جرين بويز برفع لافتة تقول: أنتم في الجنة راقدون, ونحن هنا صامدون. والسادة الذين يديرون الكرة المصرية سواء السابقون أو الحاليون لا يعرفون غير أسلوب المسكنات حتي لو كان الأمر يحتاج إلي جراحة قلب مفتوح, فهم لا يهمهم سوي أن تدور المباريات من أجل الفلوس من ناحية, ومن أجل تقديم دليل علي نجاحهم من ناحية أخري حتي لو كان ذلك علي حساب أرواح الأبرياء! والغريب أنه إذا وقعت المصيبة يقولون إن الأمن هو المسئول متناسين أنهم هم الذين وصلوا بنا إلي هذا الحال, ومتجاهلين أنه كان يجب أن يكون لهم دور في تهدئة الأجواء والمشاركة بالأفعال والأفكار مع الأمن لكي تسير المسابقات إلي بر الأمان, ولكنهم رموا كل شيء علي ظهر الأمن فحدث ما حدث! وها هو الأمن يقول كلمته إنه لا يستطيع تأمين ثلاث مباريات ودية للمنتخب الوطني في الغردقة أمام أوغندا و كينيا والنيجر, وهو رد صريح وواضح يعلن أنه لا دوري هذا الموسم في أية درجة من الدرجات, فهل فهموا الرسالة, وفكروا فيما هو آت.. إذ لا يمكن أن تبقي الأمور معلقة لا تعرف الأندية هل هناك مسابقة أم لا حتي تتخذ الخطوات المناسبة تجاه وضعها المادي والإداري, ويعرف اللاعبون والمدربون هل يتدربون أم لا.. هل ينتظمون في مباريات ودية أم لا.. بدلا من أن تمر الأيام دون اتخاذ خطوة فيهجم علينا دوري المحترفين, ولا يعرف أحد رأسه من قدميه!