سباق الرئاسة بدأ بالفعل ولم ينتظر الموعد الرسمي لفتح باب الترشح وكل المعطيات والمؤشرات تقول إن الانتخابات القادمة ستكون شاهدا ودليلا لا يقبل الجدل علي عصر جديد تدخله مصر من أوسع أبوابه. البطولة المطلقة ستبقي للشعب الذي استطاع منذ ثورته الكبري في يناير أن يجذب, إليه الأضواء ليصبح هو وحده الزعيم والقائد ومصدر الشرعية والقرارات المصيرية مثلما خرج في انتخابات مجلس الشعب في صورة حضارية نادرة تنافس أقدم وأعتي المجتمعات الديمقراطية, ولم تفلح محاولات التأثير والضغط باستخدام الفزاعات ومنصات القذائف الإعلامية, في خداع وتضليل العقل الجمعي للملايين التي اصطفت قبل ساعات من فتح أبواب اللجان لكي تمارس حقها في الاختيار. هذا المشهد سنكون علي موعد معه يوم اختيار الرئيس القادم لمصر والذي سيأتي ولأول مرة في التاريخ مدنيا وخاضعا للإرادة الشعبية وليس لغيرها, إنه الحدث الجلل الأهم الذي يطوي ستة عقود اكتوت فيها مصر من زعماء دفع الوطن الثمن باهظا نتيجة مواقفهم وقراراتهم التي انطلقت دائما من رؤية شخصية تخدم احلام الشهرة والمجد المزعوم تارة, وتسعي لمنافع ذاتية وثروات طائلة لهم ولبطانتهم الفاسدة تارة أخري. ولعلنا لا نسبق الاحداث بالقول إن المشهد الانتخابي في ذلك اليوم سيظل عنوانا تتوارثه الأجيال بكل فخر واعتزاز سواء كان السبب الرقم القياسي لعدد الناخبين والذي سيقترب من خمسين مليونا, أو نتيجة السلوك الحضاري للشارع المصري برغم المحاولات المتوقعة من القوي المتربصة في الداخل والخارج للتشويش واثارة البلبلة والفوضي, ولكن التجارب السابقة أثبتت أنه لا شيء يحول بين الشعب وتحقيق أهداف ثورته الكبري. والبطولة المطلقة للجماهير لا تتقاطع أبدا مع الأداء المنتظر للمرشحين حيث تحمل الفترة القادمة إجابات شافية وواضحة حول برنامج كل مرشح ورؤيته التفصيلية حول القضايا والملفات الرئيسية المرتبطة بالحاضر والمستقبل في جميع النواحي السياسية والاقتصادية والاجتماعية, وكيف ينظر كل مرشح للنهضة الشاملة المنشودة وأفضل السبل لتحقيقها. تساؤلات مهمة ينبغي الاستعداد للإجابة عليها من خلال اللقاءات الشعبية والاعلامية والمناظرات الانتخابية, وكلها لا تحسم النتيجة لأن للعقل الجمعي للجماهير معايير ومواصفات اضافية!. [email protected]