ضلت الشهامة طريقها إلي عقل وائل وتلفح بالنذالة بعد أن ارتدي ثوب الشيطان الذي أمات قلبه كل ذلك من أجل الحصول علي حفنة جنيهات. فاسكت رعشات خلجاته كلما اهتزت رحمة بجاره بل كان يتلذذ برؤيته يتعذب أمامه ويموت كل ثانية بحثا عن فلذة كبده المختفي بل كان وائل يزيد من عذاب صديقه هاشم ويضلله طول الوقت وهو صاحب اليد الآثمة والمدبر الأول لخطف ابنه هذا ما فعله وائل في جار عمره هاشم الذي أنعم الله عليه بالمال الوفير وهو مازاد من حنق وحقد الجار الذي كان غارقا في ديون لا حصر لها لأهل الحارة فقرر استنزاف صديق عمره. تفاصيل القصة المثيرة سجلها محضر بقسم شرطة الزاوية الحمراء بدأت تفاصيلها عندما اصطحب هاشم التوني52 سنة ابنه محمد الذي لم يكمل عامه السادس إلي مقر عمله بمكتب المحاماة بالزاوية الحمراء ولكثرة لهو الطفل بأوراق القضايا التي في المكتب استجاب الوالد لطلب ابنه بالنزول إلي الشارع للعب مع اقرانه من ابناء المنطقة الذين ارتبط بهم خاصة أنه ولد في هذه المنطقة قبل أن يترك سكنه مع أسرته وينتقل إلي مدينة نصر. كان وائل في هذه اللحظات قد لقن كل أفراد عصابته الأدوار المنوط بهم اداؤها فهو يجلس في ورشة التصنيع التي يلهو أمامها الطفل الذي تعامل ببراءة مع أطفال المنطقة الذين اندس من بينهم طفلا ن من عصابة وائل قاما باستدراج الطفل بحجة ركوب الموتسيكلات, في الوقت الذي كان ينتظره خارج المنطقة ثلاثة آخرون من أفراد العصابة يستقلون سيارة ملاكي اختطفوا بداخلها الطفل الذي لم تسعفه براءته في استيعاب أنه وقع في شرك العصابة بعد أن أخبروه بأنهم ضلوا الطريق وسينقلونه بالسيارة إلي منزله وانصرفوا به إلي غير رجعة. بعد أن أنهي الوالد كعادته عمله في سماع شكاوي أقارب زبائنه من بطء التقاضي ونزل من مكتبه لاصحاب نجله إلي المنزل فوجيء باختفاء ابنه وسط اقرانه فسألهم عنه فاخبروه بأن توجه مع بعض الأطفال لاستقلال الموتسيكلات.. تسلل القلق إلي قلب الأب خاصة بعد أن حل الظلام وبحث عنه في جميع محلات تأجير الموتسيكلات فلم يجده. استغل وائل حالة الخوف التي تملكت الأب وادعي أنه يشاركه نفس الخوف من أن مكروها قد أصاب ابنه بينما كان هدفه من ذلك هو مراقبة تحركات الوالد وابلاغ أفراد عصابته أولا بأول حتي لا يسقطوا في قبضة رجال المباحث. انطوت حيلة المشاطرة في المشاعر التي مثلها وائل بدقة وأصبح الرفيق للأب المفزوع علي ابنه والذي لم يخطر علي باله ولو للحظة أن صديقه وجاره وكاتم أسراره هو سبب انقباض قلبه علي ابنه. باءت كل محاولات الوالد في البحث عن ابنه بالفشل فتوجه إلي قسم شرطة الزاوية الحمراء وحرر محضرا باختفاء ابنه الأصغر آخر العنقود بعد خمس فتيات. عقد الوالد اجتماعا بكل أقاربه وأصدقائه المقربين من بينهم الخائن وائل الذي كان بمثابة الصديق في الظاهر والعدو في الباطن أملا في ايجاد حل للكارثة التي لحقت به حتي جاءه الهاتف الذي يخبره بأن ابنه بخير وعليه أن يلتزم بالتعليمات التي سيبلغونه بها في كل اتصال خاصة فيما يتعلق بموضوع الفدية. ازداد قلق الأب علي ابنه بينما كان وائل يمارس دوره في جعل الوالد يبوح بما يخفيه في صدره حتي يخبر أعوانه بما يجب فعله. ثم جاء الاتصال الثاني من المجهول الذي أخبره بان العصابة تريد نصف مليون جنيه نظير إعادة ابنه لاحضانه غير ان الوالد أخبرهم بأن مبلغا كهذا يصعب تدبيره في هذا الوقت خاصة في ظل الظروف العصيبة التي تمر بها البلاد, وهو ما جعل أفراد العصابة يزيدون من درجة التهديد للأب الذي توصل معهم إلي دفع مبلغ مائة ألف جنيه. دبر أحد الأصدقاء المقربين المبلغ للأب الذي ما أن حاول الاتصال بالممجهول الذي عاجله بالهاتف ليخل بالاتفاق ويرفع قيمة الفدية إلي ربع مليون جنيه بايعاز من وائل الذي شعر أن في إمكان صديقه دفع أكثر من ذلك بعد أن نبه علي من يقوم بالاتصال بضرورة ابلاغ والد المختطف بابعاد رجال الشرطة عن الأمر حتي لا يذبحوا ابنه ويعود إليه جثة بلا روح. انصاع الأب لطلبات أفراد العصابة وأعد المبلغ المتفق عليه وأعطاه للسائق الذي اصطحبه إلي مكان المقابلة بعد أن أخفي علي رجال المباحث أية معلومات عن مكان وميعاد التسليم حرصا علي حياة فلذة كبده. وما ان تسلمت العصابة المبلغ حتي جاء الهاتف يبلغه أن ابنه في منطقة حدائق القبة وعليه التوجه فورا إلي المكان حتي لا يتعرض لمكروه. هرع الأب برفقه أصدقائه إلي المكان وعادت إليه روحه فور أن احتضن ابنه وضمه إلي صدره. ظن وائل أنه أذكي من رجال المباحث وانهم لم يكونوا في مكان التسليم إلا أن أحد أفراد عصابته كان قد أجري اتصالا هاتفيا من تليفون والدته الذي كان مرصودا من قبل رجال الشرطة الذين تعقبوا المكالمة وتبين أنها من هاتف والدة وائل والتي تم استدعاؤها وأخبرتهم بأن شقيقها أشرف هو من أجري الاتصال. في الوقت الذي ظهرت فيه آثار النعمة والترف علي وائل وبدأ في تسديد ديونه المتراكمة عليه لدي بعض الأهالي وهو ما جعل التهمة تحيط به من جميع الجهات. تيقن وائل أن مؤامرته التي أحكمها علي صديقه قد انكشفت لديه وانه أصبح كالعاري وسط أهل الحارة الذين ادركوا حيلته النكراء فلاذ بالفرار تاركا خاله وأفراد عصابته يواجهون مصيرهم المحتوم, لتلقي الأجهزة الأمنية القبض علي3 من أفراد العصابة وتتم احالتهم إلي النيابة التي أمرت بحبسهم أربعة أيام علي ذمة التحقيقات وضبط واحضار رأس الأفعي والمدبر للجريمة وشركائه الآخرين ليفتدي الأب حياة ابنه بربع مليون جنيه بينما ترسخ في ذهنه انه ليس كل من جالسه يصلح صديقا.