استيقظ الأب المقيم بإيطاليا علي مكالمة هاتفية اصابته بالازعاج والصدمة التي كادت تقضي عليه, فالاتصال كان من زوجته التي كانت في حالة هيستيرية من البكاء وبصوت متقطع وغير واضح. اخبرته زوجته بان ابنه الأكبر التلميذ بالصف السادس الابتدائي قد تعرض للخطف من قبل مجهولين, فتجمدت الدماء في عروق الأب المكلوم من صدمة الخبر المشئوم, ولم تمض ساعات حتي تلقي الأب مكالمة أخري من شقيقه يخبره أن الخاطفين قد اتصلوا به وأخبروه أنهم سيطلقون سراح الطفل مقابل فدية300 ألف يورو, وقام الأب علي الفور بحجز تذكرة طيران للعودة إلي مصر مرة أخري لايجاد الحل لمصيبته الكبري. وبعد عودة الأب تبين قيام مجهولين باختطاف الطفل عمر(12 سنة) تلميذ بالصف السادس الابتدائي ومقيم بحي الحادقة بمدينة الفيوم وكان الطفل أثناء توجهه إلي مدرسته بصحبة أشقائه الثلاثة, فوجيء بوجود مجموعة من الملثمين يعترضون طريقه وقاموا بخطفه داخل سيارة وفروا هاربين ولم توقف صراخات شقيقي الطفل ووالدتهم التي كانت موجودة بشرفة المنزل المجهولين, قام عم الطفل بابلاغ أجهزة المباحث وفي الوقت نفسه اجري المختطفون اتصالا بوالده الموجود في إيطاليا بعد أقل من ساعة من اختطاف الطفل طالبين منه فدية300 ألف يورو. قام والد الطفل المختطف بالعودة من إيطاليا والذي كان سافر لها منذ15 يوما وبدأ يتبادل الاتصالات والتفاوض مع الخاطفين في نفس الوقت توجه إلي أجهزة الأمن بالفيوم, وتم أخذ أقوال والدة الطفل وشقيقة والتعرف إذا كان هناك خلافات بين والد الطفل وعائلته والمفاوضات التي دارت بين المختطفين ووالد الطفل في محاولة للوصول إلي خيط جديد يكشف شخصية الجناة. ويؤكد أحمد الفاروق والد الطفل المختطف, أنه يعمل في إيطاليا في مجال المقاولات, وانه قد غادر الفيوم منذ15 يوما متجها إلي إيطاليا لاستكمال أعماله هناك, ولكنه فوجيء بمكالمة هاتفية من أسرته بالفيوم تؤكد أن ابنه أحمد قد تم خطفه وقد جمدت الصدمة الدماء في عروقه ولم يستطع التفكير أو استيعاب خبر خطف ابنه. ويستكمل والد الطفل الحديث انه بعد ساعتين تلقي اتصالا هاتفيا من الخاطف يؤكد أن ابنه في حوزته وانه يجب أن أدفع300 ألف يورو, مشيرا انه لم يستطع تمالك نفسه عندما سمع صوت ابنه عمر وهو يقول له يا بابا اعملهم اللي هم عاوزينه. وأضاف أنه بعد أن تلقي مكالمة الخاطف قام علي الفور بحجز أول تذكرة عودة إلي مصر, لحل تلك الأزمة, وتبليغ القيادات الأمنية لسرعة ضبط الخاطفين وعودة ابنه إلي أحضانه مرة أخري. وأضاف والد الطفل أنه عندما توجه إلي قوات الأمن ليقول لهم آخر المفاوضات مع المختطفين حيث توصلوا إلي اتفاق بدفع فدية40 ألف جنيه وطالبوه بوضع النقود علي حافة بحر تطون وانهم سيتركون الطفل بجوار قرية دفنو بمركز اطسا ويقول فوجئت برد فعل القيادات الأمنية الذي كان غريبا وبه قدر كبير من اللامبالاة, بعد أن قدم لهم رقم الهاتف الذي اتصل منه الخاطفون وطالبتهم بتتبع الرقم للوصول إلي الجناة ولكن بعد أكثر من30 ساعة لم يتوصل رجال البحث الجنائي إلي أي شيء. كما أكد والد الطفل أنه ابلغ رجال البحث الجنائي بانه سيقوم بدفع الفدية المقررة والتي تم الاتفاق عليها وهي40 ألف جنيه عندما تأكد من رغبة الخاطفين في اطلاق سراح الطفل لرغبتهم في أخذ المبلغ المالي والسفر إلي ليبيا كما أكد له أحد الخاطفين. ويشير والد الطفل إلي أن رجال المباحث بالفيوم أبلغوه أنه أمام خيارين اما ان نقوم بعمل كمين أثناء دفع الفدية ونحاول القبض علي المتهمين ولكن حينها سيتعرض ابنك للخطر أو أن تقوم بدفع المبلغ وإعادة ابنكو سنكثف جهودنا لضبطهم بعدما تكون اطمأنت علي عودة نجلك المختطف وكأننا ماعرفناش حاجة. وبالفعل تحرك الأب وترك المبلغ في المكان المتفق عليه وبعدها توجه إلي منطقة تدعي حبس دفنو وهناك وجد نجله الطفل واقفا وحده في ظلمات الليل وبمجرد أن رأي أباه ارتمي في أحضانه وقام الأب بالاتصال بوالدة الطفل ليطمئنها ثم اعاده إلي المنزل. وقد عرفت الفرحة طريقها لمنزل الطفل المختطف مرة أخري بعد أن تمكن والد الطفل من استعادة فلذة كبده مقابل40 ألف جنيه فدية تم دفعها للخاطفين وبمجرد دخول الطفل إلي منزله مرة أخري بعد أكثر من يومين من اختطافه تعالت الصيحات والزغاريد. أما والدة الطفل إيمان محمد مفرح ربة منزل فلم تتمالك أعصابها بمجرد ان شاهدت ابنها عمر فضمته إلي حضنها وانهارت في البكاء ثم الابتسام والضحك مرة أخري فرحا بعودة فلذة كبدها. وقالت الأم انها قضت أصعب يومين في حياتها في انتظار عودة ابنها الذي اختطف مشيرة إلي انها كانت تقف في شرفة المنزل لتودع عمر وشقيقيه محمد وولاء أثناء استقلالهم أتوبيس المدرسة فوجدت شخصا يمد يده ويسلم علي عمر ثم جاءت سيارة ملاكي لونها رمادي وقام هذا الشخص بحمل الطفل ووضعه في السيارة ونزل سائق أتوبيس المدرسة مسرعا محاولا إنقاذ الطفل إلا ان المختطفين قاموا بسحله علي الأرض وضربه. فأسرعت الأم إلي الشارع في محاولة لإنقاذ ابنها حتي وصلت إلي أسفل العمارة فلم تجد ابنها ووجدت أتوبيس المدرسة قد ذهب, فاتصلت بالسائق وعلمت ان ابنها تم اختطافه فقامت بالاتصال بأقاربها لمحاولة اعادته ومساعدتها. أما شقيقا الطفل محمد وولاء فأكدا انهما أصيبا بصدمة بعدما شاهدا الجناة يختطفون شقيقهما من بينهما وانهما يشعران بحالة من الخوف لكنها وسعيدان بعودة عمر إلي المنزل. ويقول عمر, بطل واقعة الاختطاف والذي بدت عليه شجاعة غير عادية فهو يبتسم دائما, عند روايته للواقعة لم يبد أي ملامح للخوف وقال عمر أنه اثناء توجهه ليستقل أتوبيس المدرسة وجد شخصا غريبا لا يعرفه يجذبه إلي سيارة ثم قام بتعصيب عينيه بعد الخطف وتوقفت السيارة في مكان لا يعرفه ثم وجده نفسه في حجرة بها سرير وتليفزيون. وأضاف عمر أنه كان بحوزته حقيبة المدرسة, وانه أثناء وجوده في الغرفة قام بانهاء واجباته المدرسية وخاصة مادة اللغة الإنجليزية. وقال عمر ان الخاطفين كانوا يحضرون له الطعام, وهم ملثمون ولكن فوجئت انهم دخلوا إلي الغرفة وقاموا باخفاء عينيه بقماشة مرة أخري وتركوني في مكان مظلم وقالوا له سيأتي إليك والدك الآن, مشيرا الي انه شعر بالخوف ولكني وجدت بعض الكلاب والدواب التي طمأنته حتي عاد والده. ونجحت مباحث الفيوم في تحديد هوية الخاطفين بعد اطلاق سراح الطفل المختطف مقابل40 ألف جنيه من والد الطفل كفدية كما تم ضبط ثلاثة من المتهمين ومبلغ مالي وجار ضبط باقي أفراد التشكيل. كانت إدارة تحريات البحث الجنائي قد توصلت إلي الجناة حيث تبين ان أحد أقارب الطفل المخطوف هارب وكل من عبدالعزيز فلاح وعمر عامل وجابر صياد هم من قاموا بخطف الطفل وبضبطهم اعترفوا علي4 آخرين شاركوا في الجريمة. وأكدت التحريات أيضا أن الخاطفين قد اخفوه بمنزل أحدهم وداهمت قوات من الشرطة المنزل وتم ضبط ثلاثة من المتهمين بينما تمكن من الهرب أربعة آخرون, وجار تحديد أماكنهم بعد معرفة هويتهم للقبض عليهم واخطرت النيابة التي تولت التحقيق.