بنك القاهرة يوقع اتفاقيتين بقيمة 100 مليون دولار مع مؤسسة التمويل الدولية    تعرف على تشكيل الجونة لمواجهة الداخلية بالدوري الممتاز    كلوب يتحدث عن علاقته بمحمد صلاح بعد خلافهم الأخير    أبرزهم جمع "عار".. أسئلة حيرت طلاب الشهادة الإعدادية 2024 بامتحان اللغة العربية    أبرز المعلومات عن خطيب سلمى أبو ضيف    معاناة الفقد في العرض المسرحي "اتجاه واحد" لقومية الإسماعيلية    "كتائب القسام" تعلن قتل 12 جنديًا إسرائيليًا شمال غزة    باحث: مصر تصدت بكل حزم وقوة للإدعاءات الإسرائيلية الباطلة    ملك الأردن يحذر من العواقب الخطيرة للعملية الإسرائيلية فى رفح الفلسطينية    وزير التعليم العالي: لن يتم ترخيص معهد هندسي إلا بعد هذا الشرط    ماذا قال مدير دار نشر السيفير عن مستوى الأبحاث المصرية؟    مجلس النواب يوافق على موازنة مديريات التضامن الإجتماعي    السكة الحديد تواصل عقد ندوات شعبية للتوعية ضد ظاهرة المعابر غير الشرعية على القضبان    افتتاح مركز خدمات ذوي الإعاقة بجامعة جنوب الوادي    رئيس "صحة النواب" يكشف سبب الاستعانة بالأطقم الطبية الأجنبية بمستشفيات الحكومة    المتحدة تحتفى بميلاد زعيم الفن العربي    أحمد زايد: مكتبة الإسكندرية بصدد تنظيم منتدى دولي للسلام    بالفيديو| أمين الفتوى يذكر بعض كرامات السيد البدوي: لا أحد يستطيع التشكيك فيها    البنك الأهلي المتحد يفتتح أحدث فروعه "شبين الكوم" بالمنوفية    مفتي الجمهورية من منتدى كايسيد: الإسلام يعظم المشتركات بين الأديان والتعايش السلمي    6 يوليو.. بدء امتحانات الفصل الدراسي الثاني بمركز التعلم المدمج ببني سويف    الانتهاء من تنفيذ خط طرد محطة بيجام بشبرا الخيمة    أبرزها «الأسد» و«الميزان».. 4 أبراج لا تتحمل الوحدة    أمير المصري يكشف عن شخصيته في فيلم Giant: قصة صعود ملاكم من الطبقة العاملة    مصرع طفل غرقًا في بحر النزلة بالفيوم    ضمن "حياة كريمة".. الكشف على 1317 مواطنا خلال قافلة مجانية في المنيا    محافظ بورسعيد للطلاب: "بتأخذوا دروس خصوصية علشان تنزلوا الشارع" - صور    المرور: ضبط 14 ألف مخالفة على الطرق والمحاور خلال 24 ساعة    الأمم المتحدة: أكثر من 7 ملايين شخص يواجهون خطر انعدام الأمن الغذائي بجنوب السودان    اليوم الأول لمهرجان كان.. لقاء مفتوح مع ميريل ستريب وإعادة فيلم الافتتاح    الكوميديا تسيطر على الموسم الصيفى ب 15 فيلم    بث مباشر.. حجز شقق جنة في القاهرة الجديدة و6 أكتوبر بالقرعة العلنية    أمين الفتوى: الصلاة النورانية لها قوة كبيرة فى زيادة البركة والرزق    الإفتاء توضح حكم الطواف على الكرسي المتحرك    لا تصدقوهم.. إنهم كاذبون!    الصحة تنشر طرق التواصل مع البعثة الطبية للحج.. وتوجه 4 نصائح مهمة    تحرير (148) مخالفة للمحلات التى لم تلتزم بقرار الغلق خلال 24 ساعة    "التعاون الإسلامي" تؤكد دعمها الثابت لحقوق الشعب الفلسطيني    "النقد الدولي" يوافق على قروض لدعم اقتصاد غينيا بيساو والرأس الأخضر    انطلاق الامتحانات العملية بجامعة طيبة التكنولوجية بالأقصر.. صور    حكم وشروط الأضحية.. الإفتاء توضح: لا بد أن تبلغ سن الذبح    وزير الرياضة يعلن عودة الجماهير للملاعب ويتوعد المخالفين    للنهائى الأفريقي فوائد أخرى.. مصطفى شوبير يستهدف المنتخب من بوابة الترجى    بالفيديو.. غناء وعزف أنتوني بلينكن في أحد النوادي الليلية ب"كييف"    «حياة كريمة» تطلق قافلة تنموية شاملة إلى قرية شماس بمركز أبو النمرس    الداخلية: ضبط 25 كيلو مخدرات و132 قطعة سلاح بالدقهلية    الصحة تشارك في اليوم التثقيفي لأنيميا البحر المتوسط الخامس والعشرين    «النقل» تكشف تفاصيل التشغيل التجريبي ل5 محطات مترو وتاكسي العاصمة الكهربائي    كاتب صحفي: مصر تمتلك مميزات كثيرة تجعلها رائدة في سياحة اليخوت    أحمد مجدي: السيطرة على غرفة خلع ملابس غزل المحلة وراء العودة للممتاز    6 ميداليات لتعليم الإسكندرية في بطولة الجمهورية لألعاب القوى للتربية الفكرية والدمج    وزير الري: 97.69 ٪ نسبة تنفيذ الشكاوى من يناير 2021 حتى أبريل 2024 -تفاصيل    الداخلية: سحب 1539 رخصة لعدم وجود الملصق الإلكتروني خلال 24 ساعة    تشاهدون اليوم.. نهائي كأس إيطاليا وبيراميدز يستضيف سيراميكا    «إكسترا نيوز»: قصف مدفعي إسرائيلي عنيف على عدة مناطق في رفح الفلسطينية    النائب إيهاب رمزي يطالب بتقاسم العصمة: من حق الزوجة الطلاق في أي وقت بدون خلع    بشرى سارة للجميع | عدد الاجازات في مصر وموعد عيد الأضحى المبارك 2024 في العالم العربي    ريال مدريد يكتسح ألافيس بخماسية نظيفة في ليلة الاحتفال بالليجا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الأهرام المسائي في أرض المحطة النووية‏:‏ الضبعة‏..‏ حلم تحول إلي حطام‏!‏
نشر في الأهرام المسائي يوم 19 - 01 - 2012

حطام وركام منشأت وبقايا أجهزة مبعثرة وأجزاء من أثاث مكاتب متناثرة علي الرمال‏..‏ ومبان يكسوها سواد نيران الحرائق‏..‏ هو كل ما تبقي من مشروع المحطة النووية بمنطقة الضبعة بالساحل الشمالي.
تحول الحلم الذي تحول إلي كابوس في ساعات قليلة‏.‏ الأهرام المسائي تجولت داخل الموقع‏..‏ ورصدت تدمير المنشأت والمبان بالديناميت منها محطة الأرصاد الجوية ورصد الزلازل ومعامل الدراسات البيئية إلي جانب جهاز المحاكاه وهو نموذج لمحطة نووية مصغرة مزودة بمركزين لاعداد الكوادر لتشغيل وإدارة المحطة‏,‏ بالإضافة إلي تحطيم أسوار أكثر من‏15‏ كيلو مترا من سور المحطة وأختفاء محتويات المباني والمنشأت من الأجهزة والأثاث المكتبي‏..‏ ووجود خيام بدوية أقامها أصحاب الأراضي داخل الموقع‏,‏ بالإضافة إلي انشاء غرف صغيرة من الطوب الجيري في مناطق متناثرة بموقع المحطة‏.‏
ولاحظ الأهرام المسائي وجود محطة لتحلية مياه البحر ومحطة محولات كهربائية تقوم بحراستها اللجان الشعبية وبعض أفراد الأمن التابعين للشرطة‏.‏
ويقول الأهالي إن الكارثة ساعد علي حدوثها سياسة الدولة علي مدي ثلاثين عاما الماضية والتي انتهجت طوال تلك السنوات مبدأ تفعيل القمع والقهر للمواطنين البسطاء‏,‏ حيث تم نزع الأراضي من اصحابها التي يمتلكونها بعقود ملكية مسجلة أو الحائزين لها بوضع اليد منذ عشرات السنين لإقامة مشروع الطاقة النووية والقت لهم فتات التعويضات التي قبلها بعضهم من قلة ذات اليد ورفضها البعض الأخر ساخطا علي الدولة التي سلبت‏55‏ كيلو مترا لاقامة محطة نووية يمكن اقامتها علي‏2.5‏ كيلو متر فقط وشردت آنذاك اكثر من‏800‏ أسرة لمجهول لا يعرفونه‏.‏
ويؤكد الأهالي أن ما تم صرفه حتي الآن‏6‏ ملايين جنيه فقط للمتضررين من‏11‏ مليون جنيه رفض الكثير منهم تسلمها وذلك عام‏1997,‏ وتراوحت قيمة هذه التعويضات بين‏8‏ آلاف و‏35‏ ألف جنيه‏,‏ حيث تم تقدير اسعار الأشجار المثمرة بثمن بخس داخل موقع المحطة ولم يتم تعويض اصحاب تلك الأراضي بأراض بديلة لها خارج المساحة المحددة لمشروع الطاقة النووية ولم يتم بناء منازل لهم وتم هدم منازلهم بطريقة جبرية وتعسفية‏,‏ وكانت مأساة انسانية بكل المقاييس في وقت كانت مصر لا تعرف فيه اي منظمات لحقوق الانسان‏.‏
ويضيف الأهالي أن الحزام الأمني للمشروع تسبب في حدوث هذه الكارثة‏,‏ حيث يمتد هذا الحزام‏2.5‏ كيلو مترا شرقا وغربا من سور المحطة بحري الطريق‏,‏ كما يخترق هذا الحزام مدينة الضبعة من الطريق الدولي إلي عمق المدينة بطول‏3‏ كيلو مترات وفقا للقرار الصادر بتحديد ذلك الحزام عام‏2003‏ مما أدي إلي حرمان اصحاب الأراضي غرب سور الطاقة النووية بحري الطريق من بناء منازل علي اراضيهم حاليا والاكتفاء بزراعتها فقط في مساحة‏2.5‏ كيلو متر طولا وعرضا‏,‏ كما أدي هذا الحزام إلي منع أهالي الضبعة الذين تقع اراضيهم داخل الكتلة السكنية من الحصول علي تراخيص بناء إلا بطابق واحد فقط مما أدي إلي حدوث سخط من الأهالي علي مشروع الطاقة النووية الذي حرمهم من البناء علي اراضيهم المسجلة التي يمتلكونها مثل باقي مدن المحافظة فضلا عن تحديد‏50‏ نسمة فقط كل كيلو مترا داخل الحزام الأمني‏.‏
أما العمدة هاني رسلان فيقول إن معظم أهالي الضبعة كانوا يعملون في مهنة صيد الأسماك‏,‏ بالإضافة إلي الزراعة الموسمية وتربية الاغنام ولكن وجود المحطة النووية التي تشغل‏15‏ كيلو مترا حال دون قيام الأهالي بصيد الأسماك في تلك المنطقة التي كان يوجد بها ميناء لصيد الأسماك قبل تخصيصها لمشروع الطاقة النووية‏,‏ بالإضافة إلي أن وجود المحطة منع اهالي الضبعة من وجود شواطئ عامة لهم‏,‏ حيث تقع المدينة وكتلتها السكنية أمام المحطة النووية مباشرة‏.‏
ويشير عبدالسلام زين من شباب مدينة الضبعة إلي أن الاعتصام الذي نظمه أهالي الضبعة منذ أكثر من‏20‏ يوما كان من أهم مطالبه الغاء المحطة للخوف من تسرب اشعاع نتيجة لخطأ بشري أو حدوث كارثة مثل الزلازل‏,‏ وقد حدث بالفعل زلزال منذ أسابيع قليلة بالضبعة قوته‏4.2‏ بمقياس ريختر سجله جهاز رصد الزلازل داخل المحطة‏,‏ بالإضافة إلي أن حدوث التسرب سوف يؤدي إلي تهجير أهالي المنطقة لمسافة تبعد عن‏120‏ كيلو مترا من موقع المحطة‏,‏ كما ان النفايات النووية الناتجة عن مشروع الطاقة النووية وهي لا تقل عن‏5‏ آلاف طن حسب تقدير الخبراء سيتم دفنها بالصحراء مما سوف يتسبب في اضرار بالبيئة المحيطة بشكل عام وتدمر الحياة النباتية والتربة والمياه الجوفية التي توجد بصحراء المحافظة‏.‏
وفيما اعلن طه محمد السيد محافظ مطروح أن المشير طنطاوي وافق علي تعويض أصحاب الأراضي الواقعة داخل المحطة النووية بالضبعة وفقا للأسعار السائدة حاليا في ذات المنطقة ونقل هذه الموافقة اللواء حسين فكري مدير أمن مطروح إلي عمد ومشايخ وعواقل الضبعة‏,‏ اكد بعض الأهالي بالضبعة للأهرام المسائي أنهم متشككون في مصداقية صرف مثل هذه التعويضات لهم ولذا فإنهم باقون في الأرض ولن يتركوها بينما رحب البعض الآخر بهذه الموافقة ولكن ينتابهم القلق من عدم جديتها والبعض الآخر يرفض تماما الخروج من ارضه ويرفض التعويضات‏.‏
وقد اكد المحافظ أنه قبل اقتحام المحطة قام بعقد اجتماع مع مجموعة من أهالي الضبعة‏,‏ وتم تحديد مطالبهم واعداد مذكرة عاجلة من المحافظة تضم تلك المطالب لارسالها إلي رئيس مجلس الوزراء‏,‏ كما تم تحديد يوم لعقد لقاء ثان مع مجموعة من أهالي الضبعة ولكنه فوجئ باقتحام الأهالي المحطة النووية يوم الجمعة الماضي وقد عقد اجتماعا مع اعضاء مجلس الشعب الجدد وطلب منهم الاجتماع بأهالي الضبعة لايجاد حل لمشكلة وجود الأهالي داخل سور المحطة النووية‏.‏


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.