. ولن يتركوها رغم موافقة المشير بتعويضهم عنها بأسعار اليوم تجمهر أهالي الضبعة يسود الهدوء النسبي مدينة الضبعة بعد سلسلة الاحتجاجات والاشتباكات التي شهدتها المدينة بداية الأسبوع الجاري بأرض مشروع المحطة النووية بين الأهالي المعتصمين وقوات الجيش ، حيث أكد الأهالي المتضررين من المشروع النووي تمسكهم بأرضهم وعدم التنازل عنها مهما كان التعويض ، وقاموا بهدم السور الخارجي للمحطة ومارسوا زراعتهم ورعوا أغنامهم . ويقول العمدة مهنا الهيش أن المشروع النووي عطل الحياة الاقتصادية لمواطني الضبعة وحرمهم من أراضيهم أكثر من 30 عاما وقد تعمد النظام البائد على تهميش أهالي مطروح وعدم النظر إلى حقوقهم التى أهدرها على مدار العقود الماضية ، ويقول أن القرار رقم 309 لسنة 1981 بشأن مشروع إقامة محطة نووية لتوليد الكهرباء بالضبعة ، ترتب عليه تحديد مساحة 60 كيلو متر مربع بطول 15 كيلو وعرض 4 كيلو من الطريق الدولي وحتى ساحل البحر المتوسط وظل هذا القرار قائم حتى عام 1993 ، حتى جاءت اللجان المختصة وقامت بتحديد الإشغالات الموجودة داخل المنطقة المحددة لإنشاء المشروع والتي شملت حوالى ألفي منزل وأكثر من 20 ألف شجرة تين وزيتون ولوز وعنب والتي كانت تمثل الثروة الحقيقية لأهالي الضبعة فضلا عن آبار المياة الجوفية التي تحويها أرض المشروع ، وتم التقدير من قبل هذه اللجان بأسعار بخسه وبشكل لم يرض عنه الأهالي الذين تضرروا من هذا المشروع ، حيث تم التعويض عن المنازل والأشجار المغروسة فقط ولم يتم التعويض عن الأراضي الزراعية . ويقول الشيخ موسى سلومه من قبائل الجميعات القاطنة بالضبعة ، أنه فى عام 2003 أصدر الفريق محمد الشحات محافظ مطروح الأسبق قرار رقم 160 والذي نص على أن يتم إنشاء منطقة حزام أمنى خارج سور المحطة ، مما زاد من حجم المشكلة وأدى إلى وقف تراخيص البناء في المساحة الواقعة بطول 2.5 كيلو شرق وغرب وجنوب سور المحطة وتجميد إجراءات تمليك الأراضي والمنازل وعدم التخصيص للمشروعات ذات المنفعة العامة والاستثمارية ، وهو ما نتج عنه شلل تام بمدينة الضبعة وتدهور الجانب الاقتصادي لسكانها . ويؤكد عبد السلام هنداوي من المتضررين من المشروع النووي على رفضهم التام للمشروع على أرضهم ومطالبة الحكومة بالبحث عن مكان آخر ، والمطالبة بالاتجاه إلى مصادر الطاقة النظيفة والمتجددة مثل طاقة الرياح والطاقة الشمسية وعدم الاعتماد على النووي الذين يتسبب في حدوث كوارث بيئة كبيرة وكان آخر ما شاهدناه مفاعل فوكوشيما باليابان ولا ننسى كارثة المفاعل الأوكراني تشرنوبل في عام 1986 وما خلفه من دما وخراب للإنسانية مازلنا نعاني منه حتى اليوم ، وقال أن الضبعة رياحها شمالية غربية فإذا حدث أي تسرب إشعاعي سينتشر مع الرياح في كل أنحاء مصر . وناشد هنداوي المسئولين بتحويل المشروع النووي إلى مشروع اقتصادي ضخم مثل ميناء بحري تجاري يفتح فرص عمل للمواطنين ويقضي على البطالة التي يعانون منها ، فالمنطقة بها مطار العلمين وواقعه على الطريق الدولي الساحلي وصالحة لإقامة ميناء بحرى حيث كان يستغل قديما أبان فترة الاحتلال البريطاني فضلا عن وجود خط سكة حديد بالقرب من الموقع ، وختم حديثه بالتأكيد على عدم التنازل عن أراضيهم مهما كان الثمن فنحن لن نتركها ثانية . وقال على هنداوى من أهالي الضبعة أن الشعب المصري يعيش الآن فى حرية كاملة بعد ثورة 25 يناير ، وهذه الأراضي قد سلبت منا في الماضي ولن نتركها في الحاضر والمستقبل ، فقد قام الأهالي بالحصول على أراضيهم وزراعتها بعد أن فشل العاملين في هيئة الطاقة النووية بإداراتها وجنى محاصيلها ، وقد حرمنا من البناء وتعلية المساكن بسبب المشروع الذي لم يقم حتى الآن منذ أكثر من 30 عاما وكل الطاقات المادية والبشرية معطلة لخدمة المشروع الذي أوقف الحياة بالضبعة