هل نحتاج إلي أدلة جديدة تثبت العلاقة بين مشاهد ولقطات العنف والدماء والتدمير التي تدمي قلوب المصريين جميعا, وبين الإنجاز الديمقراطي الذي يتحقق خلال مراحل الانتخابات البرلمانية. وبكل ما يحيطها من أجواء النزاهة والشفافية والإقبال الجماهيري غير المسبوق في التاريخ المصري. المواطن البسيط بات يدرك هذه للعلاقة الحرام التي تربط بين المتربصين بمسيرة الوطن, وأصبح السؤال المطروح دائما عقب أي خطوة للأمام يدور حول طبيعة وتوقيت ومكان الطعنة القادمة, بهدف استمرار النزيف وافساد الفرحة وإجهاض الأمل واطفاء علامات الطريق نحو المستقبل. والخطورة الحقيقية لما حدث ويحدث ليس فقط مايدور في العلن, وترصده العيون المجردة ووسائل الاعلام ولكنه أيضا في التصريح المباشر والتحريض الفج الذي يحاول تشويه التجربة الديمقراطية تارة بالفزاعات والتخويف من التيارات الفائزة التي ستحيل مصر حسب دعاياتهم إلي إيران أخري, وتارة بالتشكيك في قدرة الشعب علي الاختيار الصحيح مما يثير الدهشة من الذين يحاولون تنصيب أنفسهم أوصياء علي الارادة الشعبية ذاتها. المشكلة الكبري عند هؤلاء أنهم لايعرفون مصر ولا شعبها الذي قام بثورته الكبري واستيقظ ولن يفرط في حقوقه بعد اليوم مهما تكن المبررات التي يروجها هذا الفريق أو ذاك. مصر ياسادة لم تفزع يوما من الدول الكبري التي وقفت مجتمعة ضدها, عندما قام عبدالناصر بتأميم قناة السويس وحاربت أقوي جيوش العالم, ولم ترضخ أو تستسلم, وهي مصر التي لم تعترف بالهزيمة إبان الحرب الغادرة عام76 واستطاعت العبور إلي النصر بعد سنوات قليلة لاتذكر في عمر الشعوب وجاءت حرب أكتوبر المجيدة عام37 لتغير موازين القوي في المنطقة وإلي الأبد. وهي مصر القوية الفتية التي تبدأ تاريخا جديدا للمنطقة والعالم بأهداف ثورتها التي أصبحت نموذجا يحتذي به بقية الشعوب القريبة والبعيدة. مصر لن تتراجع أو تستسلم لمن يريدون هدمها وخرابها ووقف تجربتها خشية علي مصالحهم سواء كانوا من قوي الدخل أو من الدول الأخري التي تستشعر خطورة النهضة المصرية, ولن يمضي وقت طويل حتي تنكشف الحقائق كاملة مهما كانت مفزعة ومؤسفة عندما يعرف الرأي العام تفاصيل المخططات ووسائل تمويلها. والرد علي ذلك هو المضي قدما نحو صناديق الاقتراع, لاتمام المرحلة الثالثة والأخيرة والاستعداد للانتخابات الرئاسية, وعندها تصل مصر إلي شاطئ المؤسسات الدستورية وتبدأ في بناء الدولة الحديثة المدنية. الشعب سيقول كلمته وعلي الجميع الطاعة والصمت! [email protected]