يجب أن ترتفع الأحزاب والقوي السياسية ووسائل الإعلام إلي مستوي الأداء الجماهيري الحضاري والديمقراطي الرائع الذي انتزع إعجاب العالم وإشادته, والخاسر هو من يستخدم الأساليب القديمة البالية التي لم تعد تنطلي علي أحد. والملايين وحدها هي التي ستقرر تشكيل البرلمان القادم, ومؤشرات المرحلة الأولي لا تحسم المعركة الانتخابية انتظارا لبقية المحافظات, في الوقت الذي نتطلع فيه لتكرار اللقطات والمشاهد الإيجابية من حيث نسبة المشاركة غير المسبوقة وتضافر كل الجهود لتأمين اللجان, بعيدا عن أي تجاوزات أو ضغوط من أي نوع.. الثقة تتزايد عقب الإنجاز الذي تحقق والمطلوب أن تظل حالة الاستنفار واليقظة والانتباه قائمة ومستمرة إلي النهاية, حتي يسجل التاريخ هذه الانتخابات علي أنها البداية الحقيقية لمسيرة طويلة نحو المستقبل المنشود, وأنها نجحت بالفعل في وضع حجر الأساس لدولة مدنية حديثة يعتمد نظامها السياسي علي التعددية والتداول السلمي للسلطة. والدعوة إلي استمرار حالة الاستنفار واليقظة مردها تلك المحاولات الطائشة التي بدأت بها بعض الأحزاب والقوي السياسية, التي تستشعر خسارتها في ضوء نتائج المرحلة الأولي, وبدلا من مشاركتها الشعب وإظهار معاني الاعتزاز والفخر بدأت وبكل أسف في إلقاء الاتهامات يمينا ويسارا وتهيل التراب علي صورة حضارية لم تحدث من قبل.. وللمرة الألف نقول إن مشكلة ومأساة هؤلاء أنهم يعيشون الماضي الذي طويت صفحاته السوداء بكل ما فيها من خداع وتضليل واستخدام فزاعات ثبت زيفها وبطلانها.. كنا نتوقع ولانزال أن يأتي أداء الأحزاب التي فشلت في التواصل مع الجماهير والشارع متناسبا مع الروح الديمقراطية التي نراها في المجتمعات المتقدمة حينما يسارع الجميع إلي تهنئة الحزب الفائز مع تفعيل دور المعارضة الحقيقية داخل البرلمان.. كنا نتوقع ولانزال أن يحترم الجميع الإرادة الشعبية مهما تكن اتجاهاتها واختياراتها, لأن في ذلك ألف باء الديمقراطية التي نسعي إليها حاضرا ومستقبلا.. وبصرف النظر عن طبيعة الحزب الفائز أو الائتلاف الذي ستكون له الأغلبية, فإن ذلك ليس نهاية العالم وقد أثبتت الجماهير أنها ستكون حاضرة وجاهزة للحساب, فإذا لم تتحقق الوعود والأمنيات والطموحات, فالرد في الانتخابات التالية كفيل بالعقاب المستحق لمن تخاذل وفشل في مهمته الوطنية.. الإرادة الشعبية هي السلاح الذي تخوض به مصر معركة المستقبل ولتقرير مصير الأحزاب الجديرة بتحمل المسئولية, والخطيئة الكبري يرتكبها من يحاول الالتفاف حول صناديق الاقتراع.. [email protected]