اليوم تجني مصر ثمار ثورتها وتضع حجر الأساس الصحيح والمتين لنظامها السياسي الجديد القائم علي التعددية والتداول السلمي للسلطة, حسب ما تفرضه الإرادة الشعبية من خلال صناديق الاقتراع.. اليوم يقف التاريخ شاهدا علينا ليكتب ويسجل للأجيال القادمة عن أول انتخابات برلمانية تجري في أجواء الحرية والنزاهة والحيادية لأول مرة منذ عقود طويلة من الزمن.. اليوم أنت مدعو ليس فقط للإدلاء بصوتك الانتخابي وإنما لكي تمارس واجبك في حماية وتأمين اللجان من المتربصين بها ومن القوي التي لا تريد لمصر النهضة والاستقرار والازدهار.. أما صوتك فهو للمرشح صاحب اليد النظيفة التي لم تتلوث بسرقة المال العام أو التربح من دوائر الفساد, لأننا نتطلع إلي أداء برلماني يرتقي لمستوي المسئولية الملقاة عليه لبناء مصر الجديدة وإلي نواب يعبرون عن هموم وأحلام الشعب ولا يهدفون فقط إلي الحصانة والامتيازات والثروات الهائلة التي كانت الهدف والمقصد في الماضي.. صوتك اليوم للحزب صاحب التاريخ الصادق والبرامج الواضحة المحددة بعيدا عن الشعارات واللافتات العريضة التي ثبت بالتجربة أنها كلمات سرعان ما تتبخر بمجرد الجلوس تحت قبة البرلمان. صوتك اليوم لصاحب السيرة الذاتية النقية الذي لا يعرف القفز واقتناص الفرص وعقد الصفقات المشبوهة, والصلة دائما وثيقة بين هذه السيرة الذاتية وبين القدرة علي العطاء, ففاقد الشيء لا يعطيه, وكفانا التجارب السابقة مع المتلونين الذين يجيدون وضع الأقنعة علي أمل خداع وتضليل الناس, ولكن الأمر المبشر أن الجماهير باتت واعية ويقظة ومنتبهة لكل ما يحدث ويدور حولها, ولديها الحس الصادق لمعرفة الاختيار الصحيح مهما تكن الصعوبة في ذلك.. صوتك اليوم لن يكون لدورة برلمانية واحدة فحسب, وإنما لتحديد ملامح حاضر مصر ومستقبلها بالنظر إلي المهام الاستثنائية الملقاة علي مجلس الشعب الجديد, خاصة في وضع الدستور الدائم للبلاد وترسيخ قواعد المحاسبة الفعلية للحكومة والقيام بالدور التشريعي في أخطر مرحلة يعيشها الوطن. صوتك اليوم سيقول للعالم إن شعب مصر جدير بالديمقراطية, وأنه ماض في تحقيق أهداف ثورته كاملة غير منقوصة وهي الثورة التي أذهلت العالم, وبقي أن تتواصل بنفس الروعة والإبداع في مرحلة البناء والنهضة الشاملة.. صوتك اليوم هو من أجل الأبناء والأحفاد, حتي يكون لهم المستقبل الأفضل الذي يستحقونه بعد أن عادت مصر إليهم وبعد أن استيقظ الشعب وتغير للأبد, ولم يعد ممكنا العودة إلي الماضي ولن يسمح هذا الشعب العظيم بسرقة أحلامه مرة أخري.