ألف باء الديمقراطية هي المشاركة السياسية.. وألف باء المشاركة السياسية هي المشاركة في الانتخابات والاقبال علي التصويت.. في انتخابات النقابات والأندية ترتفع نسبة المشاركة ويعيش أعضاؤها يوما رائعا يشعر فيه كل منهم أنه أحد صناع قرار اختيار مجلس ادارة النادي أو النقابة.. وبذلك يشعر براحة نفسية وأنه أدي واجبه وقال رأيه بحرية. في انتخابات المجالس النيابية.. مجلسي الشعب والشوري والمجالس المحلية ينقلب الحال تماما وتتراجع نسبة المشاركة إلي حد مؤسف لا يتجاوز 32٪ ومعني ذلك أن 77٪ ممن لهم حق التصويت لم يهتموا بالذهاب إلي صناديق الاقتراع لاختيار ممثليهم في هذه المجالس ثم نعود لنقول أن هذا المجلس أو ذاك ضعيف أو أنه لا يعبر عنا ولا يدافع عن مصالحنا.. المواطن نفسه الذي يحرص علي المشاركة في انتخابات الأندية والنقابات هو نفسه الذي يتكاسل عن أداء واجبه في انتخابات المجالس النيابية.. وأقول واجبه لأن المشاركة في الانتخابات واجب مقدس فعلا يجب ألا نتخلي عنه تحت أي ظرف ولأي سبب من الأسباب مهما كانت هناك تخوفات من حدوث تزوير أو اعمال عنف أمام اللجان.. من يفعل ذلك ينسي أن عدم مشاركته في الانتخابات وعدم توقيعه بالحضور أمام لجان الاقتراع هو الذي يعطي الفرصة للبعض لاستغلال هذا الموقف والتوقيع بدلا منه وتسويد البطاقات. نفس الأمر بالنسبة لأعمال العنف.. تواجدنا بكثافة أمام اللجان وحرصنا علي اتمام عملية التصويت بشكل حضاري هو الذي يغلق الطريق أمام البعض لاستغلال خلو اللجان من الناخبين للتهجم علي المسئولين عنها أو علي العدد القليل من الناخبين الموجود أمامها. لهذا فإنه مهما كانت تخوفاتك مما قد يحدث في انتخابات مجلس الشعب اليوم فلا تتردد أبدا في الذهاب إلي لجان الاقتراع ولا تتنازل عن حقك في اختيار نواب البرلمان المسئول عن اصدار القوانين التي تنظم حياتنا خلال السنوات الخمس القادمة. حرصك علي أداء واجبك والادلاء بصوتك هو الضمانة الرئيسية لنزاهة الانتخابات.. وهو الخطوة الأولي في الممارسة الديمقراطية.. ومن غير المعقول ولا المنطقي أن تصل نسبة المشاركة في الانتخابات في دول صغيرة وديمقراطيات ناشئة إلي 76٪ كما حدث في الانتخابات التشريعية بالبحرين مؤخرا بينما تقف نسبة المشاركة في مصر عند 32٪ كما حدث في انتخابات 5002. آخر كلام كان المفروض أن يكون اليوم يومه وأن يحتفل اليوم بفوزه وعودته إلي مقعده البرلماني نائبا عن مدينة نصر التي مثلها خلال السنوات الخمس الماضية.. وفي كل ركن من أركانها بصمة من بصماته.. لكن إرادة الله شاءت أن يرحل عنا تاركا أسي وحزنا عميقا في قلب كل من تعامل معه.. في عزاء مصطفي السلاب وجدت دموعا حقيقية علي رجل خير لا تعرف يده اليسري ماذا أخرجت اليد اليمني.. رحم الله مصطفي السلاب البرلماني ورجل الأعمال الناجح وألهم أسرته الصبر.