حققت نتائج المرحلة الأولي في الانتخابات البرلمانية التي تجري حاليا العديد من الفوائد أهمها وضع مصر علي طريق الديمقراطية الصحيحة ومن فوائدها الحرية التي يعيشها المواطن في التعبير عن رأيه بحرية شديدة. وللأحزاب التي يجب أن تناقش وتراجع برامجها وعلاقتها بالشارع المصري, ومن النتائج, الحيادية الشديدة للقضاء المصري النزيه الذي اخرجها الي بر الأمان رغم وجود بعض المشاكل التي تم تجنبها في الاعادة ولا تدخل في التشكيك في نزاهتها. ورغم ذلك تواجه هذه النتائج التشكيك من بعض الأحزاب والتيارات رافضين الديمقراطية التي ينادون بها فشعارهم شيء وأفعالهم شيء آخر, ففي الوقت الذي ينادون فيه بالديمقراطية يرفضونها لأنها جاءت بأحزاب ذات مرجعية دينية, والتي نجحت لاسباب كثيرة يعرفها القائمون علي هذه الأحزاب منها الخبرة التنظيمية والوجود الحقيقي في الشارع ومشاركة الناس احزانهم وافراحهم وفي المحن والذي ادي الي ارتباطهم الاجتماعي بالناس والعمل بشكل منظم. ومن العوامل التي أدت الي تفوق التيار الاسلامي أن الأحزاب السياسية الأخري لم يتعرف عليها المواطن بشكل كبير ولم يلمس نتائجها علي أرض الواقع لحداثتها, بينما الأحزاب القديمة يعرف المواطن تاريخها جيدا, وانعدام الثقة فيها وهذا يتطلب من الأحزاب الجديدة أن توجد في الشارع في ظل تنامي الوعي السياسي لدي المواطن المصري وان يكون لها انتشار أوسع مع التركيز علي التجمعات الثقافية الفكرية مثل الجامعات ومراكز الشباب والأندية لايجاد قاعدة جماهيرية لها, ولكن اذا استمرت هذه الأحزاب في المعارضة واستخدام سياسة الصوت العالي ستبقي علي وضعها الحالي, وعدم القدرة علي مواجهة الآخر في ظل وجود أحزاب منظمة بشكل علمي. وأتعجب من الهجوم علي التيارات الإسلامية والتشكيك في قدراتها علي القيادة رغم أن الإسلام أول من دعا الي الديمقراطية من خلال ارساء مبدأ الشوري, والليبرالية من خلال حرية الفرد, وحرية الاعتقاد في قوله تعالي( لا إكراه في الدين) سورة البقرة الآية256 وقال تعالي في سورة الكهف( فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر) فنجد أن روح الإسلام تكمن في تحرير الفرد من أي سيطرة وان هدف الليبرالية تحقيق ما شدد عليه الإسلام من احترام حرية الفرد, وأن إعلام الفكر الغربي يضربون به المثل في التسامح وانه أول من أرسي مبادئ الديمقراطية وقيمها مرتكزا علي مبدأ الشوري في حق الأغلبية في اتخاذ القرار ومن بديهيات الديمقراطية أن ترضي كل الأطراف والتيارات بنتائجها اذا كنا نرتضيها منهاجا لمصر خلال المرحلة المقبلة, ونترك الأفعال تتحدث عن نفسها وأمامنا صندوق انتخابي قادم بعد عدة سنوات, سيقول لمن فشل مع السلامة وسيأتي بجديد لنحقق شروط الديمقراطية التي تركز علي الانتخابات النزيهة والتعددية السياسية, وتداول السلطة بين الأحزاب, والمشاركة الفاعلة لخدمة المجتمع واحترام رأي الأغلبية وترسيخ مفهوم سيادة القانون والفصل بين السلطات في ظل دستور يخضع الجميع لاحكامه.