المرحلة الثانية للانتخابات البرلمانية التي تجري هذا الاسبوع هي اختبار حقيقي للديمقراطية في مصر, علينا عدم القياس علي نتائج المرحلة الاولي وان تخوض جميع الاحزاب والقوي السياسية المتنافسة المعركة بنفس الجدية والاصرار علي الفوز.. اما المشاركة الشعبية فهي الاهم والعامل الحاسم الذي يعزز التجربة ويرسخ قواعد الدولة المدنية القائمة علي التداول السلمي للسلطة ومنع تكرار احتكار الحزب الواحد مهما يكن. مطلوب من النخبة وقادة الرأي التركيز علي تشجيع المواطنين للذهاب الي صناديق الاقتراع والكف عن ترديد التوقعات باكتساح تيار معين اوحزب للنتيجة لان في ذلك اشارة ضمنية بعدم جدوي الصوت والتقليل من اهميته وهو الامر الذي قد يؤدي بالكثيرين إلي العزوف عن المشاركة والاكتفاء بالفرجة والمتابعة عن بعد.. نريد من وسائل الاعلام وخاصة التليفزيون المصري نقل احداث الشارع وسخونة الحملات الدعائية ونقل اراء المواطنين بدلا من المفكرين والمنظرين الذين يسترسلون في النظريات والتحليلات الباعثة علي النفور والاحباط. اماالقوي السياسية والاحزاب فإن المعركة لاتزال مفتوحة ولم تحسم نتائجها علي الرغم من نتائج المرحلة الاولي, وهناك المجال الواسع لتسجيل النقاط وتقليل الفارق بل والمنافسة من جديد اذا خاطبت الجماهير بلغة واقعية مفهومة لاتعتمد علي الشعارات وحدها.. وتبقي التحية الواجبة للساهرين علي العملية الانتخابية ونزاهتها واجوائها الامنة, وفي المقدمة رجال القوات المسلحة والشرطة الذين استطاعوا بشهادة الجميع من الدا خل والخارج تأمين اللجان والخروج بمظهر مشرف يليق بمصر وشعبها وثورتها. ولاننسي قضاة مصر الذين ادوا الامانة علي احسن ماتكون وكانوا الامناء علي اصوات المواطنين لتسجل لانتخابات بحسب المنظمات الدولية أعلي معدلات الحيادية والابتعاد عن الانتهاكات والمخالفات مهما تكن طبيعتها.. ولعلنا نشير الي تزامن شهادة المؤسسات والشخصيات الدولية بالانتخابات المصرية مع الانتقادات اللاذعة والعنيفة التي وجهت للانتخابات الروسية.. وبصرف النظر عن حقيقة ماجري هناك, فإن المقارنة تجعلنا اكثر ثقة بالقدرة علي استمرار هذا النجاح للتجربة المصرية وسبحان مغير الاحوال.