عندما تطأ قدمك مدينة اهناسيا تجد مدخلا فرعونيا تشخص له الأنظار ممزوجا بزراعات متناسقة تزيده جمالا وقبل أن تنسي هذا المنظر المهيب. تجد أنفاسك تكاد تحبس من شدة الرائحة الكريهة المنبعثة من مياه الصرف الصحي التي تطل عليها البيوت بدلا من رؤية مجري النيل العذب, ويظهر ذلك جليا في منطقة الإدارة الزراعية الملاصقة لشركة مياه الشرب والصرف الصحي فرع اهناسيا وشارع المرور خلف المدرسة الثانوية الفنية للبنات. بداية يقول محمد جابر موظف فوجئنا بخروج ماء الصرف الصحي علينا من كل ناحية بالرغم من أن العمارة التي أسكنها مبنية بالأسمنت المسلح وهي عمارة جديدة وتتمتع بالأساسات المطابقة للمواصفات وقمنا بإبلاغ المسئولين بخطورة هذا التسرب علي صحتنا فضلا علي خطورة انهيار المساكن التي نقطنها علينا. ويضيف الحاج عطية عبدالله فلاح أن المياه موجودة بالشوارع منذ سبعة أشهر والحشرات أصابتنا بحساسية جلدية حادة ورئة ابنتي الصغيرة لم تعد تستطيع تحمل هذه الرائحة الكريهة المنبعثة من هذه المياه, وأصبحت أدوية الحساسية والمبيدات الحشرية أهم من الأكل والشرب بالنسبة لنا. محمود أشرف طالب بالمرحلة الثانوية يقول: قام المسئولون بالمدينة بعمل مطبات ترابية في كل الشوارع, وذلك لمنع السيارات من المرور بالمناطق التي بها بيارات صرف حيث علل المسئولون الانفجارات المتتالية لبيارات المياه أسفل الأرض بسبب مرور السيارات من شوارع المدينة ومع وضع هذه السواتر الترابية داخل الشوارع سيقوم كل من يملك سيارة بركنها خارج المدينة علي الطريق الزراعي ولن يستطيع شرطي ملاحقة أي جان. وتقول شيماء محمد طالبة إننا نقضي أكثر من ست ساعات بالمدرسة نشتم رائحة الصرف الكريهة ولا نستطيع أن نستوعب الدروس أو حتي نتناول وجبة بالفسحة ونذهب لبيوتنا لنكمل رحلة المشي وسط مياه الصرف ونستقبل الناموس ليلا. الأهرام المسائي انتقل لمركز ومدينة اهناسيا لمقابلة أحد المسئولين للوقوف علي ما يحدث داخل المدينة من انفجار البيارات المتتالي علي الرغم من حداثة دخول الصرف الصحي للمدينة بقرار المحافظ السابق أحمد زكي عابدين سنة2006 وبسؤال المهندس حسن سيدتمام نائب رئيس مدينة اهناسيا بادرنا قائلا بعد الثورة خاصة في مارس2011 حدث هبوط في بيارات الصرف الصحي نتيجة مرور سيارات النقل الثقيل وتسبب الهبوط في تسرب مياه الصرف أسفل العمارات والبيوت القريبة من مناطق البيارات المكسورة. وأضاف أن أحدث بيارة هبطت بالمدينة هي البيارة الموجودة أسفل شارع المرور وكان ذلك منذ أسبوع فقط وقام المسئولون بالمدينة بإبلاغ شركة مياه الشرب والصرف الصحي التي لم تحرك ساكنا حتي اقتربت البيوت من السقوط, لافتا إلي أن شركة المياه لم تتحرك إلا بعد سبعة أشهر من انفجار البيارات حيث قامت بعمل وصلات من مواسير الصرف الصحي بالشوارع لنقل الصرف من البيارات المكسورة لأقرب بيارة سليمة وبدأت في عمل تقوية للبيارات أسفل الأرض بالحقن الأسمنتي وأيضا شفط المياه أسفل البيوت التي آلت للسقوط بعد دق الخوازيق لحمايتها أما المطبات الترابية فقد اقامتها الشركة لحين الانتهاء من اصلاح البيارات المتضررة ولعدم انفجار المزيد منها وأيضا لحقن البيارات الأخري لتتحمل مرور سيارات النقل فوقها.