تخيل انك تعيش في منطقة تحيط بها المياه بكل شوارعها تخرج بأي طريق يوصلك لخارج المكان وأنت تعبر الماء, في صبر بالتأكيد احساس مبهج , ولكن اذا كانت هذه المياه من الصرف الصحي فكيف تعيش؟ وإذا كانت مياه الصرف تحاصر بيتك من كل مكان لمدة30 يوما في الدخول والخروج ينخفض منسوبها قليلا كلما تشربت الجدران ثم تزيد بعد ذلك نتيجة معيشة أهالي يتجاوز تعدادهم الآلاف. وبماذا يوصف مسئول علم بتفشي نسبة عالية من الأمراض ومعاناة وعذاب المئات من كبار السن والأطفال من تعرضهم للروائح الكريهة وأنواع الحشرات الطائرة المختلفة الألوان والناقلة للسموم التي تعيش في بيئة ملائمة لها تتكاثر ويفقس بيضها في الهواء كل ساعة وتجد سلواها في الوقوف علي أعين ووجوه السكان, خاصة الأطفال منهم دائمي اللعب والقفز علي الاحجار العالية والمتاريس التي اجتهد السكان في وضعها لتسيير حالهم وللمرور بين الطرقات والشوارع لقضاء مصالحهم. واذا قادتك قدماك لقضاء أمسيات رمضانية في احد شوارع حيالمهندسين بمحافظة الجيزة وأخطأت قدماك وعبرت كوبري أحمد عرابي, يفاجئك اختناق شديد وانحسار تام للهواء النقي, وكل ما يلهب أنفك وتمتصه رئتك رائحة مميتة كريهة جدا تصيب بالغثيان الشديد إن لم تغلق أنفك حتي تمر سريعا من المكان, محاولا نسيان أن تمر به ثانية مسائلا نفسك كيف يعيش الناس بهذه المنطقة وكيف يتنفسون, وممن يشترون طعامهم وسط هذه الرائحة الرهيبة؟ بشتيل إلي المهندسين انها منطقة بشتيل خلف الطريق الدائري من اتجاه آخر مطار امبابة وتصل إلي منطقة لعبة بجوار محطة بشتيل التابعة للسكك الحديدية وكعادة العشوائيات في مصر, يجاور هذه المنطقة أرقي أحياء الجيزة والقاهرة المهندسين مسكن الوزراء والفنانين ولاعبي الكرة ومقصد الأثرياء لبدء المشروعات التجارية بمحلات الملابس ذات الأسعار فوق الخيالية وكأن أهالي بشتيل, كتب عليهم أن يسيروا علي الأسفلت وسط الأضواء الباهرة والروائح المنبعثة منهم أذكي العطور الآسرة سواء كانوا رجالا أو نساء والذين لا يخلوا من ترددهم شارع أحمد عرابي وما يحيط به من شوارع يستيقظ عمال النظافة فيها فجرا مثل دول أوروبا خوفا من بطش ونسف المسئولين إذا قصروا, هذه المنطقة التي لم يشهد مخلوق أن رأي بها بالوعة مسدودة من قبل فهذا ضرب من الخيال أهالي بشتيل البسطاء يمرون علي المهندسين عند خروجهم لأعمالهم وفي عودتهم لمنازلهم العائمة حيث تنتشر الحفر والمطبات التي سدت بالاحجار للمرور عليها 30 يوما.. مجاري يقول أحمد حسن موظف شيدت منزلا منذ1980 وكان نظام الصرف الصحي بالمنطقة قائما علي نظام الترنشات, وبدأ تعديل انشاء المجاري بالمنطقة منذ العام الماضي وبالجهود الذاتية ثم بدأت المشاكل بانسداد مواسير الصرف منذ عدة أشهر ونتيجة ذلك تخرج المياه للشوارع وتنزلق لمداخل البيوت وتغرقها ويضيف حسن يبدو جليا للجميع أن أعمال الصرف انشئت بطريقة خاطئة وغير مدروسة علي مستوي منطقة بشتيل بالكامل, والدليل طفوحات المجاري موجودة بكل الشوارع بدون استثناء مثل الشوارع الرئيسية حنفي غنيم, وشارع حنفي راجح الموازي له, و بشتيل الرئيسي وأشار إلي أن المجاري تبدأ من أول الطريق الدائري عند مسجد فلفل إلي منطقة لعبة ثم شارع السوق وما تفرع منه وشارع الحرية وما يحيط به, ومر عليها أكثر من أربعة أسابيع, وأوضح حسن أن مايبعث علي الاندهاش أن المهندسين المشرفين علي هذا المشروع من شركة المقاولون العرب وعندما نشتكي لهم يقدمون لنا الوعود الجميلة مثل كلام فض المجالس بدون فائدة صالة للسيرك ويقول أحمد متولي تاجر يعاني أغلب السكان من تأثير الرائحة الكريهة خاصة كبار السن والمصابين أصلا بضيق التنفس وتحدث للعديد منهم مضاعفات خطيرة, وكثيرا ما تحدث أزمات صدرية, وتأتي الاسعاف بعد فترة طويلة لعلمهم بأن الشوارع مليئة بمياه الصرف.