في مثل هذا اليوم السادس من اكتوبر عام1973 خاضت قواتنا المسلحة الباسلة حربا شرسة وضارية لاسترداد الأرض والكرامة, وكان العبور العظيم وانهيار خط بارليف وسط أروع صور البطولة والشجاعة التي أضافت صفحات ناصعة لتاريخ العسكرية المصرية. لم يكن لمصر وجيشها وشعبها خيار آخر سوي القتال علي الرغم من الحملات الإعلامية والنفسية الضارية التي استهدفت زرع اليأس والإحباط والإدعاء بان الجيش الإسرائيلي الذي لايقهر لن يسمح باختراق الدفاعات التي أقامها علي طول جبهة القتال علي ضفاف قناة السويس. وجاءهم الزلزال بوقع اقدام خير اجناد الارض وتعالت الاستغاثات الاسرائيلية واهتز البيت الابيض وخرجت احدث الاسلحة من مخازن الجيش الامريكي لإنقاذ الدولة العبرية إلي الدرجة التي نقلت فيها الدبابات الي ساحة المعركة وهي علي الزيرو بعد نقلها جوا مما دفع الرئيس الراحل انور السادات الي القول بأنه بات يحارب امريكا وليس اسرائيل.. لم يقلل ذلك كله من حجم وقيمة الانتصار المصري الذي فتح ابواب السلام فيما بعد, وإن كانت اسرائيل تراوغ كعادتها في استكمال دفع استحقاقات السلام الشامل الذي يعيد بقية الاراضي العربية المحتلة ويحقق للشعب الفلسطيني دولته المنشودة. واليوم تخوض قواتنا المسلحة الباسلة معركة اخري لاتقل في اهميتها الاستراتيجية والتاريخية, معركة الحفاظ علي مصر وثورتها ونهضتها من مخططات المتربصين بها من الداخل والخارج ولحماية حدودها في الوقت الذي تشتعل فيه المنطقة من جراء التغييرات الكبري في الدول المجاورة وما أسفرت عنه من مشاهد دامية نتابعها يوميا وتستوجب أقصي درجات اليقضة والانتباه.. جبهة المعركة هذه المرة هي بطول وعرض البلاد والمدن والقري والأحياء السكينة والشوارع والأزقة, وتتحمل فيها قواتنا المسلحة المسئولية للحفاظ علي سلامة المواطنين والممتلكات العامة والخاصة, لحين عودة الحيوية لأجهزة الأمن وفق رؤية جديدة تتفق مع أهداف ونتائج ثورة يناير. ولابد هنا من التوقف امام حقيقة قد تغيب عن أذهان البعض وهي ان الجيش المصري يعتمد دائما علي بطولة الجندي وشجاعته النادرة قبل السلاح والعتاد, ولهذا جاء التأمين الفوري والحاسم علي الرغم من اختلاف الساحة عن ميادين القتال التقليدية.. وكل التحية إلي قواتنا المسلحة الباسلة في ذكري انتصاراتها. muradezzelarab@hotmailcom