وزير العمل يصدر قرارًا وزاريًا بشأن تحديد العطلات والأعياد والمناسبات    البطاطس ب10 جنيهات.. أسعار الخضراوات والفواكه بأسواق كفر الشيخ    وفاة كبير مساعدى زعيم كوريا الشمالية.. وكيم جونج يرسل إكليلا من الزهور للنعش    باحث أمريكي: كيف يمكن الحفاظ على استقرار العلاقات بين الصين واليابان؟    مستشفى العودة في جنوب غزة يعلن توقف خدماته الصحية بسبب نفاد الوقود (فيديو)    لاعب جنوب إفريقيا: أثق في قدرتنا على تحقيق الفوز أمام مصر    القلاوي حكما لمباراة الأهلي والمصرية للاتصالات في كأس مصر    تفاصيل جلسة حسام حسن مع زيزو قبل مباراة مصر وجنوب إفريقيا    إذاعي وسيناريست ورسَّام، أوراق من حياة الدنجوان كمال الشناوي قبل الشهرة الفنية    الأرصاد تحذر من ضباب يغطي الطرق ويستمر حتى 10 صباحًا    الطرق المغلقة اليوم بسبب الشبورة.. تنبيه هام للسائقين    45 دقيقة تأخير على خط «طنطا - دمياط».. الجمعة 26 ديسمبر 2025    ترامب: نفذنا ضربات قوية ضد «داعش» في نيجيريا    شعبة الأدوية: موجة الإنفلونزا أدت لاختفاء أسماء تجارية معينة.. والبدائل متوفرة بأكثر من 30 صنفا    الزكاة ركن الإسلام.. متى تجب على مال المسلم وكيفية حسابها؟    عمرو صابح يكتب: فيلم لم يفهمها!    وداعا ل"تكميم المعدة"، اكتشاف جديد يحدث ثورة في الوقاية من السمنة وارتفاع الكوليسترول    انفجار قنبلة يدوية يهز مدينة الشيخ مسكين جنوب غربي سوريا    الشهابي ورئيس جهاز تنمية المشروعات يفتتحان معرض «صنع في دمياط» بالقاهرة    ريهام عبدالغفور تشعل محركات البحث.. جدل واسع حول انتهاك الخصوصية ومطالبات بحماية الفنانين قانونيًا    سكرتير محافظة القاهرة: تطبيق مبادرة مركبات «كيوت» مطلع الأسبوع المقبل    أمن الجزائر يحبط تهريب شحنات مخدرات كبيرة عبر ميناء بجاية    زيلينسكي يبحث هاتفياً مع المبعوثَيْن الأميركيين خطة السلام مع روسيا    اختتام الدورة 155 للأمن السيبراني لمعلمي قنا وتكريم 134 معلماً    وزير العمل: الاستراتيجية الوطنية للتشغيل ستوفر ملايين فرص العمل بشكل سهل وبسيط    ارتفاع حجم تداول الكهرباء الخضراء في الصين خلال العام الحالي    وفاة الزوج أثناء الطلاق الرجعي.. هل للزوجة نصيب في الميراث؟    الإفتاء تحسم الجدل: الاحتفال برأس السنة جائزة شرعًا ولا حرمة فيه    الفريق أحمد خالد: الإسكندرية نموذج أصيل للتعايش الوطني عبر التاريخ    استمتعوا ده آخر عيد ميلاد لكم، ترامب يهدد الديمقراطيين المرتبطين بقضية إبستين بنشر أسمائهم    «الثقافة الصحية بالمنوفية» تكثّف أنشطتها خلال الأيام العالمية    حريق هائل في عزبة بخيت بمنشية ناصر بالقاهرة| صور    هشام يكن: مواجهة جنوب أفريقيا صعبة.. وصلاح قادر على صنع الفارق    أردوغان للبرهان: تركيا ترغب في تحقيق الاستقرار والحفاظ على وحدة أراضي السودان    «اللي من القلب بيروح للقلب».. مريم الباجوري تكشف كواليس مسلسل «ميدتيرم»    كأس مصر - بتواجد تقنية الفيديو.. دسوقي حكم مباراة الجيش ضد كهرباء الإسماعيلية    محمد فؤاد ومصطفى حجاج يتألقان في حفل جماهيري كبير لمجموعة طلعت مصطفى في «سيليا» بالعاصمة الإدارية    الأقصر تستضيف مؤتمرًا علميًا يناقش أحدث علاجات السمنة وإرشادات علاج السكر والغدد الصماء    أسامة كمال عن قضية السباح يوسف محمد: كنت أتمنى حبس ال 18 متهما كلهم.. وصاحب شائعة المنشطات يجب محاسبته    كشف لغز جثة صحراوي الجيزة.. جرعة مخدرات زائدة وراء الوفاة ولا شبهة جنائية    بروتوكولي تعاون لتطوير آليات العمل القضائي وتبادل الخبرات بين مصر وفلسطين    ناقد رياضي: تمرد بين لاعبي الزمالك ورفض خوض مباراة بلدية المحلة    نجم الأهلي السابق: تشكيل الفراعنة أمام جنوب إفريقيا لا يحتاج لتغييرات    متابعة مشروع تطوير شارع الإخلاص بحي الطالبية    محافظة الإسماعيلية تحتفل بالذكرى الخمسين لرحيل كوكب الشرق بحفل "كلثوميات".. صور    جلا هشام: شخصية ناعومي في مسلسل ميد تيرم من أقرب الأدوار إلى قلبي    ساليبا: أرسنال قادر على حصد الرباعية هذا الموسم    أخبار مصر اليوم: سحب منخفضة على السواحل الشمالية والوجه البحري.. وزير العمل يصدر قرارًا لتنظيم تشغيل ذوي الهمم بالمنشآت.. إغلاق موقع إلكتروني مزور لبيع تذاكر المتحف المصري الكبير    "التعليم المدمج" بجامعة الأقصر يعلن موعد امتحانات الماجستير والدكتوراه المهنية.. 24 يناير    واعظات الأوقاف يقدمن دعما نفسيا ودعويا ضمن فعاليات شهر التطوع    40 جنيهاً ثمن أكياس إخفاء جريمة طفل المنشار.. تفاصيل محاكمة والد المتهم    فاروق جويدة: هناك عملية تشويه لكل رموز مصر وآخر ضحاياها أم كلثوم    تطور جديد في قضية عمرو دياب وصفعه شاب    جراحة دقيقة بمستشفى الفيوم العام تنقذ حياة رضيع عمره 9 أيام    "إسماعيل" يستقبل فريق الدعم الفني لمشروع تطوير نظم الاختبارات العملية والشفهية بالجامعة    هل للصيام في رجب فضل عن غيره؟.. الأزهر يُجيب    الوطنية للانتخابات: إبطال اللجنة 71 في بلبيس و26 و36 بالمنصورة و68 بميت غمر    الأزهر للفتوى: ادعاء خصومات وهمية على السلع بغرض سرعة بيعها خداع محرم    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الفريق عبدالعزيز سيف الدين‏:‏ لن نغفل عن حماية سماء مصر

‏ في يوم خالد من أيام العسكرية المصرية سجل بأحرف من نور قدمت قوات الدفاع الجوي ملحمة بطولية لقنت خلالها العدو درسا في فنون الحرب‏.‏‏.‏‏.‏
واستيعاب التكنولوجيا الحديثة‏ في ذلك اليوم تمكنت قواتنا المسلحة عن طريق قوات الدفاع الجوي أن تعلن للعالم قطع ذراع اسرائيل الطويلة التي هددت اجواءنا وتعلن أن حماة سماء مصر يمتلكون القدرة والقوة علي جعلها صفحة ناصعة البياض في هذا اليوم‏30‏ من يونيو عام‏1970‏ اكتمل فيه بناء حائط الصواريخ وشهد اكبر ملحمة تضافرت فيها الجهود وامتزجت فيها دماء شهدائنا الأبرار من القطاع المدني والقوات المسلحة علي أرض مصر الطاهرة وسجل اروع وأعظم البطولات والأمجاد‏,‏ لرجال قوات الدفاع الجوي الذي قطع اليد الطولي لإسرائيل خلال حرب أكتوبر المجيدة وكلما جاءت الذكري شهد الدفاع الجوي نقلة نوعية جديدة تستوعب كل جديد وحديث ليظل حماة سماء مصر علي العهد سائرين مستفيدين من تضحيات الشهداء وخبرات القادة مستوعبين اساليب التقدم‏.‏
الفريق عبدالعزيز سيف الدين قائد قوات الدفاع الجوي‏,‏ في حوار شامل مع الأهرام المسائي يلقي الضوء علي كثير من المواقف والمشاهد‏,‏ ويرصد العديد من الدلائل والمؤشرات ويؤكد كثيرا من الحقائق ويكشف النقاب عن قضايا متعددة‏,‏ ويزيل كثيرا من علامات الاستفهام‏.‏
انه بلا مواربة وبوضوح شديد يؤكد أن العلم والتضحية والفداء سلاح الدفاع الجوي لحماية سماء مصر وان رجال الدفاع الجوي ابدا لن يغفلوا عن حمايتها‏,‏ وهدف التدريبات المشتركة اكتساب الخبرات والتعرف علي احدث اساليب التخطيط وادارة العمليات‏,‏ يواصل قائد الدفاع الجوي تأكيداته بان فنون الحرب والقتال التي يجيدها رجال الدفاع الجوي تحتل احد أهم التحديات المستمرة في العمل والآداء‏,‏ والقوات المسلحة تنتهج سياسة تنويع مصادر السلاح وتطوير المعدات‏,‏ ان شهادات العالم تشهد ان نجاح المصريين في حرب الاستنزاف مهد الطريق امامهم لشن حرب أكتوبر المجيدة‏,‏ وان الدفاع الجوي استطاع بجدارة تحييد القوات الجوية الاسرائيلية ومنعها من تنفيذ مهامها‏,‏ كما اثبتت قوات دفاعنا الجوي أن ما حدث في يونيو‏67‏ لن يتكرر والتاريخ ابدا لن يعيد نفسه في يوم عيد قوات الدفاع الجوي يؤكد قائدها ان‏30‏ يونيو عام‏1970‏ يوم ميلادها كان البداية الحقيقية لاسترداد الأرض والكرامة‏,‏ وتجلت روعة ادائها في حرب أكتوبر‏,‏ ثم أن مصر بها أكبر مركز للرماية في الشرق الأوسط ومؤهل لتحقيق اقصي فائدة للدول الشقيقة والصديقة‏,‏ وإلي نص الحوار‏:‏
‏**‏ نشأت قوات الدفاع الجوي في ظروف صعبة‏..‏ بعد نكسة‏67‏ نرجو إلقاء الضوء علي مراحل تطور قوات الدفاع الجوي‏.‏
‏*‏ ظهرت معدات الدفاع الجوي لأول مرة في بداية عام‏38‏ بتكوين بطارية مدفعية مضادة للطائرات‏,‏ ثم تطور عام‏39‏ لتصبح بإجمالي‏(2)‏ وحدة مدفعية م ط و بطارية أنوار كاشفة‏..‏ وكانت مهمة هذه الوحدات توفير الدفاع م ط عن مدينة القاهرة والإسكندرية في الحرب العالمية الثانية تطور استخدام المدفعية م ط بنهاية عام‏45‏ من خلال دعمها بأجهزة رادارية تستخدم لضبط النيران‏..‏ وقد ارست المدفعية قواعد استخداماتها العسكرية‏..‏ التي لا نزال نعمل بها حتي اليوم طبقا لأسس الاستخدام القتالي‏..‏ وكان لوحدات المدفعية م ط دور كبير في الاشتراك في صد العدوان الثلاثي علي مصر في عام‏56.‏ وقد بدأ الإعداد لدخول الصواريخ المضادة للطائرات بمسمي‏(‏ مشروع عامر‏)‏ في اوائل عام‏61..‏ بدأ تشكيل وتدريب وحدات الصواريخ الموجهة م ط في بداية عام‏62‏ بواسطة الخبراء الروس والأطقم المصرية من الحاصلين علي دورات تخصصية في الصواريخ الموجهة المضادة للطائرات بروسيا بدأ أول ظهور لمنظومة الدفاع الجوي بأنظمته المتعددة بنهاية عام‏63‏ لحماية سماء مصر‏..‏ عقب نكسة‏76‏ صدر القرار الجمهوري بإنشاء قوات الدفاع الجوي في فبراير‏68‏ وبدأت عملية بناء حائط الصواريخ‏,‏ إلي أن تم استكماله بسواعد رجال الدفاع الجوي وبطولاتهم وتضحياتهم في الثلاثين من يونيو عام‏70‏ حيث تمكنت خلالها من بتر الذراع الطولي للقوات الاسرائيلية‏.‏
وتمثلت روعة الأداء في تنفيذ مهامها القتالية بكفاءة واقتدار خلال تلك الفترة‏,‏ حتي تحقيق نصر أكتوبر المجيد‏.‏
طفرة هائلة للتطور
‏**‏ يشهد العالم الآن طفرة هائلة للتطور التكنولوجي في مجال التسليح‏..‏ هل تواكب قوات الدفاع الجوي عمليات التطوير في هذا المجال؟
‏*‏ يعتمد تطوير قوات الدفاع الجوي وتحديثها علي منهج علمي مدروس بعناية فائقة‏.‏ بما يحقق تنمية القدرات القتالية للقوات‏..‏ وإجراء أعمال تطوير وتحديث تتناسب مع متطلبات منظومة الدفاع الجوي المصري طبقا لعقيدة القتال المصرية‏..‏ وأود والحديث علي لسان الفريق سيف الدين ان أوضح ان قوات الدفاع الجوي تعي جيدا أن الفرد هو اساس نجاح المعركة‏.‏ وعلي ذلك فإن عملية التطوير والتحديث تسير في محاور متعددة‏..‏ تبدأ باختيار الطالب قبل التحاقه بكلية الدفاع الجوي طبقا لأسس ومعايير دقيقة‏..‏ لتقويم وتحديد العناصر التي تصلح للعمل كضابط بقوات الدفاع الجوي‏..‏ ويتم تنفيذ سياسة تعليمية راقية لإعداد وتدريب الطلبة بكلية الدفاع الجوي‏..‏ تعتمد علي استخدام طرق ووسائل تدريب حديثة‏..‏ ويستمر تدريب وتأهيل الضباط بعد التخرج بمعهد الدفاع الجوي من خلال الفرق الحتمية‏..‏ ودورة القادة ودورة اركان حرب التخصصية مع إيفاد الضباط في
بعثات خارجية للتدريب علي المعدات الحديثة‏..‏ وصقل مهاراتهم العلمية‏..‏ والتعرف علي مختلف العقائد العسكرية وفنون الحروب المختلفة‏..‏ والوصول الي درجة الاحتراف في استخدام وتطوير المعدات‏..‏ وكذلك تدريب ضباط الصف والجنود بمراكز التدريب التخصصية لقوات دجو‏..‏ ومن خلال معسكرات التدريب التي تنتهي بتنفيذ رماية بالذخائر الحية‏..‏ ويتم ذلك مع المتابعة المستمرة والدراسة الجادة لكل ما هو موجودة وينتج حديثا علي الساحة العالمية من نظم الدفاع الجوي‏..‏ والسعي لامتلاكها اذا كان متوافقا مع احتياجاتنا‏..‏
ودائما يرتبط تطوير منظومة الدفاع الجوي ارتباطا وثيقا بالتطور التكنولوجي المتلاحق في أسلحة الهجوم الجوي الحديثة والعدائيات الجوية المختلفة‏.‏
الدفاع الجوي منظومة متكاملة
‏*‏ اذا كان الدفاع الجوي عبارة عن منظومة متكاملة تشتمل علي العديد من الأنظمة المتنوعة‏..‏ فما أهم عناصر بناء المنظومة ومتطلباتها؟
‏**‏ يتكون الدفاع الجوي من منظومة متكاملة‏..‏ تقوم بتوفير الدفاع عن حدود الدولة والأهداف الحيوية داخلها والتجمعات الرئيسية للقوات المسلحة ضد العدائيات الجوية‏..‏ وتتكون هذه المنظومة من عناصر قتال رئيسية‏..‏ تشمل عناصر استطلاع وانذار عن العدو الجوي‏..‏ ونظم قتال ايجابية تشمل المقاتلات وأنظمة القيادة والسيطرة والعناصر الفنية والادارية والتأمينات المختلفة‏..‏ وتنتشر عناصر الدفاع الجوي في جميع ربوع الدولة‏..‏ في مواقع ثابتة أو بعضها متحركة‏..‏ طبقا لطبيعة الأهداف الحيوية والتجمعات المطلوب توفير الدفاع الجوي عنها‏..‏ ويتطلب تنفيذ مهام الدفاع الجوي‏..‏ اشتراك هذه الأنظمة المتنوعة في منظومة متكاملة‏..‏ يؤدي كل عنصر فيها دوره بكفاءه تامة‏.‏ ويشتمل نظام الاستطلاع والانذار علي أجهزة رادار مختلفة الأنواع‏..‏ تقوم بأعمال الاستطلاع والانذار ونظم قيادة وسيطرة‏(‏ يدوية‏/‏ آلية‏)..‏ بالاضافة الي الأنظمة المعاونة من عناصر المراقبة الجوية بالنظر والانذار المحمول جوا والاستطلاع الالكتروني‏..‏ وتتم السيطرة علي أعمال قتالها مع نظم القتال الايجابية من صواريخ مختلفة المديات والمدفعية م ط‏..‏ والصواريخ المحمولة علي الكتف والمقاتلات‏..‏
بواسطة نظام متكامل للقيادة والسيطرة من خلال مراكز قيادة وسيطرة علي مختلف المستويات‏..‏ في تعاون وثيق مع القوات الجوية والحرب الالكترونية بهدف الضغط المستمر علي العدو الجوي‏..‏ ومنعه من تحقيق مهامه وتكبيده أكبر نسبة خسائر ممكنة‏..‏ ويتحقق بناء منظومة الدفاع الجوي بتحقيق توازن لجميع عناصرها وفاعليتها‏..‏ وقدرتها علي مجابهة جميع العناصر والأنظمة الأساسية‏..‏ وتكامل رأسي بتوافر أنظمة تسليح متنوعة داخل العنصر الواحد‏.‏
صمود رجال الدفاع الجوي
‏*‏ أكتسب رجال الدفاع الجوي ثقة عالية في أنفسهم ومعداتهم أثناء حرب الاستنزاف خاصة في المراحل الأخيرة منها‏..‏ رغم ادارة العمل القتالي في ظروف صعبة وقاسية وتحت ضغط هجوم متواصل من العدو الجوي‏..‏ فما هي ابرز مشاهد صمود رجال الدفاع الجوي خلال الاستنزاف حتي اكتمال بناء حائط الصواريخ؟
‏**‏ بعد الاعلان عن بدء انشاء قوات الدفاع الجوي لتمثل القوة الرابعة في قواتنا المسلحة الباسلة‏..‏ لم يأل رجالها جهدا ولم يدخروا وسعا في سبيل اعداد أنفسهم ومرؤوسيهم وتدريبهم بأقصي طاقة‏..‏ بالتزامن مع انشاء حائط الصواريخ الحصين‏..‏ وذلك تحت ضغط هجمات العدو الجوية المتواصلة‏..‏ في أوقات متفرقة بأحدث الطائرات‏(‏ فانتوم‏,‏ سكاي هوك‏)‏ ذات الامكانيات العالية مقارنة بوسائل الدفاع المتيسرة في ذلك الوقت‏..‏ ومع ذلك وبالتدريب الواقعي في ظروف المعارك الحقيقية‏..‏ فقد تمكنت قوات الدفاع الجوي خلال الأسبوع الأول من شهر يونيو عام‏70..‏ من اسقاط طائرتين من طراز فانتوم‏,‏ سكاي هوك‏..‏ وتم أسر ثلاثة طيارين اسرائيليين‏..‏ وكانت هذه أول مرة تسقط فيها طائرة فانتوم‏..‏ وعلي اثر ذلك قدمت الولايات المتحدة الأمريكية مبادرة لوقف القتال‏..‏ أطلق عليها مبادرة‏(‏ روجرز‏)‏ علي اسم وزير خارجيتها وبقبول المبادرة في ليلة‏7-8‏ أغسطس‏1970‏ أدي الأمر الي تسكين المواقف في جبهة القناة‏..‏ ومنع تحرك المزيد من عناصر الصواريخ‏..‏ وقد اكتسبت مصر ثقة عالية برجال الدفاع الجوي في نهاية حرب الاستنزاف‏..‏ والتي كان لها الأثر في اقناع اسرائيل بفشلها في اسكات شبكة الدفاع الجوي‏..‏ ولم يصبح للسلاح الجوي الاسرائيلي حرية العمل كما كان من قبل‏..‏ وعبر الجنرال وايزمان‏(‏ وزير الدفاع فيما بعد‏)‏ عن ذلك في مذكراته‏(‏ علي أجنحة النسور‏)‏ حيث كتب يقول‏:‏ سنظل نذكر حرب الاستنزاف هي الحرب الأولي التي لم تنتصر فيها اسرائيل‏..‏ وهي حقيقة مهدت الطريق أمام المصريين لشن حرب يوم اكتوبر (‏ حرب أكتوبر‏1973).‏
أغلي التضحيات والبطولات
‏*‏ سيادة الفريق‏...‏ قامت قوات الدفاع الجوي بتقديم أغلي التضحيات والبطولات أثناء حرب الاستنزاف الأمر الذي يعد أحد مفاتيح احراز النصر في حرب أكتوبر المجيدة فماذا عن الدور البطولي لقوات الدفاع الجوي في حرب أكتوبر؟
‏**‏ خاضت قوات الدفاع الجوي معارك شرسة وغير متكافئة مع القوات الجوية الاسرائيلية خلال حرب الاستنزاف‏..‏ وكانت فنون الحرب والقتال التي يجيدها رجال الدفاع الجوي أحد التحديات المستمرة التي يتوقف عليها مصير الحرب كلها‏..‏ وقد استمرت قوات الدفاع الجوي في تأدية جميع المهام المكلفة بها قبل وأثناء وبعد حرب أكتوبر المجيدة بكل ثقة واقتدار‏..‏ وقد استطاعت قوات الدفاع الجوي معداتها وامكانياتها خلال السنوات الثلاث التي أعقبت حرب الاستنزاف‏..‏ مما مكنها من صد الهجمات الجوية المعادية في حرب أكتوبر المجيدة‏.‏ سعت‏1400‏ يوم السادس من أكتوبر قامت القوات الجوية المصرية بتنفيذ عبور‏(250)‏ طائرة مصرية لقناة السويس‏..‏ وقامت بتنفيذ مهام محددة شرق القناة‏..‏ اشتملت علي تدمير مطارات ومواقع الدفاع الجوي ومحطات الاعاقة الالكترونية ومراكز القيادة المعادية‏.‏ وفي ضوء نتائج أعمال قتال اليوم الأول‏..‏ كان من المتوقع أن يتركز الهجوم الاسرائيلي علي تدمير عناصر الدفاع الجوي في أماكن احتلالها‏..‏ تدمير الطائرات المصرية في قواعدها‏..‏ بالاضافة الي قصف القوات البرية المصرية واجهاض عملية الهجوم‏..‏ مع قصف أكثر الأهداف الحيوية للتأثير علي سير الحرب‏..‏ وقد حاولت القوات الجوية الاسرائيلية تنفيذ هذه المهام ولكنها تكبدت خسائر كبيرة بلغت‏(44)‏ طائرة‏..‏ ويتضح ذلك من تقارير القتال التي صدرت يوم‏8‏ أكتوبر التي اضطلع عليها رئيس الأركان الجنرال ديفيد اليعازر‏..(‏ وكان هذا يعني أن اسرائيل ستخسر قواتها الجوية خلال أيام‏).‏ وفي اطار تنفيذ قوات الدفاع الجوي لمهامها خلال حرب أكتوبر‏1973..‏ تعرضت لهجمات جوية يومية مستمرة‏..‏ وقد هاجمت الطائرات الاسرائيلية مواقع الرادار مرات عديدة لاحداث ثغرات في الحقل الراداري‏..‏ وبالتالي مفاجأة عناصر الدفاع الجوي الايجابية حيث تحقق الصمود في وجه العدو بتجنب حدوث ثغرات في شبكة الانذار‏.‏ وقد اختلفت التقديرات في عدد الطائرات التي خسرتها اسرائيل أثناء حرب أكتوبر‏..‏ حيث أعلنت اسرائيل أنها خسرت‏(102)‏ طائرة فقط‏..‏ وقدرت المصادر الغربية أن عدد الطائرات التي دمرها الدفاع الجوي المصري‏(180-200)‏ طائرة وأعلنت المصادر الشرقية أن اسرائيل فقدت‏(280)‏ طائرة‏.‏ والواقع أن المشكلة الحقيقية بالنسبة لاسرائيل لم تكن في فقدان الطائرات‏(‏ التي تم استعواضها‏)‏ ولكن المشكلة الحقيقية كانت هي فقدان الطيارين‏.‏ ورغم اختلاف الآراء حول الخسائر في الطائرات الاسرائيلية في الحرب‏..‏ فقد شهد العالم أن الدفاع الجوي المصري قد استطاع أن يحيد القوات الجوية الاسرائيلية ويمنعها من تنفيذ مهامها القتالية‏.‏
‏*‏ يوجد مفهوم يتردد ذكره‏(‏ معركة الأسلحة المشتركة‏)‏ هل يرتبط هذا المفهوم باشتراك عناصر الدفاع الجوي مع باقي أفرع القوات المسلحة في المعارك؟
‏**‏ ويجيب الفريق عبد العزيز سيف الدين قائلا‏:‏ لا يمكن لأي سلاح أن ينفذ مهامه بمعزل عن باقي الأسلحة الأخري‏..‏ وقد ظهر ذلك جليا أثناء حرب أكتوبر‏73‏ حيث قامت الجيوش الميدانية بتنفيذ مهامها القتالية في تعاون تام ووثيق مع القوات الجوية والبحرية والدفاع الجوي‏..‏ مما جعلنا نطلق عليها سيمفونية حرب أكتوبر‏73..‏ بما يوضح اشتراك جميع عناصر القتال في المعركة‏.‏ ولا يمكن لأي قوات سواء كانت جوية أو بحرية أو برية أن تنفذ المهام المكلفة بها دون توفير تغطية ووقاية من وسائل الدفاع الجوي‏..‏ بدءا من اكتشاف أي عدائيات جوية وإنذار القوات عنها إلي أن يتم تدمير هذه العدائيات حالة دخولها في مدي وسائل الدفاع الجوي الايجابية من الصواريخ والمدفعية‏.‏ ويتم استغلال فترة السلم في التدريب علي تنفيذ المهام العملياتية المشتركة‏..‏ من خلال اشتراك عناصر الدفاع الجوي مع باقي الأفرع الرئيسية بالقوات المسلحة‏..‏ وأجهزة القيادة العامة في الأنشطة أو الالتزامات التدريبية الرئيسية المختلفة بالقوات المسلحة‏..‏ حيث تقوم عناصر الدفاع الجوي بتوفير التأمين الحقيقي للعناصر المنفذة ضد أي عدائيات جوية مفاجئة‏..‏ ويعتبر التنفيذ العلمي للأنشطة التدريبية هو أعلي مستويات التدريب القتالي لجميع العناصر المشتركة‏..‏ بما يحقق أحد أهم وأبرز مباديء التدريب وهو الواقعية في التدريب في ظروف مشابهة للعمليات الحقيقية‏.‏
تحطيم الأسطورة
‏*‏ بعد نكسة‏67‏ كانت اسرائيل تتباهي بقواتها الجوية ووصفتها بأنها الذراع الطولي وأنها أسطورة لا تقهر‏...‏ فكيف استطاعت قوات الدفاع الجوي بتر هذه الذراع وتحطيم هذه الأسطورة؟
‏**‏ خرجت القوات المسلحة المصرية بعد هزيمة يونيو‏67‏ بالعديد من الدروس المستفادة‏..‏ أهمها سرعة بناء القوات المسلحة المصرية لاستعادة الأراضي المصرية التي تم احتلالها‏..‏ وذلك بالتخطيط والتنظيم العلمي السليم‏..‏ فكان قرار إنشاء قوات الدفاع الجوي كقوة رابعة ضمن قواتنا المسلحة تكون مسئولة عن حماية الأهداف الحيوية بالدولة وتجميعات القوات المسلحة بمناطق التمركز علي الجبهة المصرية شرق وغرب قناة السويس وفي العمق الاستراتيجي للدولة‏.‏ وبدأ أول اختبار حقيقي لقوات الدفاع الجوي حينما بدأت غارات الطيران الاسرائيلي علي جبهة القناة وبعض الأهداف الحيوية في العمق‏..‏ حيث تمكنت قوات الدفاع الجوي خلال هذه المرحلة من تكبيد القوات الاسرائيلية خسائر مستمرة في طائراته المروحية التي تقوم بالاستطلاع من الجانب الشرقي للقناة‏..‏ وتصحيح نيران مدفعية الميدان علاوة علي إسقاط مقاتلاته التي كانت تهاجم مواقع الدفاع الجوي غرب القناة‏..‏ مع تنفيذ كمائن بواسطة كتائب الصواريخ التي نجحت في إسقاط العديد من طائرات العدو‏.‏ وفي عام‏73‏ وبعبور طائراتنا لقناة السويس إلي أهدافها المحددة‏..‏ ووسط هدير آلاف المدافع علي امتداد جبهة القتال تدمر خط بارليف ونقطه الحصينة‏...‏ وبدأت معركة الدفاع الجوي أثناء العبور وأثناء إدارة أعمال القتال‏...‏ قامت قوات الدفاع الجوي بتأمين أعمال قتال المقاتلات خاصة خلال تنفيذ الضربة الجوية الأولي وهذا الأداء المتجانس والمتكامل أحدث تغييرا في المفاهيم العسكرية العالمية‏,‏ فبالرغم من تطور الطائرات المعادية فإننا تمكنا من تحطيم أسطورة القوات الجوية الاسرائيلية‏..‏ حيث أثبت رجال الدفاع الجوي أن التدريب الشاق والواقعي قبل المعركة كان أهم وأقوي أسلحتهم‏..‏ وأن نجاح قوات الدفاع الجوي في هذا اليوم أكد أن ما حدث في يونيو‏76‏ لن يتكرر وأن التاريخ لن يعيد نفسه‏.‏
تدريبات عسكرية مشتركة
‏*‏ نسمع ونشاهد اشتراك دول متعددة في تدريبات عسكرية مشتركة بما يعود بالنفع علي القوات المسلحة‏....‏ هل تشترك قوات الدفاع الجوي في مثل هذه التدريبات؟
‏**‏ تحرص قوات الدفاع الجوي دائما علي الاشتراك مع دول عربية شقيقة وأجنبية صديقة في بعض التدريبات المشتركة‏..‏ التي تعود بالنفع علي جميع القوات المشتركة فيها‏..‏ حيث يتم التعرف علي الحديث في مجال تكنولوجيا التسليح خاصة في مجال القوات الجوية‏..‏ ويمثل ذلك أهمية رئيسية للدفاع الجوي حيث يضيف خبرات في مجال التسليح والاستخدام الفني والتكتيكي للأسلحة والمعدات‏.‏ ولقوات الدفاع الجوي دور أساسي في التدريبات المشتركة‏..‏ وذلك من خلال التعامل مع الهجمات الجوية بالطائرات الحقيقية علي الأهداف الحيوية منفردة أو بالتعاون مع القوات الجوية‏..‏ ولا يقتصر دور قوات الدفاع الجوي علي الاشتراك في التدريب المشترك بل يتعدي دورها إلي القيام بتنفيذ مهام التأمين للقوات الجوية المصرية أو الصديقة المشتركة في التدريب‏..‏ بدءا من وصول الطائرات الصديقة ودخولها المجال الجوي المصري وحتي مغادرتها لمصر بعد انتهاء التدريبات المشتركة‏..‏ ويشمل هذا التدريب جميع الاجراءات التي تتخذها الوحدات الفرعية في العمليات الحقيقية مع تنفيذ الاشتباكات بالمقلدات‏..‏ علاوة علي تدريبات مشتركة ثنائية متعددة مع العديد من الدول الشقيقة أو دول حوض البحر المتوسط‏..‏ وبذلك يكون قد تم تدريب أطقم القتال في المستويات المختلفة في ظروف مشابهة نسبيا للعمليات‏..‏ مع الاستفادة من تشغيل الأجهزة والمعدات المختلفة واختبارها وقياس مستوي الأداء لمراكز القيادة علي جميع المستويات‏.‏
انتصارات لا تنسي
‏*‏ تحتفل مصر يوم‏30‏ يونية بعيد الدفاع الجوي‏..‏ وفي فبراير‏68‏ صدر قرار جمهوري بإنشاء الدفاع الجوي كقوة رابعة فماذا عن هذا اليوم تحديدا؟
‏**‏ عقب حرب يونيو‏67‏ وما أحدثته من خسائر‏..‏ وعلي ضوء قرار القيادة العامة بإعادة بناء القوات المسلحة المصرية لاستعادة الأراضي المصرية التي تم احتلالها‏...‏ صدر القرار الجمهوري رقم‏(199)‏ في فبراير عام‏68(‏ إنشاء قوات الدفاع الجوي كقوة رابعة بالقوات المسلحة‏)..‏ إلا اننا نحتفل بعيد الدفاع الجوي في الثلاثين من يونيو من كل عام‏..‏ حيث يعتبر هذا اليوم عام‏70‏ هو يوم الميلاد الحقيقي لهذه القوات يوم أن قامت قوات الدفاع الجوي ببتر الذراع الطولي للقوات الجوية الاسرائيلية التي تساقطت معها استراتيجية الردع التي طالما تغنت بها اسرائيل‏.‏ منذ ذلك التاريخ بدأت ملحمة الدفاع الجوي في خوض أشرس وأصعب معارك التحدي واثبات الذات‏...‏ ولم تتوقف هذه الملحمة يوما‏...‏ حيث تستمر مسيرة التطوير والتحديث سواء في التسليح أو التخطيط أو التدريب‏...‏ وقد تم تدريب عناصر الدفاع الجوي خلال حرب الاستنزاف علي أعمال اعادة التمركز والمناورة والاشتباك مع الأهداف المعادية تحت مختلف الظروف‏..‏ وطبقا لخطة تم اعدادها بعناية فائقة وكان من نتائجها دفع عدد من كتائب الصواريخ لتنفيذ كمائن حققت نتائج مبهرة‏..‏ ونجحت في إسقاط العديد من الطائرات المعادية إلي أن تم اتخاذ قرار دفع كتائب الصواريخ إلي الجبهة علي مرحلتين‏..‏ علي أن تكون هذه الكتائب جاهزة بالنيران يوم‏30‏ يونيو‏1970‏ وهنا بدأ أسبوع تساقط الفانتوم وكان حصاد يومه الأول إسقاط أول طائرتين فانتوم وطائرتي سكاي هوك ثم توالت الخسائر‏..‏ فقررت القيادة الاسرائيلية عدم اقتراب قواتها الجوية من قناة السويس واعتبر يوم الثلاثين من يونيو‏1970‏ هو البداية الحقيقية لاسترداد الأرض والكرامة‏..‏ واستحق أن يكون عيدا للدفاع الجوي‏..‏ وتجلت روعة الأداء في حرب أكتوبر‏73‏ حيث نجحت قوات الدفاع الجوي في صد وتدمير الطائرات المعادية ومنعها من الاقتراب لمسافة‏15‏ كم شرق القناة‏.‏
‏*‏ يعتبر العلم المصباح الذي ينير طريق تقدم الأمم كيف يتم تدعيم مجال البحث العلمي لقوات الدفاع الجوي؟
‏**‏ نحن نؤمن بأن العلم والبحث العلمي هو أساس تقدم الأمم والشعوب‏..‏ ويعتبر مركز البحوث الفنية والتطوير بقوات الدفاع الجوي هو الجهة المنوط بها التحديث والتطوير وإجراء التعديلات التي تناسب الاستخدام العملياتي لمعدات الدفاع الجوي‏..‏ بالاستفادة من خبرات الضباط المهندسين المؤهلين بالدرجات العلمية العليا‏(‏ الدكتوراة‏/‏ الماجستير‏)/‏ الفنيين‏/‏ وأطقم القتال المستخدمة للأجهزة والمعدات‏..‏ من خلال مراحل متكاملة بالاستفادة من التطور العلمي والتكنولوجي العالمي في تعاون وثيق مع مراكز البحوث الفنية المماثلة علي مستوي القوات المسلحة‏.‏ وقد انتهجت قوات الدفاع الجوي نهجا علميا للتطوير من خلال التركيز علي مجال البحث العلمي‏..‏ يضاهي بل يتفوق علي منظومات
الدفاع الجوي الحديثة في العديد من الدول المتقدمة‏..‏
‏*‏ تحرص القوات المسلحة علي التعاون العسكري مع الدول الصديقة سواء عربية أو أجنبية في مجال التدريب أو التسليح ما هي آفاق التعاون في مجال الدفاع الجوي؟
‏**‏ انتهجت قواتنا المسلحة سياسة تنويع مصادر السلاح وتطوير المعدات والأسلحة بالاستفادة من أطر التعاون مع الدول المختلفة تحرص قوات الدفاع الجوي علي التواصل مع التكنولوجيا الحديثة واستخداماتها في المجال العسكري‏..‏ من خلال تطوير وتحديث ما لدينا من أسلحة ومعدات‏..‏ بالاضافة الي الحصول علي أفضل الأسلحة في الترسانة العالمية‏..‏ حتي نحقق الهدف الذي ننشده وفي هذا الاطار يتم تنظيم التعاون العسكري في مجالين أساسيين‏:‏ المجال الأول‏:‏ التعاون في تطوير وتحديث الأسلحة والمعدات بما يحقق تنمية القدرات والامكانيات القتالية للقوات واجراء أعمال التطوير والتحديث الذي تتطلبه منظومة الدفاع الجوي المصري‏..‏ وطبقا لعقيدة القتال المصرية بالاضافة الي أعمال العمرات واطالة أعمال المعدات الموجودة بالخدمة حاليا في خطة محددة ومستمرة المجال الثاني‏:‏ التعاون مع الدول الشقيقة والصديقة في تنفيذ التدريبات المشتركة لاكتساب الخبرات والتعرف علي أحدث أساليب التخطيط وادارة العمليات في هذه الدول وتسعي قوات الدفاع الجوي دائما لزيادة محاور التعاون في كل المجالات سواء في مجال التدريب أو التطوير أو التحديث ويتم التحرك علي هذه المحاور طبقا لتخطيط يتم اعداده مسبقا‏..‏ وبما يؤدي الي استمرار أعمال التطوير لقوات الدفاع الجوي سواء علي مستوي المعدات أو أسلوب الاستخدام‏.‏
تدريبات متطورة
‏*‏ ماذا عن الدور الذي ساهم به مركز الرماية للقوات في رفع المستوي التدريبي لقوات الدفاع الجوي؟
‏**‏ تعتبر الرماية الحقيقية من أرقي مراحل التدريب القتالي لأنها تعطي نتائج دقيقة وثقة في الأسلحة والأجهزة والمعدات‏..‏ ولذلك تم تطوير مركز الرماية لقوات الدفاع الجوي ليكون مركزا حضاريا مجهزا بمنشآت مزودة بأحدث الانظمة والكاميرات السريعة التي تمكنها من تقويم وتحليل نتائج الرماية بصورة أكثر دقة‏..‏ وفيه يتم تدريب حقيقي علي الرماية علي طائرات هدفية ذات مواصفات مختلفة من خلال تنفيذ معسكرات التدريب المركز للوحدات الفرعية‏..‏ ويتم تطبيق مبدأ الواقعية من خلال معسكرات تدريب مركز يتم أثناءها تنفيذ تدريب عملي علي جميع الاجراءات التي تضمن تنفيذ رماية ناجحة وتم تصميمه بما يسمح بقيام كل انواع الصواريخ والمدفعية المضادة للطائرات بتنفيذ الرمايات الحقيقية بهدف رفع كفاءة أطقم القتال في الموضوعات التخصصية‏..‏ والوصول الي درجة الاحتراف في تنفيذ المهام أخذا بمبدأ التدرج في التدريب‏..‏ من مستوي الطاقم حتي مستوي الكتيبة التي تعتبر العنصر الأساسي في انتاج النيران‏..‏ وقد وفر هذا المركز الكثير من النفقات اللازمة لتشغيل المعدات وتكرار عمليات الرمي‏..‏ وهو يعتبر أكبر مركز رماية في الشرق الأوسط مما يؤهله لتحقيق اقصي فائدة مرجوة للدول الشقيقة والصديقة‏.‏


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.