عاشت مصر في مثل هذا اليوم قبل37 عاما الليلة الأخيرة لفترة ثقيلة ومريرة استمرت ست سنوات في أعقاب العدوان الغادر عام.1967 المصريون في تلك الفترة كانوا يتعرضون لحملات شرسة وضاربة تستهدف تحقيق ماعجزت عنه الحرب, وان تبث فيهم روح اليأس والاستسلام, وشهدت الساحة ظاهرة إطلاق الفتاوي من المقاهي والنوادي وهي ترسم صورة قاتمة لم تجد آذانا صاغية من الشعب الذي كان يثق في بطولة رجال قواتنا المسلحة البواسل.. كانت الأوضاع في الخامس من أكتوبر عام1973 بالغة القسوة من كل النواحي, وكانت أرض سيناء تئن تحت الاحتلال الإسرائيلي فيما توقفت تماما عجلة التنمية لأن الأولوية المطلقة تمثلت في تحرير كامل التراب المصري أولا وقبل كل شئ.. ولم تكن الجماهير تدرك انها تبعد ساعات قليلة عن الحدث المدوي الذي يطوي والي الأبد تلك الصفحة السوداء التي لن تتكرر في تاريخ مصر. وقع زلزال السادس من أكتوبر علي وقع الضربات القاصمة والموجعة من قواتنا المسلحة البطلة ضد الجيش الذي زعموا بالباطل أنه لايقهر فإذا بحصونه تتهاوي تحت أقدام جنودنا. الذين قدموا للعالم دروسا في الشجاعة النادرة التي تتفوق علي أحدث الأسلحة والمعدات.. خير أجناد الأرض دمروا في ساعات خط بارليف الذي قالوا عنه: إن القنبلة النووي وحدها هي القادرة علي اختراقه وةتحطيمه, فإذا به يتحول الي الي مقبرة للغزاة..ولاتلتقط مصر انفاسها ولاتنام قريرة العين الا بعد استرجاع آخر شبر من أراضيها التي كان يمكن ان تظل الي اليوم تحت الاحتلال لولا شجاعة وبسالة ابطالنا في القوات المسلحة الذين أدوا الواجب المقدس علي أكمل وجه..وستظل البطولات التي شهدتها ميادين القتال. وستظل دماء الشهداء الأبرار, علامات مضيئة تحدد معالم الطريق الي المستقبل الذي تستحقه, وستحققه بنفس روح الانتصار في أكتوبر علي الرغم من المشككين الذين فشلوا في تحقيق أهدافهم قبل الحرب, وسيكون الفشل حليفهم دائما, لأن مصر تعرف طريقها جيدا. muradezzelarab@hotmailcom