أكد خبراء ان نتائج الانتخابات البرلمانية العراقية كشفت عن أنه لاتوجد كتلة عراقية واحدة يمكنها الانفراد باللعبة السياسية والبلاد كما ان الحكومة العراقية المقبلة سوف يستغرق تشكيلها شهورا طويلة. وسوف تشهد مساومات ومناورات بين الائتلافات العراقية ودعوا إلي ضرورة تكثيف الوجود العربي في العراق سياسيا واقتصاديا وأمنيا وعدم ترك الساحة للولايات المتحدة وإيران لتنفيذ مخططيهما في بغداد محذرين من خطورة ابتعاد العراق عربيا علي الأمن القومي العربي. جاء ذلك خلال ندوة مستقبل العراق في ظل نتائج الانتخابات البرلمانية التي عقدت أمس في المركز القومي لدراسات الشرق الأوسط. الدكتور علي الدين هلال أمين الاعلام بالحزب الوطني والاستاذ بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية أكد من جانبه أن التيارات الدينية المتعصبة تراجعت في هذه الانتخابات كما سبق أن تراجعت في انتخابات المجالس المحلية السابقة. وأشار إلي أن هذه الانتخابات تتسم بعدم وجود أغلبية واضحة لطرف محدد بينما صوت العراقيون لصالح المواطنة. وأضاف د. هلال أنه طالما أصبح هناك حديث عن حكومة ائتلافية سوف تصبح هناك مساومة لتغليب طرف علي الآخر وفقا للعبة المصالح والتحالفات بين الائتلافات العراقية. وحذر من سعي ايران إلي إيجاد مناخ من عدم الاستقرار في العراق يجعل حكمها أمرا صعبا حيث تسعي لأن تصبح وريثا للنفوذ الأمريكي في بغداد. وحول النتائج الأولية للانتخابات العراقية وأبعادها قال د. محمد مجاهد الزيات نائب رئيس المركز القومي لدراسات الشرق الأوسط أنها تعكس نوعا من التطور السياسي مقارنة بعام2005 إلي جانب المناخ الأمني الذي اختلف عن الانتخابات السابقة حيث أصبح هناك احتكام لصناديق الاقتراع بدلا من العنف المسلح مشيرا إلي أن تنظيم القاعدة غاب تماما عن هذه الانتخابات إلي جانب غياب جيش المهدي أيضا عنها. وأضاف أن ائتلاف2010 يضم تيارات هشة حيث يضم الائتلاف الوطني العراقي التيار الصدري وائتلاف دولة القانون الذي يرأسه نوري المالكي يضم حزب الدعوة.وعن دور مصر في دعم العراق قال د. الزيات أنه منذ عام2004 قامت بتدريب كوادر وزارة الصحة العراقية في جميع المستشفيات كما ان مصر لها وجود كبير لتحسين أداء شركات البترول وتدريب الكوادر العراقية الوطنيةكما عقدت مصر3 مؤتمرات ضخمة لرجال الأعمال العراقيين. وأشار إلي أننا نحتاج في المرحلة المقبلة إلي وجود مصري علي المستوي السياسي كي نستطيع التأثير علي المستوي الاقليمي إلي جانب البعد الثقافي ومنح دراسات بالجامعات المصرية والأزهر الشريف بدلا من توجه الطلاب العراقيين إلي طهران. يكون لدي حضور عند الشيعة. وأشار إلي ان العراق مرشحة لاحتواء نحو3 ملايين عامل مصري. وحول مستقبل العراق في ظل نتائج الانتخابات الاخيرة قال د. محمد السعيد ادريس رئيس وحدة الدراسات العربية والاقليمية بمركز الدراسات السياسية والاستراتيجية بالأهرام ان الاسابيع القليلة المقبلة ستكون حرجة بالنسبة للعراق حيث ان هذه الانتخابات تؤسس للانسحاب الأمريكي من العراق واعادة ترتيب البيت العراقي من الداخل كما ستشهد اعادة ترتيب توازن المصالح بين الولاياتالمتحدة وإيران داخل العراق.