ما بين خطة طرحها المجلس الأمريكي الإسرائيلي, المعروف باسم إيباك و7 منظمات أخري للدراسات الاستراتيجية لممارسة ضغوط علي الإدارة الأمريكية. لتقديم عرض علي السلطات المصرية, بشراء مساحة كبيرة من أراضي سيناء, مقابل100 مليار دولار, لاستكمال الأراضي اللازمة لبناء الدولة الفلسطينية. وحالة من الغليان انتابت الأوساط العسكرية الإسرائيلية علي خلفية عملية إيلات التي أسفرت عن مقتل8 من أكفأ الجنود والقناصة الإسرائيليين, دفع الخبير العسكري الإسرائيلي رون بن يشاي الي المطالبة بإدخال تعديلات جذرية علي منظومة حماية وتأمين الحدود الإسرائيلية. وأكد أن أعضاء المؤسسة العسكرية الإسرائيلية تأكدوا تماما, أن استراتيجية حماية إسرائيل من العمليات الإرهابية علي الحدود المصرية قد انتهت تماما, حيث اعتمدت هذه الاستراتيجية علي افتراض أن الحدود المصرية الإسرائيلية هي حدود سلام, وأن مسئولية حمايتها تقع علي عاتق الطرفين المصري والإسرائيلي. وكتب تسيفي برنيل في صحيفة هاآرتس مقالا بعنوان المعضلة المصرية, أكد فيه أن إسرائيل تعلم جيدا أن هناك حوارا جديدا الآن بين المجلس العسكري المصري والثوار ينصت فيه فقط المجلس الأعلي, ويبدي مرونة وسخاء شديدين تجاه حركات الاحتجاج, ومن الواضح أنه سيحافظ علي هذا التصرف مستقبلا, وعندما يتعين علي الجيش المصري أو الحكومة المصرية أن يقررا اذا كانت مصلحتهما القومية توجد في السلام مع إسرائيل أم في السلام مع الجمهور, فإن الرد سيكون مختلفا. هذه الأخبار والأنباء وغيرها مما تتناوله الصحف هذه الأيام, انهمرت عقب استشهاد ضباط وجنود مصريين علي الحدود في سيناء, ولاحظ كثير من الخبراء أن الأنباء السابقة نقلت عن مصادر وأسماء إسرائيلية واكبها ارتفاع الأصوات الداخلية, المطالبة بتعديل اتفاقية كامب ديفيد وطرد السفير وانتفاء جدواها طالما لم تؤمن جنودنا البواسل الساهرين علي حماية الحدود. بينما يري جانب آخر أن هذه الاتفاقية حولت سيناء الي مستعمرة لتجارة السلاح والمخدرات والاتجار في البشر, وتكوين مجموعات خارجة عن القانون, بما يهدد أمن الوطن باستمرار. اللواء محمود خلف الخبير الاسترتيجي قال إنه لا صحة علي الاطلاق لما أوردته الصحف المصرية نقلا عن مصادر إسرائيلية, عن تقديم عرض لشراء أراض في سيناء, أو المطالبة بإدخال تعديلات جذرية علي منظومة حماية الإسرائيليين من حدود سيناء, كما أن محاولات الوقيعة بين المجلس العسكري وفئات الشعب المصري من خلال كتاب الأعمدة بالصحف الإسرائيلية, لعبة مكشوفة ومسترة منذ اندلاع أحداث ثورة يناير, ولا أحد يزايد علي مواقف المجلس الأعلي فهي واضحة للجميع, فاختلاف الأحداث والتزوير وبث الشائعات منهج معروف لإسرائيل لصنع محيطا من حولهاه يعيش وسط نظرية المؤامرة لتلهيه عن مصالحه القومية. وأضاف أن إسرائيل تعيش حالة من الخوف الشديد بدأت منذ بداية ثورة يناير وزادت الفترة الأخيرة بعد أن عاشوا في نوع من الاطمئنان قرابة30 عاما, فما تصدره لنا اليوم وتبثه وسائل إعلامها لتنقل لنا وكأنه أمر حتمي تم الاستقرار عليه وعلي الشعوب العربية التعامل مع الأمر علي أنه نهائي, بالرغم من أنهم لا يستقرون علي شئ إطلاقا والتاريخ خير شاهد, ولذلك يجب أن نكون أكثر حرصا وأعمق تدقيقا في التعامل مع هذه التسريبات, فكلها اجتهادات فردية وغير واردة في الأمر الواقع ولابد أ لا نقبل نفسيا بنظرية المؤامرة. وأشار خلف الي أن محاولات بعض الخارجين عن القانون القيام بعمليات أو فرض سيطرته أو الاستقواء بأسلحة تمت سرقتها وما شابه من هذه العمليات, يرجع الي أن الملف الأمني العام مازال في حالة سيولة. فالدولة لم يقم لها كيان قوي رادع حتي الآن, ولم تقم بالتعامل بجدية مع أولويات مهمة يجب عدم التباطؤ فيها, ويجب منح الثقة للسلطة الموجودة أولا حتي يتسني لها القيام بمهامها فنحن مازلنا كدول في مرحلة النقاهة. وأوضح ان من يفكر في عمل شئ مخالف ضد بلده موجود والقائمة طويلة وليس في سيناء فقط, ولكن أؤكد لهؤلاء أنهم لن يستطيعوا تحقيق مكاسب علي الاطلاق وكل أعمالهم زائفة وزائلة. وعند تركيز الدولة واعطاء الحكومة الفرصة لإثبات ذاتها تستطيع ردع كل هؤلاء والتصدي لهم. أضاف اللواء خلف أنه فيما يتعلق باتفاقية كامب ديفيد, فإننا نحترم بنودها ويجب علي إسرائيل أن تحترمها ولا تخل بها, ولابد أن تطالب مصر بتعديل البنود الخصة بالمنطقة ج تحديدا, لانها تحتاج الي زيادة عدد الجنود فيها نظرا الي طبيعة المنطقة التي تغيرت بسبب الأحداث المتوالية, فالقضية كانت في السابق تهريب البشر الي إسرائيل, أما الآن أصبحت قضية إرهاب. وأكد أن من حق مصر تعديل هذه البنود الخاصة, وفي حالة رفض إسرائيل أو اعتراضها, يجب أن تلجأ مصر الي الأممالمتحدة ويجب الاصرار علي وجود القوات المسلحة في هذه المنطقة, لأنه أصبح جليا للجميع, أن الأماكن التي تسيطر عليها القوات المسلحة لايوجد بها انفلات أمني وتمت السيطرة عليا بسهولة, علي عكس الأماكن التي تسيطر عليها الشرطة في سيناء, فالمنطقة وعرة جدا, وتحتاج لدعم من الجيش. ودعا الي ضرورة تعديل الاتفاقية وليس لإلغائها لأننا مستفيدون منها, لأن وجودها يحقق أعلي درجات التأمين بتكاليف زهيدة, وفي حالة الإلغاء للاتفاقية, إذ يجب وجود300 ألف جندي في سيناء لتأمينها, ما يهدد بانهيار السياحة في شرم الشيخ وتحولها الي ثكنات عسكرية كما كانت قبل1956, ويجب أن نعلم أن إسرائيل تعيش في حالة رعب من رد الفعل المصري بسبب اصرار تقديم الاعتذار, فالمطلوب الآن أن ننظر للأمام ولا ننظر في المرآة الخلفية حتي لا نقع في مطبات وما يهمنا أننا دولة قوية ولدينا جيش قوي رادع.