بعيدا عن زحام القاهرة تجد الحي السويسري بمدينة نصر وهو أكثر الأحياء هدوءا محاطا بالأشجار من كل الجوانب ويتميز بأن أغلب العقارات به لا يتجاوز ارتفاعها ستة أدوار وحوالي50% من المنطقة مبان والنصف الأخر أشجار وهو أهم ما يميز المنطقة ولكن مع الغياب الأمني تعرضت المنطقة للفوضي حيث قام أحد الاشخاص باستغلال إحدي المساحات بين المباني وقام بتعليق لافتة له ميكانيكي سيارات وقام بإغلاق المنطقة تماما حيث بدأ يتوافد أصحاب السيارات علي المنطقة وهو ما ينذر بتحول المنطقة من حي راق إلي حي عشوائي عنوانه الفوضي والعشوائية وفرض سياسة الأمر الواقع علي الأهالي. كشف الأهالي بالمنطقة عن استيائهم من الفوضي التي بدأت تدب بالحي بعد أن كان أحد الأحياء التي تتميز بالهدوء فيقول ممدوح صالح صاحب أحد المحال بالمنطقة أنه سبق أن قام أحد الأشخاص واسغلال المساحات بين المباني وقمنا بالابلاغ عنه ولكن بمجرد أن تم اغلاقه يعاود أشخاص أخرون استغلال المنطقة لصالحهم وهو ما يؤثر علي عملهم نتيجة وجود السيارات بكثرة أمام المحل كما أنه قام بإحضار أدواته في عرض الشارع دون مراعاة لأصحاب المحال أو مرور المارة. ويضيف أن المنطقة من أهم مميزاتها أن أغلب الأنشطة التجارية خدمية وتمتاز بالهدوء لكن مع الغياب الأمني بدأت تنتشر مثل هذه المخالفات بالمنطقة مما جعلها تفتقد إلي أهم مزاياها وهو ما ينذر بتحول المنطقة إلي منطقة عشوائية مع انتشار وجود هذه الأنشطة بالمنطقة وممارسة البلطجة بوضع أهالي المنطقة أمام الأمر الواقع. ويقول خالد سليم صاحب سوبر ماركت بالمنطقة أن المنطقة بدأت الفوضي والعشوائية تدب بها بعد الثورة ومع حالة الانفلات الأمني أصبحت المنطقة تفقد هدوءها وهو ما جعل عددا من سكان المنطقة يتقدمون ببلاغات ولكن لا حياة لمن تنادي. وأوضح محمد صلاح سمسار بالمنطقة أن هناك قلة في عدد الوافدين علي المنطقة بعد الثورة حيث كان أغلب سكان الحي من الصينيين لما يمتاز به الحي من الهدوء ولأنهم يميلون للانعزال ولكن مع انتشار أنشطة مزعجة جعل المنطقة تفقد مميزاتها وهو ما يجعلها تفقد زبونها خاصة مع أصوات ورش الحدادة لا تجعلهم ينعمون بالراحة كما كان موضحا أنه رغم تعدد البلاغات ضدهم يتم اغلاقها ويعاد مزاولة النشاط مرة أخري برغم عدم حصولهم علي تراخيص. ويضيف أن اشغالات المحال تحتل نصف الشارع وهو ما يؤدي إلي اصابة المنطقة بالشلل التام هذا بخلاف المشاجرات التي تحدث بين أصحاب وكالات الحديد والأخشاب علي الزبائن الذين يأتون إلي المنطقة. ويقول هادي محمد أحد سكان المنطقة أنه استأجر شقة سكنية بالحي منذ سنتين وكان ينعم بالهدوء التام ولكن فجأة تحولت الحياة إلي جحيم بالحي بعد ممارسة هذه الأنشطة ولم تذق عيناه طعم النوم من وقتها كما بات الدخول والخروج من الشارع أشبه بالمستحيل في ظل تكدس السيارات أمام الورشة ناهيك عن المخلفات والمشاجرات التي تحدث بين أصحاب الورش بالشارع والألفاظ البذيئة التي تصم آذاننا والكارثة الاكبر أن الورشة تعمل من التاسعة صباحا حتي الواحدة بعد منتصف الليل والويل لمن يعترض أو يجرؤ علي الشكوي ورغم ذلك فقد تقدمت بعشرات الشكاوي وفي كل مرة يأتون ويرجعون كما أتوا ويكتفون بكتابة محضر لا يقدم ولا يؤخر. ويري أن هدف هذه الورش هو تعكير صفو حياة القاطنين دون مراعاة لأي ظروف انسانية ضاربا عرض الحائط براحة السكان وأن أي انسان من حقه أن ينام نوما هادئا بعيدا عن أي ضوضاء ليستعد لمواجهة عمل اليوم التالي بهمة ونشاط. ويقول علاء صدقي أحد السكان انه حاول مرارا وتكرارا اقناع القائمين علي الورشة بالتوقف عن العمل خاصة في الأوقات التي يحتاج فيها إلي الراحة إلا انه لا حياة لمن تنادي مؤكدا ضرورة نقل هذه الورش إلي خارج الاحياء السكنية رحمة بالسكان من ازعاجها وحماية لهم من عواقب وخيمة علي الصحة العامة حيث انه مهما تم اتخاذ الاحتياطات الوقائية للسيطرة علي اضرار هذه الورش لن تكون كافية مادامت موجودة بالقرب من المساكن مطالبا بضرورة إلغاء أي ترخيص لهذه الورش الملاصقة للمساكن وإزالة الأنشطة المخالفة وتوقيع غرامات علي مرتكبيها حتي لا يعاودوا ممارسة النشاط مرة أخري. وفي النهاية فما يتعرض له الحي السويسري جزء من الفوضي وسياسة الأمر الواقع التي يمارسها أصحاب المهن الحرة لفرض نشاطهم بالقوة دون مراعاة للأهالي أو أي احترام لخصوصية الأحياء.