منذ زمن طويل ونحن نزور مرضانا رغبة في تخفيف آلامهم, ومشاركتهم فيها, والاطمئنان عليهم, والأمر سواء, فمرضي المستشفيات الخاصة مثلهم مثل مرضي مستشفيات التأمين الصحي, أو المستشفيات الحكومية يحتاجون لكلمات المواساة والمشاركة من الأهل والأقارب, لكن يبدو أن مستشفيات التأمين الصحي أكثر تميزا, أو بالأحري زوارها هم المتميزون لأنهم يدفعون رسوما مقابل دخول المستشفي لزيارة مرضاهم, علي عكس زوار المستشفيات الخاصة التي يدخلها الزائر دون إذن سابق متمثل في تذكرة الدخول, والأمر أصبح أكثر تعقيدا منذ تمت زيادة قيمة الرسوم المطلوبة أو تذكرة الزيارة حيث وصلت إلي4 جنيهات للتذكرة الواحدة برغم أنها تذكرة لزيارة مريض التأمين الصحي الذي يحمل الكثير من الأعباء ولا يحتاج إلي المزيد! من مستشفي صيدناوي برمسيس تعالت أصوات المعترضين علي سعر التذكرة, وكانت تساؤلاتهم تدور حول الهدف من وجود تذكرة لدخول زوار المرضي, ومطلوب دفعها للدخول إلي مستشفي التأمين الصحي أو مستشفي الغلابة كما وصفه البعض, مرضي وزائرون جمعت بينهم المعاناة والمرض القاسي, واشتركوا أيضا في الخوف من الحديث أو الشكاوي أو ذكر اسمه, وحتي التقاط الصور, وكان السبب لدي معظمهم الخوف من طردهم وذويهم من المستشفي لأنهم في النهاية يتلقون علاجهم فيه حتي لو كانوا معترضين علي أي شيء في المستشفي, أو حتي لمجرد الشكوي من تذكرة زيارة. علي باب المستشفي دار الحديث مع زوج إحدي السيدات التي تم حجزها بالمستشفي لإجراء عملية جراحية بساقها التي أصيبت بكسر مضاعف, ويرفض وجود مثل هذه التذكرة لزيارة زوجته, حيث يدفع يوميا4 جنيهات لزيارتها, أو12 جنيها إذا جاء هو وأولاده لزيارة الأم, ويتساءل عن السبب في دفع رسوم للاطمئنان علي زوجته يوميا, خاصة أنها داخل مستشفي تأمين صحي, ويري ضرورة إلغاء هذه التذكرة, أو علي أقل تقدير تقليل قيمتها, لأن هذا المبلغ كبير مقارنة بظروف الموجودين داخل مستشفي تأمين صحي, كما أن معظم المرضي يقضون فترات طويلة داخل المستشفي, خاصة من يجري منهم عمليات جراحية صعبة فيظل زوارهم يدفعون يوميا للدخول للاطمئنان علي مريضهم, وإلا يسيبوه لوحده. وتحدثت هدي حنفي, التي ذهبت لزيارة شقيقتها حيث تم حجزها5 أيام, وكانت تدفع يوميا4 جنيهات لزيارتها, باستثناء أيام المرافقة والمبيت حيث تدفع12 جنيها لتذكرة المبيت, وبدأت السيدة تحسب حسبة طويلة انتهت إلي نتيجة أنها دفعت أكثر من50 جنيها, وقالت: هذا المبلغ دفعه شخص واحد, فكم يدفع مئات الزوار يوميا لزيارة أقاربهم وذويهم, سواء كانت زيارة أو لمرافقة المرضي؟. وتري أن الظروف المادية لمعظم المواطنين بالمستشفي, سواء من المرضي أو الزوار سيئة للغاية, ولا يمكن استغلالهم في أصعب ظروفهم, لأنها أشبه بضريبة أو جباية مفروضة قهرا علي الناس الغلابة. وتقول همت التي كانت تستعد لمغادرة المستشفي إنها دخلت المستشفي بعد إصابتها بكسر مضاعف في القدم, وتم إجراء عملية تركيب مسامير قضت بعدها4 أيام لم تشعر خلالها بالاهتمام الكافي, والدليل علي ذلك عندما شعرت بألم شديد في أسفل ظهرها لم تجد من تسأله عن سبب الألم لدرجة أنها انتظرت طويلا حتي جاء أحد أقاربها ليزورها الذي بحث عن طبيب ليسأله عن سبب الألم, لتعود وتتحدث عن سعر تذكرة الزيارة الذي شعرت معه بالإحراج الشديد من كل زوارها لأنه مبلغ لا يناسب إمكانات معظمهم, خاصة من قام بزيارتها يوميا. ويؤكد ابن إحدي المريضات أنه رأي الإهمال يسيطر علي كل شيء, فالمسألة علي حد وصفه أخطر من مجرد رسوم أو تذكرة يتم دفعها مقابل الزيارة, أو لمرافقة المرضي, لكنه كان يشاهد التدخين عيني عينك, والأصوات العالية والمشاجرات التي تملأ المكان, بغض النظر عن راحة المرضي, بالإضافة إلي انتشار القطط بصورة غير طبيعية, كما أن أماكن الانتظار قليلة, أما عن مبلغ التذكرة فلم ير فيه مشكلة أمام كل ذلك, لكنه يقدر شكوي البعض من سعر التذكرة لأن مستشفيات التأمين الصحي تذهب اليها الفئات المحدودة, بل المعدومة الدخل, وبالتالي هذا المبلغ يمثل أزمة كبيرة بالنسبة لهم. ويقول حسام محمود إنه جاء لزيارة أحد أصدقائه, واكتشف أن سعر تذكرة الزيارة زاد علي السعر الذي اعتاده منذ فترة طويلة حيث كان يدفع جنيهين, وهي زيادة غير مبررة, وما كان ينبغي زيادتها في ظل ظروف المرضي القاسية, سواء الصحية أو المادية, لأن كل ذنبهم أن المرض والفقر اجتمعا عليهم. وتحدثت سيدة مسنة بعد عناء حيث كانت تخشي من الحديث ظنا منها أنه سيتم طردها من المستشفي إذا تحدثت عنها حيث قالت: جوزي علي المعاس وبياخذ280 جنيها في الشهر, وسعر التذكرة غالي علينا أوي.