مستشفي العباسية.. صراع من أجل البقاء تخطيط جديد لأرض المعارض دون تحديد موقع المستشفي يزيد الشكوك مخطط نقل المستشفي بدأ منذ 16 عاماً ورفض العاملين يحول دون التنفيذ تحقيق:رحاب أسامة الانباء التي تتواتر من آن لآخر بشأن إمكانية نقل مستشفي العباسية للأمراض النفسية من مقره الحالي الي احدي المدن الجديدة أثار الكثير من الزوابع لاسيما وان فكرة نقل هذا المستشفي من مقره الحالي قديمة وتتجدد كل فترة. سر غضب خبراء الطب النفسي لايقتصر فقط علي نقل اكبر وأهم مستشفي للامراض النفسية من مقره الآهل بالسكان الي الصحراء وهو امر يزيد من صعوبة علاج المرضي ولكن الغضب يمتد الي كون تلك الخطوة التي لاتزال امنيات لدي الحكومة لاستثمار موقعه في عدد من المشاريع تأتي في اطار برنامج يعد له بصورة سرية لخصخصة مستشفيات الصحة النفسية الحكومية وهو الامر الذي يزيد من حجم معاناة وآلام المرضي وأهلهم.. مستشفي العباسية تحديدا تاريخ طويل من الصراع من اجل البقاء في مقره الراهن حيث بدأ مخطط نقل المستشفي عام 1994 عندما اعلنت وزارة الصحة آنذاك رغبتها في بيع مقر المستشفي الي احد المستثمرين ولكن تصدي العاملون لهذا وتمسكوا ببقاء المستشفي في موقعه ولكن ذلك لم يمنع تعدي الحكومة عليه بل تم استقطاع ارض حديقة العروبة كما استقطعت شركة المقاولون العرب جزءاً آخر من ارض المستشفي ولم يكن مستشفي العباسية وحده الهدف الثمين أمام المستثمرين والحكومة بل هناك ايضا مستشفي الخانكة للامراض النفسية الذي يقع علي مساحة 269 فداناً كل ذلك يزيد من الشكوك ويؤكد المعلومات التي يتم تداولها سرا بأن الحكومة عازمة علي التخلص من مستشفيات الصحة النفسية الحكومية بحلول عام 2020. جريمة طبية ويعقب علي ذلك الدكتور احمد عكاشة رئيس الجمعية المصرية للطب النفسي بأن هدم ونقل مستشفيات الصحة النفسية الي الصحراء عمل غير حضاري في حق المرضي النفسيين لاحتياجهم للعلاج المجتمعي فضلا عن مساهمة زيارات الاهل للمرضي في سرعة الاستجابة للعلاج لذا لايجب نقل هذه المستشفيات خارج نطاق المباني السكنية وما يحدث الان بوضع تخطيط جديد بأرض المعارض دون تحديد موقع مستشفي العباسية يحرم الفقير من توفير علاج له علي الرغم من ان مستشفيات الصحة النفسية الحكومية تدر دخلا بالملايين علي وزارة الصحة خاصة وان اللائحة التنفيذية لقانون الصحة النفسية الجديد تفرض علي المريض النفسي دفع 100 جنيه يوميا نظير حجز سرير لافتا إلي أن التفكير في نقل مستشفي العباسية بدأ منذ 16 عاما ولكن تراجعت وزارة الصحة لمعارضة الاطباء والتمريض والمرضي في ذلك الوقت. استهداف قال الدكتور مصطفي فهمي امين صندوق الجمعية المصرية للطب النفسي إن هناك مخططا يستهدف مستشفيات الصحة النفسية الحكومية بدأ منذ عام 2006 حيث كان عدد الاسرة بمستشفي العباسية 1950 سريراً تخدم 1700 مريض وباقي الاسرة كانت للطوارئ ولكن في عام 2010 وصل عدد المرضي الي 1239 مريضاً اي ان 500 مريض اصبحوا في الشارع اي ان نسبة الاشغال تراجعت من 101% الي 74% كما ان القانون الجديد للصحة النفسية يعطي الحق للمريض ان يعود لبيته بناء علي طلبه وهناك مرضي مقيمون بالمستشفي منذ 20 عاما ولم يعد لهم اهل لذا فمصير هؤلاء المرضي بعد خروجهم من مستشفيات الصحة النفسية هو الشارع والضياع وطبقا لاحصائيات الامانة العامة للصحة النفسية فإن عدد الأسرة بالمستشفيات الحكومية كان 7 آلاف سرير ولكنهم انخفضوا إلي 6 آلاف سرير تخدم 20% فقط من المرضي وذلك لعجز الصحة عن الانفاق عليهم وتريد الوزارة خفضها الي 4500 سرير وتقليل عدد الاسرة يؤدي الي ضم الاقسام علي بعضها وتقليل امكانيات المستشفيات ليسهل بعد ذلك غلقها بدلا من تدعيمها بالامكانيات والدواء. واضاف فهمي: استهداف مستشفيات الصحة النفسية الحكومية واضح خاصة مع ما يتردد حاليا عبر هدم مستشفي العباسية ونقله الي مدينة بدر واقامة مشروعات استثمارية بدلا منه وتبلغ مساحة المستشفي 68 فدانا وتريد وزارة الصحة نقله بحجة انه مشيد منذ 117 عاما لكن ذلك غير صحيح لانه تم تطوير المستشفي في عام 2001 وافتتحته السيدة سوزان مبارك فهو يحوي علي 50 مبني منها اربعة مباني جديدة والباقي تم تجديدها بتكلفة بلغت 200 مليون جنيه كما ان المستشفي يضم عدة وحدات كل وحدة منها تعتبر مستشفي قائماً بذاته وتضم الوحدة 17 قسما لذلك يتواجد بهذا المستشفي خدمات لعلاج الادمان وامراض الشيخوخة والطب النفسي الشرعي بالاضافة لعياداته الخارجية عامة، اطفال، مراهقون، ادمان وشيخوخة. ومع نقل مستشفي العباسية لمدينة بدر لن يتواجد بمحافظة القاهرة اي مستشفيات للصحة النفسية بإستثناء مستشفي المطار ويحتوي علي 90 سريراً فقط، كما ان مستشفي العباسية يوجد به مدرستان للتمريض المتخصص وتدريب اطباء الزمالة وطلاب كليات الآداب والخدمة الاجتماعية كما يقع مستشفي العباسية بجوار الامانة العامة للصحة النفسية والمجلس القومي للصحة النفسية والجمعية المصرية للصحة النفسية. الاستيلاء التدريجي مدير المركز المصري للتنمية وحقوق الانسان: أن الحكومة استولت علي حديقة العروبة والتي تبلغ مساحته 7 افدنة في عهد الدكتور عبدالرحيم شحاتة محافظ القاهرة السابق - رغم ان هذه الحديقة ملك للمستشفي بموجب القرار الجمهوري الصادر عام 1977. كما استولي المهندس عثمان احمد عثمان علي 10 أفدنة اخري من ارض المستشفي الخلفية واقام عليها مساكن وباعها ولذلك لايوجد حل الا اللجوء للقضاء الاداري لاسترداد ممتلكات المستشفي قبل ان تدخل في خطة الحكومة القائمة علي التخلص من ملكيتها لكل المستشفيات الحكومية بحلول عام 2020 القادم. ومثلما تتردد الشائعات عن نقل مستشفي العباسية ترددت اقاويل عن نقل مستشفي الخانكة وذلك في عام 2009 من مكانه الحالي الي مدينة بدر هو الآخر. وتري سعاد طه مشرفة التمريض بمستشفي العباسية: أن نقل مستشفيات الصحة النفسية الي مناطق نائية يضر بالمرضي لانه إذا يمكن من الحصول علي العلاج اذ اصيب بمرض عضوي الي جانب مرضه النفسي لانه لاتوجد مستشفيات عامة في مدينة مثل بدر واي مستشفي قريب لمدينة بدر المسافة بينه لن تقل عن 80 كيلو متراً، كما ان كثيراً من المرضي النفسيين يحضرون للمستشفي وحدهم غير حاملين لاي اوراق تثبت هويتهم ولكن يعرفهم التمريض لانهم كانوا يعالجون بالمستشفي النفسي ولذا يدخلون مجانا لان المريض وقتها لايملك حق تذكرة دخول المستشفي فلو تم نقل المستشفيات من مكانه سيبقي المرضي بالشوارع وكثير من المتسولين يتم القبض عليهم وكانوا مرضي نفسيين ولكن تحسنت حالاتهم وعادوا إلي ذويهم ولكن لعدم متابعتهم للعلاج تدهورت حالاتهم ثانية لذا يعودون للمستشفي مرة أخري. زوجة مريض نفسي - وقد بدأت كلامها بعبارة .يارب مايهدوها. إنها تحضر زوجها لمستشفي العباسية للعلاج كل شهر وتدفع جنيها في تذكرة العلاج وهي تقيم بمنطقة الزاوية الحمراء وتعاني حاليا في المواصلات عندما يصاحبها زوجها للمستشفي لاجراء الفحص الطبي عليه والحصول علي العلاج وبالتالي تتضاعف هذه المعاناة ان تم نقل مستشفيات الصحة النفسية الي مدينة بدر، كما انها عاملة بشركة سيما وراتبها بسيط فلن تقدر علي تحمل عبء المواصلات والعلاج في نفس الوقت. جباية علي المرضي ويري الدكتور محمد المهدي استاذ الطب النفسي بكلية الطب جامعة الازهر: انه يوجد بمصر اتجاه عند المجتمع بإبعاد المريض النفسي لمناطق نائية وتلك نظرة تحاربها منظمة الصحة العالمية فنقل المرضي النفسيين لمستشفيات تبعد عن مقر سكنهم ب70 كيلو متراً يزيد معاناة المرضي النفسيين كما يدفع العاملين بتلك المستشفيات من اطباء وتمريض واداريين لترك العمل بها وتعاني المستشفيات النفسية اساسا في مصر من انخفاض اعداد العاملين بها حيث يصل عدد الاطباء النفسيين إلي 850 طبيباً نفسياً بمصر كلها. واضاف الدكتور مهدي قائلا: ان قانون الصحة النفسية استهدف التخلص من المرضي لوجود مواد باللائحة التنفيذية للقانون تنص علي دفع 100 جنيه عند دخول المستشفي النفسي الحكومي أو الخاص و30 جنيها للحصول علي تقرير عن حالة المريض عند خروجه وتذهب لتحويل صندوق الصحة النفسية ولذلك فهي جباية علي المرضي النفسيين الذين يعانون من غياب الرعاية النفسية فطبقا لاحصائيات منظمة الصحة العالمية 80% من المرضي النفسيين لايجدون علاجاً في مصر. رغبات المستثمرين وشدد الدكتور حمدي السيد نقيب الاطباء علي ان النقابة ترفض فكرة نقل المستشفيات النفسية لاماكن غير الموجودة بها حاليا ولايجوز خضوع مستشفيات الصحة النفسية لرغبات المستثمرين واذا تم اتخاذ اي قرار بنقل مستشفيات الصحة النفسية من اماكنها الحالية سترفع النقابة دعاوي قضائية لوقف عمليات النقل لهذه المستشفيات هذا بالاضافة للجوء لمنظمات حقوق الانسان. مستشفيات جديدة من ناحية أخري صرح الدكتور ناصر لوزة رئيس الامانة العامة للصحة النفسية بأن الدولة تحتاج لمستشفيات جديدة لعلاج المرضي النفسيين وسيتم اقتطاع جزء من ارض مستشفي العباسية لبناء مستشفيات نفسية جديدة بمحافظات القاهرة والجيزة.