اعتاد الصديقان المسجلان خطر التقابل باستمرار بإحدى »الغرز« التى يتخذان منها وكرا لتعاطى المواد المخدرة التى أدمنا تناولها بشارع الإشراف الشعبى بحى السيدة نفيسة حيث كانت سيرتهما السيئة وأفعالهما الملتوية تسبقهما فى كل مكان يتوجهان اليه غير مبالين بتلطيخ سمعة أسرتيهما وعجز ذويهما عن إعادتهما الى طريق الصواب. كان الشابان لا يفترقان يلتقيان باستمرار فى الأوقات المتأخرة من الليل للسهر فى بؤرتهما عندما يقع تحت أيديهما المخدرات للهروب من معيشتهما المريرة وبدء رحلة نسيان واقعهما الصعب إلا أنه مع زوال تأثير السموم من جسديهما يعودان الى واقعهما الذى لا مفر منه. ومع مرور الأيام والشهور وبطبيعة الحال بين الشقيين تنشب العديد من المشاحنات والمشادات بسبب قلة المال وعجزهما عن توفير كيفهما الذى اعتادا تعاطيه وفى إحدى المرات اشتدت حمية الخلافات بينهما فكان الشيطان له كلمته العليا وسيطر على احدهما وتمكن منه فلم يستطع التحكم فى غضبه الشديد واضمر فى نفسه نية الانتقام من صديقه وتأديبه فاتفق معه على التقابل بسكن أحد أصدقائهما لتعاطى المشروبات الروحية وبعد أن التقى الثلاثة داخل الشقة أشهر الشاب السلاح الأبيض فى وجه صديقه وقام بطعنه بجرح غائر فى جبهته فسالت الدماء من رأسه وجرى لا يدرى إلى أين يتجه بعد تلك الضربة المباغتة إلى أن استقر به المقام بأحد المصانع المهجورة ليلقى حتفه متأثرا بإصابته. البداية كانت بتلقى مدير الإدارة العامة لمباحث القاهرة إخطارا من مدير إدارة المباحث الجنائية يفيد بورود بلاغ الى رئيس مباحث قسم شرطة الخليفة بالعثور على جثة عاطل 34 سنة له معلومات جنائية مقيم بدائرة القسم داخل مصنع قماش مهجور بشارع الأشراف السيدة سكينة بدائرة القسم وبها إصابة بجرح رضى بالجبهة. تم تشكيل فريق بحث اشرف عليه نائبا مدير المباحث ترأسه رئيس مباحث قطاع الجنوب ومفتش مباحث الفرقة ضم ضباط مباحث قسم شرطة الخليفة بقيادة رئيس المباحث لكشف غموض الواقعة وتحديد مرتكبيها. وبتكثيف التحريات تبين أن وراء ارتكاب الواقعة عامل 19سنة له معلومات جنائية ومسجل شقى خطر 35سنة ومقيمان بدائرة القسم. عقب تقنين الإجراءات واستصدار إذن من النيابة وبإعداد الأكمنة الثابتة والمتحركة فى الأماكن التى يتردد عليها المتهمان تمكن ضباط مباحث القسم من ضبطهما. وباقتيادهما إلى ديوان القسم ومواجهتهما اعترفا بارتكاب الجريمة واقر الأول بوجود خلافات مع المجنى عليه فاستعان بالثانى واستدرجاه لمسكن الأخير بدائرة القسم بزعم احتساء المشروبات الكحولية وتعدى عليه بسنجة فأحدث إصابته وفر هارباً وعقب ذلك توجه المجنى عليه للمصنع المهجور والذى اعتاد المبيت به إلا أنه توفى متأثراً بإصابته وأرشد المتهم عن الأداة المستخدمة فى الجريمة. تم تحرير محضر للمتهمين وبإخطار مساعد أول الوزير لأمن القاهرة أمر بإحالتهما إلى النيابة التى تولت التحقيق.