أثار الارتفاع الجنوني لأسعار الأسمدة غضب المزارعين الذين استنكروا ما أسموه الزيادات غير المبررة خاصة في ظل انخفاض أسعار معظم المحاصيل الزراعية بصورة ملحوظة عن العام الماضي. وأكد المزارعون ارتفاع سعر طن النترات خلال20 يوما فقط بمعدل300 جنيه فيما ارتفع طن اليوريا170 جنيها, بالإضافة إلي زيادة80 جنيها في طن الفوسفات, مشيرين إلي أن التعاونيات تحصل علي عمولة من الفلاحين تحت بند خدمات قيمتها2 جنيه في حين تقوم نقابة الزراعيين بتحصيل240 قرشا. وقال إسماعيل برهام, مزارع من مركز المنزلة بمحافظة الدقهلية, إن التجار يستغلون ارتفاع أسعار الأسمدة, ويقومون بتعطيش السوق والامتناع عن البيع بمجرد استشعار أي زيادة مرتقبة ويحتكرون الأسمدة حتي إذا نفدت جميع الكميات الموجودة بالتعاونيات يخرجون الكميات المخزنة ويتلاعبون بأسعارها كيفما شاءوا, حسب قوله. وأضاف أن المزارع الكبري التي تتبع المسئولين وأقاربهم تحصل علي الأسمدة المدعمة وما يتبقي بعد ذلك لا يكفي المزارعين الصغار. وقال: الحكومة أسقطت المزارع من حساباتها رغم المؤتمرات والتصريحات التي تنادي بإعفائه من ديون البنوك وتحسين أوضاعه. وقال حمدينو السيد إن المزارع أصبح معدما بعد أن حاصرته ديون بنك التنمية والائتمان الزراعي وتجار الأسمدة الذين يستغلون عدم وجود سيولة لدي المزارعين ويبيعون لديهم بطريقة التحصيل الموسمي والبيع بالأجل وهو ما يدفعهم, علي حد قوله إلي رفع سعر الشيكارة من85 إلي120 جنيها في نهاية الموسم. من جانبه, نفي الدكتور شريف الجبلي رئيس غرفة الصناعات الكيمياوية باتحاد الصناعات علمه بوجود زيادة في أسعار الاسمدة, مؤكدا أنه إذا كانت هناك زيادة فعلية فالمسئول عنها وزير الزراعة, علي حد قوله. ومن جانبه, أكد السيد أمين أباظة وزير الزراعة واستصلاح الأراضي أن ارتفاع أسعار الأسمدة يتماشي مع السعر العالمي, خاصة النترات لأننا نستورد كميات كبيرة من النترات, مشيرا إلي أن الدولة قامت بالتدخل في الفترة الماضية وطرحت كميات كبيرة من الأسمدة لمنع الاحتكار. وأكد أن الوزارة لن تسمح بحدوث أزمة في الأسمدة وأنها ستتدخل فورا في حالة حدوث عجز من الأسمدة في السوق, موضحا أن سعر الأسمدة في مصر الآن مازال أقل من السعر العالمي نافيا قيام أحد بالاستيلاء علي السماد المدعوم, ومؤكدا أن هناك كميات كبيرة منه متوافرة في الجمعيات التعاونية وبنك التنمية والائتمان الزراعي.