من هو الشهيد البطل عبد المنعم رياض, الذي أصبح استشهاده أيقونة ورمزا للتضحية والفداء, وأصبح يوم استشهاده في9 مارس عيدا لشهداء مصر الأبرار, وشاهدا حيا لتظل حياته العسكرية كلها بطولات تروي بالدم, وقصص فداء حقيقي لحماة الوطن علي مر التاريخ, ليكون رحيله صفحة من نور, والحافز جيال جديدة من جيش مصر العظيم, تتنافس لتحصل علي أغلي وسام, تنتظر الشهادة وتتمناها دون رهبة أو خوف دافعها الإيمان, ورايتها العقيدة, وأن حماية الوطن عهد ووعد علي خير جند ارض لشعب مصر العظيم. وتظل قصة استشهاد الفريق عبد المنعم رياض, رئيس أركان حرب, من أشهر القادة العسكريين لجيش مصر العظيم, ويعتبر رمزا شامخا لجيل من القادة العسكريين المصريين, تمت صناعتهم وسط أتون المعركة بيننا وبين العدو, فهو من الذين آمنوا بأن القادة يصنعون, وهو القائل عن إيمان: بأننا إذا حاربنا حرب جنرالات المكاتب في القاهرة فالهزيمة محققة, مكان الجنرالات الصحيح وسط جنودهم, وأقرب إلي المقدمة منه إلي المؤخرة, لذلك كان استشهاده خاتما لمسيرة معتقداته, حيث استشهد في أقرب نقطة في خط المواجهة بيننا وبين العدو في الإسماعيلية, ولم يكن الفريق عبدالمنعم قائدا عسكريا شجاعا فقط, إنما كان مؤمنا بدور العلم في الصراع والمواجهة. الشهيد عبد المنعم رياض, بالإضافة إلي علمه العسكري وخبراته العسكرية وسط المعارك, كان أيضا مثقفا رفيعا يقرأ في الفكر الاستراتيجي, ويشاهد المسرح, ويستمتع بالباليه, لذلك ليس غريبا أن تخرج منه استشرافات مهمة لا تتأتي إلا من خبير ذي وزن, وهو القائل بعد النكسة: لن نستطيع أن نحفظ شرف هذا البلد بغير معركة, عندما أقول شرف البلد, فلا أعني التجريد هنا, وإنما أعني شرف كل فرد, شرف كل رجل وكل امرأة, وهو القائل: القادة العسكريون يصنعون.. يصنعهم العلم والتجربة والفرصة والثقة, وهو القائل أيضا قبل انتصار أكتوبر: سوف نعبر بأولادنا.. أولاد بناة مصر الحقيقيين من عمال وفلاحين وسوف يتم تحرير سيناء. استشهد الفريق أول عبد المنعم رياض في الخمسين من عمره, وإذا بحثنا في حياته, لوجدناه إنسانا عاش بسيطا في حياته.. عظيما في استشهاده, علما في خلوده, بعد أن ضرب المثل الأعلي في الترفع عن الصغائر, والبعد عن المظاهر, والشجاعة والتفاني والإخلاص, وغيره من الصور الجميلة, حيث كان شديد الاعتزاز بنفسه لا يقبل الإهانة من أحد مهما علا مركزه, وفي الوقت ذاته جم التواضع, سريع الألفة مع الناس مهما قلت مراتبهم, متفانيا في عمله وواجبه, يحترم قادته ويحنو علي أبنائه في العمل ولم يجد غضاضة في أن يشاركهم حياتهم علي الجبهة, ويري الجميع تواضعه وبساطته, في حياته الخاصة, ونلمح رغباته الشخصية المتواضعة, فقد كانت من أهم أمنياته الحصول علي قطعة أرض صغيرة يزرعها بنفسه بعد إحالته للتقاعد, أما في شأن حياته العسكرية, فقد تدرج في مختلف المناصب بالقوات المسلحة, وحصل علي العديد من الدراسات العسكرية والدورات والتدريبات الخاصة, وكعادة العظماء كان التفوق حليفا له, وشارك في العديد من الحروب بداية من الحرب العالمية الثانية ضد الألمان والإيطاليين ما بين عامي41 و,42 ثم مشاركته في حرب فلسطين عام1948, ثم في حرب1956 والعدوان الثلاثي علي مصر, وحرب يونيو1967, وينهي حياته بالاشتراك في حرب الاستنزاف واسترداد الكرامة, وفي عهده تحققت انتصارات عسكرية كبيرة في المعارك التي خاضتها القوات المسلحة خلال حرب الاستنزاف, مثل معركة رأس العش, التي منعت فيها قوة صغيرة من المشاة المصرية سيطرة القوات الإسرائيلية علي مدينة بور فؤاد, وأخيرا لا نغفل دوره في تدمير المدمرة الإسرائيلية إيلات, وإسقاط العديد من الطائرات الحربية الإسرائيلية خلال عامي67 و.1968