تحتفل مصر كل عام بعيد الشهيد يوم 9 مارس، والذى تم تحديده فى ذكرى إستشهاد أسطورة الجيش المصرى الفريق "عبد المنعم رياض"، ويحل عيد الشهيد هذا العام على مصر لتضم بين ترابها شهداء جدد يكملون المسيرة، سواء من أفراد الجيش أو الشرطة أو المدنيين الذين إغتالتهم يد الغدر. "الأسطورة التى أذهلت العدو" فى الوقت الذى عاشت فيه مصر أصعب فترات تاريخها وقت النكسة عام 1967 م، يخرج من وسط الظلام قائد مصرى ليربك حسابات العدو ويضرب أسمى آيات البطولة، والذى لم يخل بوعده لوطنه وأهله حينما قال بعد هزيمة 1967: "لن نستطيع أن نحفظ شرف هذا البلد بغير معركة، عندما أقول شرف البلد، فلا أعني التجريد هنا، وإنما أعني شرف كل فرد، شرف كل رجل وكل امرأة". وبالفعل خاض الفريق عبد المنعم رياض حرب الإستنزاف والتى كانت من أشرس الحروب أكثرها قسوه على كاهله ،والتى أعترف بها الضباط الإسرائليين ، حيث حقق الفريق إنتصارات عسكرية في المعارك التي خاضتها القوات المسلحة المصرية خلال حرب الإستنزاف مثل معركة رأس العش التي منعت فيها قوة صغيرة من المشاة سيطرة القوات الإسرائيلية على مدينة بور فؤاد المصرية الواقعة على قناة السويس وذلك في آخر يونيو 1967، وتدمير المدمرة الإسرائيلية إيلات في 21 أكتوبر 1967 وإسقاط بعض الطائرات الحربية الإسرائيلية خلال عامي 1967 و 1968 وتدمير 60% من تحصينات خط برليف الذي تحول من خط دفاعي إلى مجرد إنذار مبكر. " شهيد قائد من قلب المعركة " من أشهر العبارات التى توضح قناعات الفريق عبد المنعم رياض هى :"إذا حاربنا حرب جنرالات المكاتب في القاهرة، فالهزيمة محققة، مكان الجنرالات الصحيح وسط جنودهم، وأقرب إلي المقدمة منه إلي المؤخرة". وبالفعل استشهد في أقرب نقطة في خط المواجهة بيننا وبين العدو في الإسماعيلية، بعد أن شارك فى العديد من الحروب بداية من الحرب العالمية الثانية ضد الألمان والإيطاليين مابين عامىِ 41و 42 ثم مشاركته فى حرب فلسطين عام 1948، ثم فى حرب 1956 والعدوان الثلاثى على مصر، وحرب يونيو 1967، وينهى حياته بالإشتراك فى حرب الإستنزاف ،حيث كان قائداً لمركز القيادة المتقدمة فى عمان أثناء حرب 67، وله مساهمات بارزة فى إعادة البناء العسكرى للقوات المسلحة بعد النكسة، حيث كان أحد الأعمدة الرئيسية التى اعتمد عليها الرئيس جمال عبد الناصر فى إعادة بناء وتنظيم القوات المسلحة، وفى عمليات الإستنزاف. " قصة علم " عاش الفريق عبد المنعم رياض مؤمناً بأن بدور العلم في الصراع والمواجهة وتأثيرة القوى على الجنود أثناء المعركة ,قائلاَ " القادة العسكريون يصنعون.. يصنعهم العلم والتجربة والفرصة والثقة"، "سوف نعبر بأولادنا.. أولاد بناة مصر الحقيقيين من عمال وفلاحين وسوف يتم تحرير سيناء"، وتحقيقاَ لهذه العبارة وضع الفريق الخطة "200" الحربية التي كانت الأصل في الخطة "جرانيت"، والتي طُورت بعد ذلك لتصبح خطة العمليات في حرب أكتوبر تحت مسمى "بدر". "أقواله المأثورة " تأتى جميع الأقوال التى خلدها التاريخ لتروى قصة قائد عاش رجلاَ واستشهد فى سبيل من آمن به، ولتؤكد مدى شجاعة هذا الرجل الذى لم يرمى بجنوده إلى التهلكة، قائلاَ " أنا لست أقل من أي جندي يدافع عن الجبهة ولابد أن أكون بينهم في كل لحظة من لحظات البطولة". كذلك " لا تجعل جنودك حتى فى أحلك الظروف واللحظات يرون عليك علامات القلق والارتباك" " لا تسرع فى قراراتك وحينما تقرر لا تتراجع أو تتردد".