رصد خبراء الاقتصاد العديد من الفوائد التي عادت علي مصر والدول العربية من خلال انعقاد القمة العربية الأوروبية التي عقدت في شرم الشيخ وانتهت منذ أيام, مؤكدين أن أول هذه الفوائد, الرسالة التي ترسلها القمة للعالم بأهمية مدينة شرم الشيخ كمدينة سياحية بالإضافة إلي الترويج لقناة السويس كمنطقة لوجيستية مهمة, يضاف لهذا العمل محاربة الهجرة الشرعية, وهو ما يهم الدول الأوروبية التي تسعي إلي تنمية الدول العربية والشرق أوسطية للقضاء علي الهجرة غير الشرعية التي تعتبرها عبئا كبيرا. يري الدكتور فرج عبدلله خبير الاقتصاد والأوراق المالية أن أوجه الاستفادة العربية والمصرية من القمة كثيرة وقال إنها عكست أهمية الوجود المصري علي الساحة الاقليمية والدولية بعد غياب لسنوات عدة, وهو ما يؤكده حرص الجانب العربي عامة والجانب السعودي خاصة علي الحضور والمشاركة الفعالة, بالاضافة إلي حرص الجانب الأوروبي علي المشاركة في هذه القمة, لما يعنيه من أهمية الدور المصري في حلحلة القضايا العالقة التي تؤثر بالطبع علي المنطقة العربية بشكل خاص وبالتالي علي الدول الأوروبية بوجه عام وانعكس ذلك في استضافة بروكسيل القمة المرتقبة في.2022 وأضاف عبدلله, رغم تناول القمة للملفات السياسية بشكل كبير إلا أن الجانب الاقتصادي بات يلعب دورا محوريا في العلاقات العربية الأوروبية, إذ يعد الاتحاد الأوروبي أحد أكبر الاسواق المستهلكة للنفط والغاز الطبيعي في العالم لما تمتلكه من امكانات الانتاج الكبيرة والوفير, وعلي الجانب الآخر يري الاتحاد الأوروبي في الدول العربية السوق الاستهلاكية الكبيرة لمنتجاته الصناعية, لاسيما صناعة السيارات والآلات والمعدات الكهربية والميكانيكية, ولكونه بوابة الدخول للأسواق الإفريقية, خاصة مع تولي مصر رئاسة الاتحاد الإفريقي هذا العام. وأضاف أن الصادرات المصرية للاتحاد الأوروبي تبلغ نحو4.4 مليار دولار( أرقام تقديرية حتي ديسمبر2018) مقارنة بنحو9.74 مليار دولار في عام2017, من إجمالي صادرات العالم البالغة نحو26 مليار في2017, وبالنسبة لواردات مصر من الاتحاد الأوروبي, فقد بلغت الأرقام التقديرية حتي ديسمبر2018 نحو9.478 مليار دولار, مقارنة بنحو21.03 مليار دولار في عام2017, من إجمالي واردات تقدر بنحو66 مليار دولار, وهو الأمر الذي يعكس الأهمية النسبية التي تمثلها مصر للاتحاد الأوروبي, وكذلك ما يمثله الاتحاد الأوروبي لمصر والدول العربية من أنه أحد مصادر التمويل الدولي للمشروعات التنموية, وما يقدمه الاتحاد من تسهيلات في تحركات رءوس الأموال تجاه الدول العربية, خاصة في السنوات المقبلة, وما سوف تشهده الدول العربية من إعمار بعد حرب دامت لسنوات طوال. وتطرق عبدلله إلي حجم الاستثمارات الأوروبية في الوطن العربي وقال أنها بلغت نحو240 مليار دولار منها123 مليار دولار منها103 مليارات يورو في دول الخليج العربي حتي عام2016 ونحو15.7 مليار دولار كاستثمارات اوروبية في مصر وتحتل إنجلترا المرتبة الأولي في حجم استثماراتها في مصر بواقع5.3 مليار دولار وأيضا بين دول الاتحاد الأوروبي والدول العربية. وأشار إلي أن البنك الاوروبي للتعمير يلعب دورا رئيسيا في تمويل المشروعات والاستثمارات في البلدان العربية, حيث استحوذت مصر علي نحو92 مشروعا باستثمارات بلغت نحو4754 مليون يورو, تليها المغرب بإجمالي50 مشروعا باستثمارات بلغت نحو1759 مليون يورو, وبالنسبة للاستثمارات غير المباشرة فقد بلغت نحو1012 مليون يورو. وأضاف أنه من المتوقع جراء هذه القمة ان ترتفع التدفقات الرأسمالية للدول العربية عامة وإلي مصر بشكل خاص في ظل تبني مصر سياسات ضد الفكر المتطرف والإرهاب, وقيامها بالعديد من الإجراءات التنفيذية التي تحد من تدفق الهجرة غير الشرعية إلي أوروبا. يري الدكتور علي الإدريسي, الخبير الاقتصادي, أن القمة ناقشت مستقبل التعاون العربي الأوروبي في مجالات السياسة والاقتصاد والتحديات الحالية, وكانت من المجالات المطروحة للنقاش بالقمة هي: الاستثمار والطاقة والبنية التحتية والسياحة والتجارة والعقارات والنقل اللوجيستي, وأكد الإدريسي أن القمة تعتبر فرصة رائعة لعرض فرص الاستثمار في مصر و الترويج للنجاحات علي مستوي المؤشرات الاقتصادية الكلية والإصلاح الاقتصادي في مصر, بجانب الاستقرار السياسي والأمني الذي تحسن بشكل ملحوظ, مقارنة بفترات ماضية والسعي لتحقيق رؤية مصر.2030 وأضاف الإدريسي قائلا: إن التعاون العربي الأوروبي في الملف الاقتصادي يساعد الدول العربية وعلي رأسها مصر في جذب استثمارات أجنبية مباشرة في عديد من القطاعات, خاصة قطاع الصناعة, في ظل اتجاه مصر للوصول بقطاع الصناعة بنسبة20% من معدلات النمو الاقتصادي في مصر, واستهداف تعظيم الإنتاج من صناعات كالسيارات والأدوية والصناعات التكنولوجية والاتصالات, وهو ما يتطلب الحصول علي الخبرات لدي الاتحاد الأوروبي. من جانبه, قال الدكتور تامر ممتاز, الخبير الاقتصادي, إن أساس هذه القمة هو التقارب بين الدول العربية والشرق أوسطية والأوروبية, مؤكدا أن أهم أولويات الدول الأوروبية حاليا هو تنمية الدول العربية والشرق أوسطية لمحاربة وتقليل الهجرة غير الشرعية التي تعانيها. وتطرق ممتاز إلي السياحة, وقال مصر تستفيد من عمل المؤتمرات في شرم الشيخ سياحيا, فانعقاد مؤتمر القمة العربية الأوروبية والمؤتمرات الدولية بشكل عام في هذه المدينة يبعث برسالة للعالم مفادها أنها مدينة سياحية كبيرة, ومن هنا يأتي الترويج للسياحة من خلال نشر أخبارحول أنها مدينة أمنة تقام فيها كل المؤتمرات الدولية. وقال ممتاز: إن أبرز فوائد القمة الترويج لمنطقة قناة السويس التي تعد منطقة لوجيستية تفتح بابها أمام التجارة العالمية.