أوشكت السدة الشتوية بأسيوط علي الانتهاء مخيبة آمال كثير من الصيادين الذين ينتظرونها من العام للعام للحصول علي مصدر دخل يعينهم علي سداد ديونهم خصوصا أن هذا الموسم شهد ضعفا شديدا في كميات الأسماك الموجودة. كما أنها كانت تمثل قديما فرصة طيبة للمستهلك البسيط في الحصول علي وجبات من الأسماك البلدية بسعر معقول. وتمثل السدة الشتوية هاجسا ل الفلاحين الذين يشمرون عن سواعدهم لزراعة الأرض وريها رية المحاياة قبل السدة الشتوية كما أنها صارت أخيرا فرصة طيبة من قبل الأجهزة الرقابية لضبط أي مخالفات وانتهاكات بشأن النيل وتتحول الأمور لمعاناة للقري التي تعتمد علي المعديات في تنقلها.. الأهرام المسائي.. رصدت آمال أبناء المحافظة في الموسم الجديد للسدة الشتوية, فكانت السطور التالية. البحث عن ربح في البداية التقينا هاني أحمد حسن83 سنة أب لخمسة أبناء4 بنات وولد أكبرهم في الصف الأول الإعدادي وهو واحد من عشرات الصيادين الفقراء الذين ينتظرون السدة الشتوية كل عام كفرصة للبحث عن ربح معقول يعينهم علي سداد ديونهم المتراكمة مستغلين نزول منسوب المياه حيث يتحرك بقاربه الصغير وبصحبته أطفاله ليجوب المنطقة المحددة له سلفا وفق نظام عرفي وضعه الصيادون لأنفسهم من عشرات السنين بتقسيم الترع الرئيسية ونهر النيل كمناطق للصيد في حين تنتظره زوجته وأبوه علي الشاطئ بجوار الخيمة التي قاموا بنصبها علي ضفاف الإبراهيمية ليقوموا بإشعال بعض الأخشاب للتدفئة وإعداد الشاي في مشهد متكرر كل عام من الخامس من يناير وحتي الخامس عشر من الشهر نفسه لتعود المياه كما كانت من جديد. يقول هاني أبدأ عملي قبل أذان الفجر بنحو ساعة واقفا علي قاربي وأبدأ في رمي الشباك وبصحبتي ابني الأكبر01 سنوات كمعين لي وحتي يتشرب الصنعة التي ورثناها أبا عن جد ورغم برودة الجو الشديدة ننزل إلي المياه وعقب خروجي أبدأ في التحرك وأشعر كأن الدماء قد تجمدت في عروقي ولكن ما باليد حيلة فتلك فرصة وموسم ننتظره كل عام علي أحر من الجمر خصوصا أن الخير الأسماك قل كثيرا هذه الأيام ولا أدي ما هي أسبابه, وفي الأيام العادية قد أبقي من طلوع الشمس حتي غروبها ولا أصطاد إلا القليل فأعود به لعشاء أطفالي. عشق المهنة وعلي ضفة الإبراهيمية وبجوار الخيمة يجلس والده أحمد حسن57 سنة لمساعدة ابنه بقدر المستطاع رغم أعراض الشيخوخة وما صحبها من ضعف سمعه وبصره قائلا: الظروف صعبة قوي ولابد من الخروج بحثا عن لقمة العيش لأتمكن من تدبير احتياجاتي من الدواء والعلاج والقعدة في البيت تجيب المرض وأنا في المهنة منذ أن كنت طفلا.. ونعشق مهنتنا سألته لماذا لا يذهبون للصيد بنهر النيل لعلهم يجدون رزقا أوفر فقال: النيل البحر الكبير له مجموعة من الصيادين ولا نستطيع أن نذهب هناك لأنه مقسم فيما بينهم وللعلم فالحال من بعضه لأن السمك قل علي الكل ويوميا تحدث خصومات علي الصيد. لافتا إلي أن الجميع يأملون ويبحثون عن أي رعاية لهم من أي نوع مؤكدا أن العمل في مهنته يوم فيه وعشرة مفيش. سدية الأربعينية ويشاركهما الرأي كمال الصياد قائلا: سدية الأربعينية معروفة لنا جميعا وكانت موسما مهما لنتمكن فيه من صيد أكبر كمية من الأسماك نظرا لانخفاض المياه كما كنا نقوم بعمل حواجز بسيطة داخل الترع للصيد اليدوي وهو أمر لا يحدث إلا في هذا التوقيت من السنة كما أنها كانت فرصة طيبة لشراء الأسماك من قبل المواطنين نظرا لتراجع أسعاره وهذا لا يزال موجودا لكن في الأرياف يعني مكنش فيه بيت فقير إلا لازم يأكل سمك في هذه الأيام.حمدي سيد عامل ري قال: في هذه الأيام الكل بيرزق مضيفا.. ننتظر هذه الأيام من كل عام لانخفاض المياه بالترع وتجمع الأسماك في الأماكن المنخفضة حيث تتجمع الأسماك في بيارة ماكينة الري التي أعمل عليها ونقوم بتفريغ ما تبقي بها من مياه ثم نقوم بصيد الأسماك منها لإعداد وجبة سمك شهية ورغم أننا نتناول الأسماك علي مدي العام لكن تبقي وجبة السدة الشتوية هي الأهم والأشهر لدينا. المعديات المائية وقال شعيب محمد- موظف- إن السدة الشتوية تمثل مشكلة كبيرة تتجدد كل عام نظرا لانخفاض المياه في الترع الرئيسية ومراكز شمال أسيوط مما يعوق معه حركة المعديات المائية بل وتوقفها تماما وهي مشكلة كبيرة لأن البديل يكون استخدام الفطاط واللانشات الخاصة وهي مرهقة ماديا للمواطنين كما أن هناك معاناة شديدة في الحصول علي المياه ونعاني من انقطاعها المستمر أيام السدة الشتوية. كامل ناصر عامل أكد أن السدة الشتوية كانت مرتبطة كذلك بموسم عمل بيارات الصرف الصحي المنزلية والتي كان يتم استغلال انخفاض منسوب المياه الجوفية لحفرها وبالتالي كانت فرصة مناسبة لتوفير فرص عمل لقطاع كبير من العاملين في هذا المجال وإن كان ذلك بدأ يتراجع مع التوسع في توصيل الصرف الصحي للمدن والقري. المخالفات البيئية زهران زيدان نائب رئيس مركز الفتح بأسيوط قال إن السدة الشتوية تكون فرصة كبيرة لكشف وضبط المخالفات البيئية المتعلقة بقيام المواطنين بتوصيل بيارات الصرف الصحي الخاصة بهم علي الترع أو نهر النيل وهي من الصعب كشفها في الظروف العادية لارتفاع منسوب المياه كما حدث العام الماضي عندما تم الكشف عن كارثة بيئية بصرف عدد من العمارات السكنية علي إحدي الترع المنتهية بنهر النيل ومن ثم فهي فرصة يجب استغلالها وكذلك لضبط الكافتيريات التي تصرف علي ترعة الإبراهيمية وعمل المحاضر لها. تطهير الترع المهندس أبوالعيون عرفات مفتش بالري قال إن السدة الشتوية هي أحد أهم الإجراءات التي تتخذها وزارة الري في هذا التوقيت من كل عام كفرصة تمكنها من تطهير الترع والمصارف مستفيدة من انخفاض منسوب المياه وكانت تمتد لنحو04 يوما ولذلك فهي معروفة لدي العوام باسم سدية الأربعينية لكن الآن انخفضت المدة لنحو51 يوما ومقسمة علي5 قطاعات مختلفة بالجمهورية هي غرب الدلتا- مصر الوسطي- شرق ووسط الدلتا- مصر العليا.