«السدة الشتوية» أحد الإجراءات السنوية التى تتخذها وزارة الرى فى هذا التوقيت من كل عام كفرصة تمكنها من تطهير الترع والمصارف استفادة من انخفاض منسوب المياه، كما أنها فرصة طيبة للصيادين لصيد كميات من الأسماك الوفيرة فى حين تمثل السدة الشتوية هاجسا للفلاحين الذين يعانون من عدم قدرتهم على رى زراعتهم. بداية يقول المهندس أحمد سيد مدير عام بالرى بأسيوط سابقا إن السدة الشتوية إجراء سنوى قديم كانت تنفذه الوزارة قبل إنشاء السد العالى لمحافظاتالمنيا وبنى سويف والجيزة والوجه البحرى عموما، أما محافظاتأسوان وقنا وسوهاج وأسيوط فجاء هذا الإجراء بعد بناء السد العالى، وكانت مدة السدة 40 يوما من أول ديسمبر وتستمر حتى العاشر من يناير من كل عام ولذلك كانت مشهورة لدى العوام ب «سدية الأربعينية» وذلك بهدف إجراء الصيانة الدورية لشبكات الرى والصرف للترع الآخذة من نهر النيل وعلى رأس هذه الترع ترعة الإبراهيمية وترعة نجع حمادى الشرقية والغربية بأسيوط، ومع تطور أنظمة الزراعة وابتكار سلالات ذات إنتاجية عالية وفى الوقت نفسه لا تتحمل العطش لفترات تراجعت مدة السدة الشتوية لتصل لنحو 15 يوما. الحاج محمد عبدالسلام «75 سنة» مزارع قال إن السدة الشتوية كانت قديما محسوبة جيدا لما لها من تأثير كبير خصوصا أنها كانت تستمر 40 يوما وبالتالى كانت الترع تجف فيها تماما ونظرا لعدم التوسع وقتها فى نظام الرى الارتوازى كنا نحسب مواعيد الزراعة باليوم ونسعى لرى النبات قبل السدة بما يعرف باسم رية المحاياة وبدونها قد يتلف المحصول وكان يساعدنا فى ذلك أن السلالات التى كانت موجودة كانت تتحمل العطش بعكس السلالات الحالية باستثناء المحاصيل البقولية كالعدس والحمص والعطرية كالكمون فهى بطبيعة الحال تتحمل العطش لكن الخضراوات عموما لم نكن نتوسع فيها قديما لعدم قدرتها على تحمل العطش وكنا نلجأ للسواقى للرى فى حال هلاك المحصول أما الآن فصارت السدة مثلها مثل المناوبة. وبدأت محافظة كفرالشيخ الاستعداد للسدة الشتوية بفرع رشيد والتى تبدأ من 15 يناير الحالى حتى 10 فبراير المقبل، خاصة أن 3 مراكز تقع على مجرى فرع رشيد وهى دسوق وفوه ومطوبس وبها عدد من محطات مياه الشرب التى يتم إمدادها بالمياه العكرة من فرع رشيد، وقد تم التنسيق بين كل القطاعات بالمحافظة لمراقبة مجرى النهر حتى قناطر أدفينا بمركز مطوبس خلال السدة الشتوية على مدى 25 يوما وإجراء تحاليل دورية للمياه الموجودة بالنهر لضمان الحفاظ على مياه الشرب من التلوث والثروة السمكية، وعدم تكرار ما حدث خلال الأعوام الماضية من ارتفاع نسبة الأمونيا بمجرى النهر خلال فترة السدة الشتوية وتسببها فى نفوق الأسماك وإجراء إغلاق جزئى لمحطات مياه الشرب بالمراكز الثلاثة. من جانبه أكد المهندس محمد مفتاح، رئيس مجلس إدارة شركة مياه الشرب بكفر الشيخ، أنه يتم خلال فترة السدة الشتوية متابعة الموقف بصفة لحظية ويتم تنقية مياه الشرب ولن نسمح بدخول المنازل مياه غير نظيفة، مؤكداً أن الشركة مسئولة عن تنقية المياه ولسنا مسئولين عن المياه بالمجرى المائى بفرع رشيد، فكل عام تتكرر معاناة انخفاض كميات المياه، ومهمة الشركة تحليل المياه ومسئوليتها توصيل مياه نظيفة للمنازل، ونتابع الظروف ونضطر إلى تقلل مستوى المياه للمنازل لتكون مطابقة للمواصفات، وفى سوهاج دفعت شركة مياه الشرب والصرف الصحى بالمحافظة بخمس سيارات مياه نقية مجانية بمدينة سوهاج لتلبية احتياجات المواطنين من المياه خلال فترة السدة الشتوية صرح بذلك اللواء المهندس محمد بدرى محمد رئيس مجلس الإدارة والعضو المنتدب، وأضاف ان سيارات مياه الشرب تتمركز بمناطق الشهيد عبد المنعم رياض والمخبز الآلى والجوازات وترعة نجع حمادى والحويتى، حيث إن هذه المناطق تضعف بها المياه بالدور الاول والثانى وتنقطع بالادوار العليا،وانه فى حالة وجود شكاوى من اى منطقة بسوهاج يتم الدفع بسيارة مياه اليها لتلبية احتياجات المواطنين المائية. وفى الفيوم شدد اللواء عصام سعد محافظ الفيوم، على تطهير كل الخلجان والمجارى المائية خلال السدة الشتوية والتخلص من ورد النيل، وأكد المهندس علاء عبد السلام وكيل وزارة الرى، أنه تم إزالة ورد النيل من 1130 كم مجارى مائية بشتى أنحاء المحافظة حتى شهر أكتوبر الماضى، وجار العمل على قدم وساق فى باقى المجارى المائية. كما شدد المحافظ على التنسيق بين الرى وشركة الفيوم لمياه الشرب لتجنب نقص مناسيب المياه بمآخذ محطات الشرب خلال فترة السدة الشتوية مع تكثيف أعمال التطهير والتجريف ببحر يوسف وتوفير سيارات لنقل مياه الشرب النقية للأماكن التى قد تتضرر خلال تلك الفترة، كما أكد رؤساء المدن بالتنسيق مع مسئولى الرى توفير أماكن لتجميع نواتج التطهير.