شهدت منطقتا العتبة والأزهر بوسط القاهرة مساء أمس, اشتباكات دامية بالأسلحة النارية والبيضاء بين مجموعة من التجار والباعة الجائلين, بسبب التنافس علي البيع بالأزهر ومشادة بين أحد الباعة وصاحب محل بالعتبة. بعد أن صدمه البائع بعربة لنقل البضائع, وقد أسفرت المشاجرة- التي استمرت أكثر من5 ساعات- عن مقتل بائع ومزارع وإصابة39 شخصا من الطرفين, كما أصيب ضابطا شرطة من قوة قسم الموسكي, في أثناء محاولتهما فض المشاجرة. هرع أصحاب المحال التجارية بالمنطقة إلي إغلاق محالهم خوفا من تعرضها للسلب والنهب, فيما ألقت الشرطة العسكرية والمباحث الجنائية, القبض علي98 بلطجيا تمت إحالتهم إلي النيابة, وعلي بعد عدة أمتار من مكان المشاجرة الأولي وقبل أن تهدأ الأجواء, اندلعت مشاجرة أخري بين عائلتين من تجار المفروشات بشارعي الأزهر وبور سعيد استخدم فيها الطرفان زجاجات البنزين الحارقة( المولوتوف) ورشقوا بها المحال مما أدي إلي اندلاع النيران في4 محال بسبب رغبة كل طرف في فرض السيطرة علي الرصيف, بعرض بضاعته والاستئثار بالزبائن وقد نتجت عن هذا إصابة بعض المارة بجروح طفيفة والتهمت النيران جميع محتويات المحال التجارية. وفور تلقي قوات الحماية المدنية البلاغ هرعت علي الفور10 سيارات إطفاء قامت بمد خراطيم المياه إلي المحال المحترقة للسيطرة علي النيران, قبل امتدادها إلي المحال المجاورة فيما أسرع أصحاب المحال الأخري بإغلاق محالهم والوقوف امامها خوفا من استغلال بعض البلطجية لحالة الفوضي التي شهدتها المنطقة وقيامهم بأعمال سلب ونهب. وفي الساعات الأولي من صباح اليوم, نجحت قوات الحماية المدنية في إخماد النيران التي ظلت مشتعلة لساعات طويلة لاحتواء المتاجر علي خامات بلاستيكية ومواد قابلة للاشتعال وأقمشة صعبت من مهمة رجال الإطفاء, وهو ما دفع سكان المنطقة إلي المشاركة في عملية الاطفاء بملء جراكن المياه من داخل منازلهم وإلقائها نحو النيران. أما أحداث العتبة فقد تلقي بلاغا بها اللواء محسن مراد مدير أمن القاهرة, من شرطة النجدة, حيث اندلعت مشاجرة بشارع صيدناوي بمنطقة العتبة, بين بعض التجار تسببت في حالة من الرعب والذعر بين المواطنين. وانتقل علي الفور اللواء أسامة الصغير مدير الإدارة العامة لمباحث القاهرة إلي مكان المشاجرة, حيث تبين من المعاينة نشوب المشاجرة بين عائلتي الطوابية والعرابة الشهيرتين بتجارة قطع غيار الكهرباء والسيارات بالمنطقة. واتضح أن المشاجرة بدأت بمشادة كلامية بين أحد الباعة الجائلين من عائلة العرابة وصاحب محل من عائلة الطوابية, لقيام الأخير بمعاتبة الأول علي احتكاكه به بصورة فظة أمام محله ليتطور الأمر إلي مشاجرة بالأيدي, وقد تفاقمت الأمور وتطورت علي نحو سلبي سريع, ليستعين كل طرف بأقاربه المدججين بالأسلحة النارية والبيضاء وتستعر معارك ضارية استخدم فيها كل طرف ما لديه من أسلحة, تنوعت مابين البنادق الآلية والطبنجات والسنج والسيوف والشوم, والزجاجات الفارغة والحجارة, وهو ما حول المنطقة إلي ساحة حرب شوارع أفزعت أهالي ورواد المنطقة الذين استغاثوا بالشرطة العسكرية ومباحث القاهرة. ولم تضع المشاجرة أوزارها إلا بعد مقتل بائع ومزارع بعد إصابته بطلقات نارية بالرقبة والصدر لم تفلح معها محاولات إسعافهما, كما أصيب العقيد أسامة أبوالليل نائب مأمور قسم الموسكي بطلق ناري في كتفه, والملازم أول محمود الأعصر الضابط بالقسم وإصابة22 مواطنا بجروح قطعية تم علاج29 منهم من خلال سيارات الإسعاف الموجودة بمكان الحادث, فيما تم نقل باقي المصابين إلي مستشفيات المنيرة والهلال الأحمر وصيدناوي. ومن جانبها تمكنت الأجهزة الأمنية بالاشتراك مع القوات المسلحة, من ضبط98 متهما حاولوا الفرار في الأزقة والحارات الضيقة, والاختباء داخل المحال التجارية وهو ما دفع رجال الشرطة العسكرية إلي مداهمة بعض هذه المحال التي كان يختبئ بها طرفا المشاجرة وبحوزتهم كمية كبيرة من الأسلحة النارية والبيضاء. وكانت للأهرام المسائي لقاءات خاصة مع بعض أهالي المنطقة حيث قال أحمد عاطف أحد الباعة إن المشاجرة بدأت بعد عصر أمس بعد قيام أحد البائعين من عائلة الطوابية- يحمل كمية من قطع غيار السيارات عابرا بها الشارع, فإذا به يصطدم بأحد أصحاب المحال من عائلة العرابة التي تمتلك أغلب محلات شارع صيدناوي بالعتبة, وعند معاتبة صاحب المحل للبائع نهره وأخذ يكيل له السباب والشتائم, وسرعان ما تطورت إلي مشاجرة بالأيدي اعتدي فيها صاحب المحل علي البائع بمساعدة جيرانه وهو ما أثار غضبه فأمسك بشومة, وانهال بها علي ظهر صاحب المحل. ويلتقط علي محفوظ بائع أطراف الحديث ويقول إنه بعد أن أمسك صاحب المحل بالبائع جاء أقاربه إلي المنطقة, وانهالوا عليه بالضرب وأطلقوا عليه الرصاص مما أدي الي مقتله علي الفور وتم نقله إلي المشرحة. وبمجرد وصول نبأ وفاته إلي عائلته, تجمعت عن بكرة أبيها وبدأ الطرفان في حشد قواهما وتحصنت عائلة العرابة بمحالهم وأخذوا يطلقون النيران من الأسلحة النارية من فوق أسطح المنازل وبادلهم أبناء عائلة الطوابية بالمثل التراشق بالطوب وزجاجات المولوتوف وإطلاق الأعيرة النارية من الأسلحة الخرطوش إلي أن حضرت قوات الجيش والشرطة. مصدر أمني: قتيلان و41 مصابا والقبض علي98 من طرفي المشاجرة أعلن مصدر أمني مسئول أن المشاجرة التي وقعت مساء أمس بين مجموعة من الباعة الجائلين بمنطقة العتبة أسفرت عن مصرع شخصين وإصابة41 آخرين من بينهم نائب مأمور قسم الموسكي بالإضافة إلي إلقاء القبض علي98 شخصا من طرفي المشاجرة. وأوضح المصدر الأمني أن المشاجرة نشبت بين كل من المدعو نصر الدين محمد حسن(33 سنة تاجر), وابن عمه أحمد مصطفي حسن(30 سنة صاحب محل حدايد وبويات) من عائلة العرابة طرف أول وبين المدعو غاندي مناع عطية(32 سنة بائع) وسيد هاشم حسين(28 سنة بائع) من عائلة الطوابية طرف ثان وأضاف أنهعقب ضبطهم, تبادل أنصار الطرفين التراشق بالحجارة والزجاجات الفارغة والحارقة المولوتوف واطلاق الأعيرة النارية والخرطوش مما أدي إلي مصرع كل من بكري عبدالتواب عبدالقادر(23 سنة فلاح) وعبدالنبي عبدالعظيم محمد(31 سنة بائع) وزارة الصحة: 39 مصابا في أحداث العتبة صرح الدكتور عبد الحميد أباظة مساعد وزير الصحة للشئون السياسية والفنية بأن إجمالي المصابين في الأحداث التي وقعت بمنطقة العتبة بلغت39 حالة, تم إسعاف29 منهم في مكان الحادث, وتحويل10 حالات الي4 مستشفيات. وقال أباظة انه تم تحويل6 حالات الي مستشفي الهلال تقرر خروج4 منها بعد تحسن وأستقرار حالاتهم ومازالت حالتان تتلقيان العلاج بالمستشفي, كما تم تحويل حالتين الي مستشفي صيدناوي وتقرر خروجهما, وحالة الي مستشفي المنيرة وتقرر خروجها. وحالة الي مستشفي قصر العيني مازالت محجوزة وتتلقي العلاج. وأضاف أباظة ان جميع الحالات مستقرة, وقد قامت فرق المسعفين في مكان الحادث. والفرق الطبية بالمستشفيات بتقديم الإسعافات الطبية اللازمة لهم.