عاد الرئيس عبدالفتاح السيسي, أمس للقاهرة, بعد مشاركة ناجحة في أعمال القمة المصغرة للقادة المعنيين بالأزمة الليبية التي عقدت أمس بمدينة باليرمو الإيطالية بحضور دول الجوار تونس والجزائر والنيجر وتشاد وإيطاليا ورئيس وزراء روسيا ومبعوث الأممالمتحدة غسان سلامة والقائد العام للجيش الوطني الليبي المشير خليفة حفتر ورئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني الليبية فايز السراج; وذلك تلبية لدعوة من رئيس الوزراء الإيطالي جوزيبي كونتي. وأكد الرئيس السيسي خلال مشاركته في القمة أن أي مقترحات لحل الأزمة الليبية لابد وأن تشمل كل الجوانب السياسية والأمنية والاقتصادية نظرا لطبيعة الوضع المتشعب والمركب للأزمة, مشيرا إلي ضرورة أن تكون تلك المقترحات متسقة مع الاتفاق السياسي وخطة المبعوث الأممي. وشدد الرئيس السيسي علي ثوابت الموقف المصري القائم علي ضرورة التوصل لتسوية سياسية شاملة في ليبيا بدعم من الأممالمتحدة, يكون قوامها تنفيذ الاتفاق السياسي الليبي, بالشكل الذي يحافظ علي وحدة ليبيا وسلامتها الإقليمية ويساعد علي استعادة دور مؤسسات الدولة الوطنية فيها, وعلي رأسها الجيش الوطني والبرلمان والحكومة, ويتيح الظروف الملائمة لإجراء الانتخابات في ليبيا بما يمكننا من طي هذه الصفحة وتحقيق مصالح الشعب الليبي في عودة الاستقرار والأمن. وأفاد السفير بسام راضي المتحدث الرئاسي بأن الرئيس السيسي أكد ضرورة أن يتحمل جميع الليبيين مسئولية التنفيذ, وأن يكون دور المجتمع الدولي في مجمله داعما للتسوية في ليبيا بدون أي انحياز لطرف من الأطراف, آخذا في الاعتبار أهمية عامل توحيد مسار الحل السياسي لمنع الأطراف التي تهدف لعرقلة التسوية في ليبيا للمناورة بين مسارات دولية متوازية. وشدد الرئيس علي ضرورة مراعاة التوازن والحفاظ علي تمثيل جميع مكونات المجتمع الليبي في جميع المؤسسات, وعلي رأسها المجلس الرئاسي والحكومة, تأكيدا لملكية الليبيين لمقدراتهم, ومشاركتهم جميعا في السلطة دون أي تدخل خارجي, مشيرا إلي أن مصر تقف علي مسافة واحدة بين جميع الليبيين, حيث يستند موقفها تجاه ليبيا إلي اعتبارات حماية الأمن القومي والاستقرار في البلدين.