مع اقتراب نهاية عام2018 يعيش الفنان اللبناني عاصي الحلاني حالة من النشاط الفني استعدادا لطرح ألبوم غنائي جديد, خلال الفترة المقبلة الذي يجري له الاستعدادات حاليا ويختار أغانيه, وبدأ في تشويق الجمهور مؤخرا بطرح أغنية شو بخاف عليكي علي مواقع السوشيال ميديا من كلمات حسن عباس, وألحان باسم يحيي وحازت علي إعجاب الكثيرين. وتألق الحلاني علي المسرح الكبير بدار الأوبرا المصرية في أثناء حفله بالدورة27 لمهرجان الموسيقي العربية الذي يشارك فيه للمرة الثالثة علي التوالي, وتكتسب حفلاته سمعة بأنها الأكثر حيوية من بين حفلات المهرجان سنويا لقدرته علي الارتجال علي خشبة المسرح وغناء المواويل وإحياء تراث الفلكلور اللبناني, وعلي هامش مشاركته في المهرجان كان لنا معه هذا الحوار: ما رأيك في مهرجان الموسيقي العربية؟ وما الذي جذبك للمشاركة فيه للمرة الثالثة؟ مهرجان الموسيقي العربية الذي نظمته دار الأوبرا المصرية شيء رائع ويدعو للفخر والسعادة, فهو بمثابة ملتقي سنوي لكبار النجوم ومنصة للإبداع, وأنا سعيد جدا بالمشاركة فيه للعام الثالث علي التوالي, وما يجذبني دائما للمشاركة هو حسن التنظيم من جانب إدارة المهرجان, واللقاء بهذا الجمهور الرائع وسط أجواء كلها رائعة فهو بحق المهرجان الأكبر والأروع. هل يحتاج المهرجان لنوع من التجديد؟ المهرجان يتجدد بشكل مستمر وملحوظ, فالإدارة دائما ما تحاول جاهدة تلافي أي سلبيات شهدتها الدورات السابقة, وتتحول دار الأوبرا خلال فترة انعقاد المهرجان إلي ما يشبه خلية النحل, كل فرد يعرف دوره جيدا ويقوم به علي أكمل وجه بحب وسعادة. كيف كان لقاؤك بالجمهور المصري في الدورة ال27 هذا العام؟ هذا جمهوري الحبيب, ولا أجد كلمات أعبر بها عن مدي سعادتي بهذا الجمهور الغالي الذي يغمرني بحبه دائما, ويحملني مسئولية أكبر من أجل إسعاده, ولقائي به هذا العام لا يوصف وأتمني أن أكون دوما عند حسن ظن الجميع وأشكرهم جدا علي محبتهم وحفاوتهم. لماذا فكرت في الاستعانة بفرقة استعراضية فلسطينية لمشاركتك في الحفل؟ وكيف تم التواصل معها؟ لم تكن مشاركة الفرقة الفلسطينية الاستعراضية ضمن برنامج الحفل في البداية, ولكن شريف ضياء مدير أعمالي بمصر فاتحني في الأمر وأخبرني أنها فرقة من الشباب الواعد ويرغبون في مصاحبتي علي خشبة المسرح لتقديم الدبكة الشامية الشهيرة, فقررت أن أشاهدهم وبالفعل أعجبتني الفرقة وشاركوني علي المسرح في إحدي أغنياتي وكانت فقرة رائعة أمتعت الجمهور كثيرا, وأتمني لهم النجاح ومستقبلا باهرا لأنها فرقة شابة وطموحة وتضم مجموعة من الموهوبين. ولماذا تحب الارتجال علي المسرح؟ وهل يستجيب الموسيقيون لذلك بسهولة؟ الارتجال ملكة وهبة من الله, تأتي وقت السلطنة, فأنا لا أتعمد الارتجال ولكن كما قلت المسرح والجمهور ولحظات السلطنة قد يسمحون لي ببعض من الارتجال في الموال وهذا شيء جيد إن كان في وقته ومكانه الصحيح, وبالنسبة للموسيقي دائما تتعايش معي لأننا كيان واحد, والموسيقيون فنانون محترفون قادرون علي القيام بذلك. بعض النقاد يرون أن مجال الموسيقي والغناء يعاني من الاستسهال, فهل تجد صعوبة حاليا في اختيار أغان جديدة مع شعراء وموسيقيين مميزين؟ اختيار الأغنيات الجديدة بالفعل أصبح صعبا وصعبا جدا, لأن الفنان يبحث بلهفة عن كل ما هو جديد ويريد تقديم الأفضل والمختلف ليظهر للجمهور في أفضل صورة ترضيه, اسمع الكثير من الأعمال أثناء الإعداد لتقديم أغان جديدة لكنني لا أغني إلا ما يدخل قلبي, وأتعاون مع نخبة كبيرة من الشعراء والملحنين والموزعين وكلهم أهل إبداع فنسعي معا للبحث عن الأفضل. يعتبرك الكثيرون من الأصوات الجبلية الأصيلة, خاصة مع حفاظك علي الهوية اللبنانية في أغلب أغانيك التي حققت نجاحا كبيرا, فهل مازالت الأصالة تجد مكانها في هذا الزمن مع ظهور تيارات جديدة في الموسيقي تميل للتغريب؟ الأصالة باقية مهما حدث, ومهما واجهنا من تيارات تغريب, أو موجات من هنا وهناك, تبقي الأصالة هي الطعم والروح ولا يصح إلا الصحيح وأنا سعيد بفكرة كوني أحد المحافظين علي فلكلور بلادي لأن لبنان فنها خالد وباق علي مر الزمان ومهما كان. لماذا تحرص علي تقديم أغان وطنية احتفاء بمصر؟ الغناء لمصر وشعبها وجيشها شرف وفخر وسعادة وكل الكبار كتبوا وغنوا وأبدعوا في حب مصر وبالتالي أشعر بسعادة كبيرة حينما أغني لمصر أم الدنيا التي قدمت لها ست الستات يا مصرية ومصر العظيمة وكبيرة يا مصر ونسايم حرية وكلها من ألحاني وكلمات الشاعر غانم جاد شعلان. هل أضافت تجربة التحكيم في برنامج المسابقات ذا فويس جديدا لعاصي الحلاني؟ وجودي بلجنة تحكيم ذا فويس بالتأكيد أضاف إلي الكثير, حيث التقيت بالعديد من الأصوات الرائعة وأجواء البرنامج كانت كلها تشويق ومتعة, وروح تنافس رائعة وأكيد أنها تجربة مفيدة جدا وأضافت إلي وللجميع الكثير. هل من الممكن أن يظهر من بين المواهب الجديدة نجوما لهم بصمة واضحة وصوت يميز صاحبه؟ البرنامج خرج من خلاله أصوات موهوبة جدا ورائعة والكثير منهم بدأ يشق طريقه الآن لإثبات وجود علي الساحة, ولابد أن نعترف بأن شق طريق النجاح والنجومية شيء صعب جدا ولابد من الإصرار والأمل والعمل والاجتهاد ولكل مجتهد نصيب والتوفيق من الله في النهاية. وهل سوق الغناء في الوقت الحالي قادر علي منح الفرصة للمواهب الجديدة؟ السوق كبيرة وتتسع للجميع والبقاء دائما للأفضل, وحتما ولابد المواهب الجديدة ستحظي بفرصتها ويكون لها الحظ في الظهور بالإرادة والعمل والاجتهاد. لماذا ابتعدت عن التمثيل بعد نجاح تجربتك الأولي وهل ستكررها مرة أخري؟ كانت لي تجربة تمثيل وحيدة في مسلسل العراب, وصرحت كثيرا بأنني رافض لفكرة العودة للتمثيل, ولكن كما قلت من قبل أن أهم شيء هو الورق السيناريو والفكرة وأن أجد الدور المناسب الذي يضيف إلي وليس العكس, وعندما أجد مايليق ربما أغير رأيي, فلكل حادث حديث. وما الجديد الذي تستعد له حاليا؟ أستعد لطرح ألبومي الغنائي والذي يضم12 أغنية باللهجتين المصرية واللبنانية, وأتعاون فيه مع عدد من الشعراء والموزعين والملحنين, وسيكون به العديد من المفاجآت.