لم يستمع حمادة للنصائح التي أسديت إليه من والديه بالبعد عن أصدقاء السوء حيث أصر علي الجلوس معهم لساعات طويلة يتجاذب الحديث حول رغبته في الذهاب إلي الملاهي بالقاهرة حتي يتعرف علي الراقصات وفتيات الليل ويعيش حياة لم يعهدها من قبل بعيدا عن عاداته وتقاليده الريفية ولبي أصحابه مطلبه وأصبح حمادة أسيرا لنزواته الشخصية وأهمل عمله في المغسلة التي افتتحها لكسب رزقه بالحلال. ويوما بعد آخر تراكمت الديون عليه ولم يستطع الوفاء بها واضطر لإغلاقها, وقتها تسلل الشيطان لعقله وأغواه إلي الاتجار في المخدرات لكي يدبر السيولة اللازمة للصرف علي سهراته الماجنة ودق أبواب بعض المصادر سيئة السمعة التي تنتمي لأصول بدوية ومعروف عنها ترويج البانجو السيناوي وتعاقد مع أحدها لمنحه حصة ثابتة من النبات المخدر لتصريفها لدي الراغبين في شرائه وفتح حمادة سوقا للكيف يقصده المدمنون من مختلف المناطق المجاورة بمحل سكنه واقتصر في بداية عهده مع هذا النشاط الآثم البيع بنظام القطاعي ثم تحول تدريجا لطرح بضاعته بالجملة التي يقوم بتخزينها في مخازن لا يعرفها سواه ويخرجها لزبائنه عندما يتواصلون معه عن طريق الهاتف المحمول ويرسلها لهم بواسطة أشخاص قام بتجنيدهم للعمل تحت إمرته حسب الكميات التي يرغبونها واستمر علي هذا الحال واتسعت دائرة تعاملاته ولم يعلن توبته بالرغم من دخوله وخروجه السجن مرات عديدة متهما في قضايا مخدرات ونظرا لخطورته علي المجتمع المحيط به وضعته مصلحة الأمن العام بوزارة الداخلية علي قائمة المطلوب ضبطهم وتمكن رجال مباحث الإسماعيلية عقب مجهودات مضنية من البحث والتحري الإمساك به متلبسا وبحوزته بندقية آلية وذخيرة وكميات من البانجو وتحرر المحضر اللازم له وتولت النيابة العامة التحقيق. كان العميد محمد فوزي مدير إدارة البحث الجنائي بمديرية أمن الإسماعيلية قد تلقي إخطارا من العقيد عصام عطوان رئيس المباحث العامة يفيد وجود بؤر ثابتة ومتحركة يتردد عليها تجار الكيف. تم تشكيل فريق بحث بإشراف العقيد وليد العطار رئيس فرع غرب ضم الرائد مروان الطحاوي رئيس مباحث أبو صوير ومعاونه أحمد جمال ودلت تحرياتهم أن المدعو حمادة- عاطل- سيئ السمعة سبق اتهامه في قضايا متنوعة بينها مخدرات اتجه للاتجار في البانجو السيناوي الفاخر الذي يجلبه من مصادره السرية ويعيد طرحه لزبائنه حسب الكميات التي يريدونها لقدرته علي توفير ما يلزم لهم في أي وقت. وبعرض التحريات علي النيابة تم استصدار إذن ونجح النقيب محمد ربيع معاون المباحث في ضبطه, وبتفتيشه عثر معه علي لفافات من النبات المخدر وبندقية آلية وطلقات من ذات العيار وبمواجهته بما أسفرت عنه التحريات وواقعة الضبط اعترف بحيازته للمضبوطات بقصد الاتجار فيها وبعرضه علي محمود هلال وكيل النائب العام باشر التحقيقات معه تحت إشراف إسلام الجوهري رئيس نيابة مركز أبو صوير الذي أمر بحبسه4 أيام علي ذمة التحقيق.