السجن.. نهاية المخدرات

لم يتعظ محمود عامل البناء من الحكم الصادر ضد والده تاجر المخدرات بالسجن المؤبد و يقضي مدته حاليا خلف الأسوار الحديدية للتفرغ للمهنة التي أجاد الصنع فيها وأصبح مطلوبا لدي مقاولي التشييد للعمل معهم حيث لعب الشيطان في رأسه وأغواه لاستكمال مسيرة أبيه في تجارة الكيف لتوفير السيولة المالية للإنفاق عليه داخل محبسه فضلا عن تدبير احتياجات أسرته المعيشية.
تعرف محمود علي المصادر السرية التي سبق وان وتعامل معها والده وأخبرهم ورغبته في الحصول علي حصص ثابتة من البانجو السيناوي وبدأ يفتح سوقا للعملاء الوافدين عليه وبمرور الوقت اتسع نشاطه وزادت أرباحه وتبدلت أحواله من ضيق اليد للثراء ولم يضع في حسبانه علي الاطلاق أن يلحق بأبيه في السجن ونظرا لخطورته علي المجتمع المحيط به طلبت مصلحة الأمن العام بوزارة الداخلية سرعة ضبطه وتمكن رجال مباحث الإسماعيلية عقب مجهودات مضنية من البحث والتحري وتحديد الأشخاص الذين يتعاملون معه والمناطق التي يتردد عليها بين الحين والآخر من استهدافه وعثروا معه علي كميات من النبات المخدر المعد للبيع وحرر المحضر اللازم وتولت النيابة التحقيق.
كان اللواء محمد شحاتة مدير أمن الإسماعيلية قد عقد اجتماعا مع اللواء أحمد عبد العزيز مدير إدارة البحث الجنائي لدراسة ومناقشة المعلومات الواردة لهما بشأن وجود بؤر ثابتة ومتحركة يتردد عليها المدمنون للحصول علي احتياجاتهم من المخدرات بمختلف أصنافها الهيروين والأفيون والحشيش والبانجو والبرشام لتعاطيها الأمر الذي يستوجب ملاحقة تجار الكيف والإمساك بهم.
تم تشكيل فريق بحث بإشراف العميد مدحت منتصر رئيس مباحث الإسماعيلية ضم العقيد محمد طلعت وكيل إدارة البحث الجنائي والعقيد إبراهيم صدقي مأمور مركز القصاصين والرائد مروان الطحاوي رئيس المباحث ومعاونيه النقباء مصطفي سلامة ومحمد سليم وهيثم عبد الباسط وكامل القمحاوي وأحمد إيهاب ومروان النجار ودلت تحرياتهم علي أن المدعو محمود22 سنة عامل بناء- سيء السمعة يسكن في منطقة الوابورات لم يسبق اتهامه في أي قضية جنائية بدأ يزاول نشاط الاتجار في المواد المخدرة بعد دخول والده السجن متهما في قضية ترويج مخدرات وأضافت التحريات أن المتهم يتمتع بخفة الحركة وسرعة التنقل من مكان لأخر لترويج البانجو الذي يحصل عليه من مصادره السرية بكميات وفيرة لتلبية مطالب زبائنه المدمنين الذين يفضلون التعامل معه عن غيره لسهولة توافر النبات المخدر لديه وأشارت التحريات إلي أن المتهم محمود تسلم حصة من البانجو ويحاول جاهدا التخلص منها للبحث عن جلب كميات أخري قبل حلول مناسبة عيد الأضحي المبارك التي ينشط فيها بيع المخدرات بين الشباب الراغبين في شرائها لزيادة هامش ربحه والوصول به لأعلي معدلاته وبعرض التحريات علي النيابة تم استصدار إذن لضبط عامل البناء وأعد ضباط المباحث أكمنة ثابتة ومتحركة للمتهم بدعم ومساندة من رجال الشرطة السريين للإمساك به وعندما حانت ساعة الصفر وصلتهم معلومة عن استغلاله توك توك للتنقل بين عملاءه لمنحهم احتياجاتهم اللازمة من لفافات النبات المخدر واتجهوا إليه وحاصروه وسقط بين أيديهم وقتها انهار وظل يبكي مثل الطفل وبتفتيشه عثر معه علي كميات من البانجو السيناوي الفاخر ومتعلقاته الشخصية من هواتف محمولة ومبلغ مالي وتم اقتياده وسط حراسة أمنية مشددة لغرفة التحقيقات وبمواجهته بما أسفرت عنه التحريات وواقعة الضبط اعترف تفصيليا بالاتجار في المواد المخدرة وارشد عن مصادره السرية تمهيدا لاستهدافها وبعرضه علي أحمد البوشي وكيل النيابة العامة باشر التحقيقات معه تحت إشراف توفيق محمد رئيس نيابة التل الكبير الذي أمر بحبسه أربعة أيام علي ذمة التحقيق.